كنت أشبه بها أحيك الماضي لأنتج حلة الحاضر ..
اُنتزعــت منـــي الرغبة بكل شيء .. كل شيء ...
,,,,,,,,,.......,,,,,




مــاعــدتُ أنتظــر يوم الأربعاء لأتـسابق أنا وأخــوتي الستـة لبقالـــة العم راشد ونـمدُ لـــه
أربعة ريالات ويعطينا مجلة ماجد التي خبأها لنا بين أكياس الخبز بداخل أحد البراميل (: ,,


فــي عامـــي الــسابع كـــنتُ الطفل الأكثر سـعـادة برأيـهم أمـا الحقيــقة فــ
لـــا’ ~
من الذي ربط السعادة بالطفولة ؟! لو كانت السعادة تندرج تحت مسمى الطفولة ،

مــا بــال أطــفــال الــصومـــال لم يــشربوا مــن كأس الهنا ؟!
وما بال صبية فلسطين لم تمطرهم السماء بقطع الحلوى ؟!

لماذا نشاهد دمعات الأطفال ..؟!

لم أكن طفلاً باكياً في طفولتي ولم اكن كثير الطلبات !
بعكــس أختَيَّ اللَّتَيْن لم تُبْقيا في متجر الألعاب لعبة ~

ومع هذا كله أبقى أنا السعيد .. شكرًا لتلك النظرية التي كادت أن تصبح قانوناً ..
بــلغتُ مــن عــمري الأربعين ولــم أشتفّ من حديثهـم ما يــروي ظمــأ تعجبــي ..

كنتُ ومازلتُ صامتاً مبتسماً رغم كل شيء ~

ودفــتر ذكريــاتي العــتيــق مازلتُ أقلب صفــحاته ؛ علَّــها تتزايــد أو تظـــهر لـــي ورقــة لم أقرأهــا بعــد !
دفتر ذكريات يحوي ثمان ورقات خُطت وإحدى وعشرون ورقة فارغة بيضاء ترسم لك ألوان الألم بشكلٍ آخر ..
لا يشاهده إلا من مزج الأسود بالأحمر فظهر له الأبيض بلمعة رمادية !!
.............................................





وأخيرًا فتاة وفتاة إيجاد الفروقات أمر لطيـف ....
والـــبــــاقـــي لــم أفـــهــــم منـــــه شـــيـــئــاً ..

أعتقد أن هذا اليوم الذي زاد به عددنا من خمسة أطفال لسبعة ..
أمر التــوأم لطيـــــف فــــي بـــــادئ الأمـــر ومـــا أن انــقلــب الآن ..







في عامي الخامس عشر في اليوم السادس عشر من شعبان
لـــعام 1406هـ خـــرجت من المنزل بنـــية عــدم العــــودة إليــــه ..

كنتُ مراهقاً تذوق نكهات الألم الحالية والنكهات ما تحت الإنشاء !
ولأنني صامت سعيد لم أستطع رفض النكهات ذات المذاق المُر ~


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ



لـــم أفـــق إلا علـــى صرخات ودمـــعات بائـــعوا النكهة بـــدا لي بأنــهم جربــوا تـــذوق تلــك النـــكهة ..
طلبتُ من الممرضة إحضار ورقة وقلم وكتبتُ وصية أو رسالة لا يهم ,,المهم هو أنني ألصقتها في دفتري :

علامَ البكــاء
؟!! ألم تتمنوا يوماً موتــي ؟!! ها قد ترجمتُ أمانيـــكم فلما البـــكاء والـــضجر ؟!!
ألم تسألوا الله أن يأخذ روحي
؟!! ألم تتمنوا العيش بدوني ؟!! لماذا البكاء ؟!! لماذا البكاء ؟!!

أشرقت شمس ذلك اليوم ,, ولـــم أكن أعلو الفِــراش الردئ ,,
لن يأخذ منكم جهدًا لرميه خارج الفناء ,,ولا تنسوا وضع مكتبة
صــــــغيرة مكــانه تحــوي الــــقصـــص كـــما تمـــنى أختـــاي ,,
وهنا انتهيم مني ..
.................................................. .....

ســـتنتهي صلاحـــية النكـــهات إذا لم تتداركوها ,, هلّا جربتموها ؟!!
كنتُ قد أيقنت آنذاك بقرب أجلي وكان يقيناً مبني ع ضعف الحدس ..







[يحاول لفت الأنظار]

هذه العبارة التي اتخذها البعض تسبيحاً ..

كل ما أفعل شيء لألاقي المدح والإطراء تترصدني تلك العبارة التافهة ..
لــمَ لــــمْ يفـــسروا تلـــك العبــارة ويـــعــــمـــلوا بــــالـــتفــسيـــر ..؟!!

من يحاول لفت الأنظار ماذا ينتظر ؟ نعم نعم .. أصبتم .. يريد الاهتمام .. لماذا لم تمنــحوه مراده بدل ترديد كلام لا جدوى منه ؟!!
هناك كلــــمات يتوجب علي جردها ,, ويتوجب علي قبل ذلك الصمت ؛ فما أنا إلا مراهــق لم يتجاوز السابعة عشرة من العمر ..
لا يستطيع إلا لفت الأنظار ليكسب بفعله نظرات تفاهةٍ واحتقار !!
.................................................. ...............................







فــي ظــــلمة القبو بين دمعـــات النســـــاء وصــرخات الأطفـــال ودوي الطائـــرات ~
أخذت أكتب مجريات هذا اليوم ابتداءً من العراق ومرورًا بالسعودية وانتهاء بالكويت ~

لم يمر هذا اليوم بسلام’ ..

رحيل أبي وخالي ومرض أمي وأخي جعل مني رجلاً أوجد لحماية أرملة وأيتام ..





أجبرت وأجبروا ع توديع الأحلام والأماني ..
ولأننــي حرمت الدمعات لرجل
خط شاربه ..

فــ تراكم أملاح الدموع جعلت مني شخصًا سعيدًا لأنه لا يبكي !!

العبارة في هذا الوقت الأكثر ترديدًا :
[تشوفون أحمد مستانس حتى وهو ماشرى سيارة ]

نعم نعم .. ســـعيد لأنه لم يبـــكي هـــذه النـــظرية الأخــــرى الـــتي تجــــــري عـــليها دراســـتهم ..
الاقتصاد في الكهرباء والماء وبقاءنا في غرفة واحدة وتناول وجبتين وخفض المصروف ,, هذا ما نحاول أن
نتعايشه نتيجة التدهور الكبير في أوضاعنا المالية .. ومهما يكن ,, هذه أمور لا تجبر أي رجل ع البكاء !!
.................................................. .................................................. ...وحتــى بدون سيارة ..




حان الوقت لنزع بطاقة
(السعيد من العمر) ليرثها القادم,,
تركت عالم العزوبية وانتقلت للعالم الذي يليه ...قريباً يرثني
طفـــلٌسعـــيدٌ يرث ألقــــاباً وصـــفاتاً برًّا بوالـــده السعيد ..





الطفل الأول سمَّيته
ناجيًا ؛ ففكرة تسميته سعيدًا أمرٌ ليس بجيد لأن من حوله
سيـــجبر ع مناداته بــ سعيد أحمد ,, وهنا سأظــل سعيدًا حتى نهاية العالم ~






ومات ناجي .. آه ليتني سمَّيته سعيدًا .. لأنني أدركت السعادة ببقائي مع طفل ملأ جدران قلبي طرباً ..
لا أنكر بل أجزم وأوقن أن ناجيًا أضفى لعمري نكهة فريدة تتداخل في أحشائها مفهوم السعادة الحقيقي ..

ولم أكن لأطلب في حياتي معه إلا تلك النكهة نكهة [الطفل الراحل] .... انتهى ..






,,,,

ورحلت النكهة برحيل صاحبها .. وأيقنت أن الباعة كثُر والبضاعة لا تنتهي ..
ولــــكن الـــسؤالـــ’ :
أين’ البــــائــــع صاحـــب البضــــاعة الــــمُــــرادة !!

لقد نجى ناجي من وراثة اللقب ,,
ولكن في المستقبل القريب هناك ناجون و
سعيدون كُثر (= ~


تمت~

* شكرًا لـ [لجنة تدقيق المواضيع لغوياً] وشكرًا لــ [ملاحظاتها ] ~
قبل أن ترسل موضوعك تأكد من دخولك
هنا ..
وشكرًا أخرى لــ غاليتي سماء ع فواصلها البهية ..
وشكرًا أخيرة لكل من قرأ كل هذا (: ~
طبــتــم’ ,,