الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم
فهذه سلسلة دروس فى قوانين البيت المسلم وستكون فى عشرة دروس بإذن الله تعالى
نبدأ بالمقدمة والقانون الأول وبعد ذلك نضع القوانين الباقية تباعاً بإذن الله
إن تسلسل التركيز فى الدعوة إلى الله ينبغي أن يكون على البيت المسلم بعد التركيز على الشخصية الإسلامية .
وقد نالت الشخصية الإسلامية حظها من التركيز بينما كانت التأليف حول البيت المسلم أقل من ذلك، ومع قِلَّته فقد أغفل الكثير مما يجب أن يصاغ به البيت المسلم.
فالمروءات ومكارم الأخلاق ومحاسن الآداب لم ينلها حظ كثير من الإشارات كما أن الكتابة لم تستوعب كل ما يلزم أن يتفطن له المسلم فى شؤون البيت، فكانت هذه الدروس تذكيراً بشيء
يجب التركيز عليه، وبأشياء ينبغي التفطن لها.
ولقد كان هذا الدين مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية بكل شعائره وشرائعه، وهذه الرحمة تظهر بشكل واضح فيما أدب الله به المسلم فى شئون بيته، فالعلاقات الرحيمة داخل البيت ومع الجوار، والآداب التي يبنغي أن يطبقها المسلم في بيته وعلى بيته كل ذلك من مظاهر الرحمة في هذا الدين، وغياب الأدب الإسلامي فى شئون البيت نوع من الشقاء، وإذا كان لمعرفة آداب الإسلام فى شئون البيت هذه الأهمية بالنسبة لكل بيت، فقد كان من الضرورة أن نذكّر بهذا الموضوع.
وقد كُتب فى كثير من الجوانب التي تمس البيت المسلم الشيء الكثير، ولذلك أسبابه ودواعيه، ولكن التركيز المختصر على أهم ما ينبغي أن يلاحظه المسلم في شئون البيت كان قليلاً،
ولعل فى هذه الدروس تذكيراً بلباب من الأمر.
وإذا كان التركيز على الفرد مهماً فإن التركيز على البيت له تأثيره الكبير في بناء المدنية والحضارة، فمن خلال التركيز على البيت تظهر المدنية المتميزة التي يمتاز بها المسلم، وتظهر الحضارة الإسلامية.
فالنظافة والجمال والستر والعفاف والرحمة والعلاقات النظيفة والحنان المتدفق والأخلاق الحسنة التي تتميز بها الحضارة الإسلامية تنبع من البيت المسلم، ولذلك كان التركيز على إصلاح البيت المسلم تأكيداً على جوانب حضارية وعلى جوانب مدنية، ومن ثَمّ يظهر في ذلك ما نريده
لهذا العالم من بناءٍ حضاري أو مدني، وقد اخترنا لهذه الرسالة أن نجعلها تحت عنوان
(قوانين البيت المسلم) للإشعار بأن كل شيء نتعرض له فيها له صرامة القانون ووضوحه،
وأن مخالفته تقتضى العقوبة، لكن العقوبة هاهنا قد تكون شقاءً للإنسان فى الدنيا وفى الآخرة
أو فى الدنيا أو فى الآخرة.
والقوانين التى ذكرناها فى هذه الرسالة هي ما يلى :
المفضلات