المُرتدون الجُدد

[ منتدى قلم الأعضاء ]


النتائج 1 إلى 10 من 10

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    الصورة الرمزية عثمان بالقاسم

    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المـشـــاركــات
    3,872
    الــــدولــــــــة
    المغرب
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    Post المُرتدون الجُدد

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
    أما بعد:
    موضوعنا اليوم عن مسألة خطيرة قد لا يلقي لها البعض اهتماما وهي من صميم العقيدة الإسلامية وعليها ينبني إسلام المرء من عدمه ، وفي الحقيقة هناك صنف من المنافقين يدعون الإسلام ويُبطنون الكفر ، لكن أقوالهم تفضحهم وأفعالهم تفضحهم ، فتجدهم في المنتديات يكتبون هنا وهناك فتارة يستهزئون بالإسلام والمؤمنين، وتارة أخرى يستهزئون بأحكام الإسلام وبالحلال والحرام التي هي من أحكام القرآن وسنة النبي المصطفى العدنان ، وتارة أخرى يسبون علماء المسلمين ويصفون المسلمين تارة بالتخلف وتارة بالرجعية وهذا ديدن هؤلاء أينما حلوا وارتحلوا ، وتارة أخرى تراهم يُمجدون الغرب ويمدحون النصارى وتارة أخرى يرفضون حكم الشريعة ويستهزئون بها بل ويُفضلون التحاكم إلى المدنية والديمقراطية والحرية زعموا ويُفضلون شرائع الغاب بدلا عن شريعة الرحمن، ولا شك كما هو معروف أن من فضل شريعة على غير شريعة الرحمن فقد كفر بما أنزل على محمد ، وخرج من دائرة الإسلام وارتد ، وحكم المرتد بعد ثبوت الحجة عليه القتل من قِبل السلطة الشرعية .

    فعندما يخلو الجو لهؤلاء في الجرائد أو المنتديات ولا يجدون من يتصدى لهم ، يفعلون كما قال الشاعر:

    خلا لكِ الجو فبيضي واصفري---ونقري أنى شئتِ أن تُنَقري

    وقول الشاعر أيضا:

    وقُبرة أضحى لها الجو خاليا ---من العقبان والباز والنسر

    فعندما يخلو الجو لهؤلاء مع تقاعس الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ، يظهر هؤلاء لينطقوا كفرهم وفجرهم ، ولا من تحركه ذرة غيرة على دين الله إلا من رحم الله ، وقد يبكي الغيور الحر إن سمع من يستهزئ ويسخر بالمؤمنين والمؤمنات فكيف بدين الله؟؟فأين الغيرة إخوة الإسلام؟؟؟

    فإلى مثل هؤلاء الزنادقة الكفرة الفجرة الذين أصبحنا نراهم أينما ذهبنا في المنتديات وفي الجرائد وفي القنوات وغيرها ، إلى هؤلاء الفجرة والذين يستهزئون بأحكام الحلال والحرام نقول لهم دفاعا عن دين الإسلام وفضحا لهم وجهادا لهم:
    أن أحكام الحلال والحرام هي من أمور العبادة

    يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " العبادة إسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة " وهذا يدل على أن العبادة تقتضي الإنقياد التام لله تعالى ، أمرا ونهيا واعتقادا وقولا وعملا ، وأن تكون حياة المرء قائمة على شريعة الله ، يحل ما أحل الله ويحرم ما حرم الله ، ويخضع في سلوكه وأعماله وتصرفاته كلها لشرع الله، متجردا من حظوظ نفسه ونوازع هواه ، فلا يكون عابدا لله من خضع لربه في بعض جوانب حياته، وخضع للمخلوقين في جوانب أخرى ، قال تعالى: " فلا وربك لا يؤمنون حتى يُحكموك فيما شَجَر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسِهم حرجا مما قضيت ويُسَلِموا تسليما"

    وقال تعالى:" ويُحِل لهم الطيبات ويُحرم عليهم الخبائث" فانظروا إلى هؤلاء الحمقى الفجرة كيف أنهم يرفضون أحكام الحلال والحرام التي هي من عند الله ويستهزئون بها، وأضلهم الله على علم ، وقال صلى الله عليه وسلم : "لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به" " النووي"ولكن هؤلاء الفجار هواهم هو تبع للغرب ، ولا شك أن من تحاكم إلى غير شرع الله فقد عبد الطاغوت ومن عبد الطاغوت فقد كفر .

    قال ابن عباس لبعض من جادله في بعض المسائل : " يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء ، أقول : قال رسول الله ، وتقولون : قال أبو بكر وعمر "ومعناه: أن العبد يجب عليه الإنقياد التام لقول الله تعالى، وقوله رسوله، وتقديمهما على قول كل أحد، وهؤلاء كلاب الكافرين إن جادلتهم وقلت لهم قال الله قال رسوله قالوا لك قال فرج فودة أو قال الفاجر الفلاني
    وقد دلت الآيات وسنة النبي أن من طعن في كتاب الله أو في سنة النبي صلى الله عليه وسلم الصحيحة فهو كفر أكبر، وردة عن الإسلام ، قال تعالى مبينا كفر من استهزئ بشيء من القرآن والسنة وبدينه:" قل أبالله وءاياته ورسوله كنتم تستهزءون. لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم"

    وقد وقع هؤلاء الفجرة في جل نواقض الإسلام العشرة ، وقد ذكر العلماء في باب "حكم المرتد" أن المسلم قد يرتد عن دينه بأنواع كثيرة من النواقض التي تُحل دمه وماله ويكون بها خارجا من الإسلام ومنها :

    1-الشرك بالله

    2-من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويسألهم الشفاعة ويتوكل عليهم فقد كفر إجماعا، وهذا كما يفعله الصوفية والروافض في زماننا حيث أنهم يجعلون الميت في قبره وسيطا يدعونهم ويسألونهم الشفاعة، عياذا بالله تعالى.

    3-من لم يكفر المشركين أو شك في كفرهم أو صحح مذهبهم كفر

    4-من اعتقد أن هدي غير النبي صلى الله عليه وسلم أكمل من هديه، أو أن حكم غيره أحسن من حكمه ، فهو كافر ، كهؤلاء الفجرة الذين يفضلون ضلال الغرب على هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم

    5-من أبغض شيئا مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ولو عمل به فقد كفر لقوله تعالى:" ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم" وهذا كحال هؤلاء الزنادقة فقد صرحوا ببغضهم لبعض ما حرمه رسول الله صلى الله عليه وسلم واستهزئوا بالحلال والحرام .

    6-من استهزئ بشيء من دين الرسول صلى الله عليه وسلم أوثوابه أو عقابه كَفَر

    7-السحر فمن فعله أو رضي به كفر

    8-مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين ، وهذا أمر معروف على هؤلاء الزنادقة من مظاهرتهم للكافرين وتمجيدهم واستهزائهم بعلماء المسلمين وبالملتزمين المؤمنين ، فمثل هؤلاء قال الله فيهم أنهم من أولياء الكافرين" ومن يتولهم منكم فإنه منهم .إن الله لا يهدي القوم الظالمين"

    9- من اعتقد أن بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم فهو كافر ، تماما كهؤلاء الذين يصيحون الآن ويفضلون ويطالبون بغير شريعة الله بل بشرائع الغاب، قال تعالى : " ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين"

    10-الإعراض عن دين الله لا يتعلمه ولا يعمل به ، ودليله قوله تعالى:" ومن أظلم ممن ذُكر بآيات ربه ثم أعرض عنها إنا من المجرمين منتقمون "

    ويدخل في القسم الرابع أيضا من اعتقد أن الديمقراطية أو المدنية أو الأنظمة والقوانين التي يسنها الناس أفضل من شريعة الإسلام أو أنها مساوية لها ، أو أنه يجوز التحاكم إليها يكفر ، أو اعتقد أن نظام الإسلام لا يصلح تطبيقه في القرن الواحد و العشرين ، أو أنه كان سببا في تخلف المسلمين يكفر، أو أنه يحصر في المساجد دون أن يتدخل في شؤون الحياة الأخرى ، وكذلك من يرى أن الحدود من قطع يد السارق ورجم الزاني وغيره لا يناسب العصر يكفر ، وكذلك من يستبيح ما حرم الله كالزنا والخمر والربا والحكم بغير شريعة الله وغيره فهو كافر بإجماع المسلمين.

    وطاعة الله ورسوله واجبة ، والقرآن والسنة أصلان متلازمان، من جحد واحدا منهما فقد جحد الآخر وكذب به، وذلك كفر وضلال، وخروج عن دائرة الإسلام بإجماع أهل العلم والإيمان.

    قال الشيخ ابن باز رحمه الله وهو يصف من يطالب بتحكيم شريعة غير الله كالذي يحصل في أيامنا هذه وصفهم الشيخ بأنهم أكفر من اليهود والنصارى، قال: "قد أجمع العلماء على أن من زعم أن حكم غير الله أحسن من حكم الله، أو أن هدي غير رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أحسن من هدي الرسول صلى الله عليه وسلم فهو كافر .....إلى أن قال: أن الذين يدعون إلى الإشتراكية أو الشيوعية أو غيرهما من المذاهب الهدامة المناقضة لحكم الإسلام ، كفار ضلال، أكفر من اليهود والنصارى......ولا يجوز أن يجعل أحد منهم خطيبا وإماما في مسجد من مساجد المسلمين ، ولا تصح الصلاة خلفهم ، وكل من ساعدهم على ضلالهم ، وحسن ما يدعون إليه، وذم دعاة الإسلام ولمزهم ، فهو كافر ضال....."
    وقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله عن هؤلاء الذين يدعون الإسلام ويحتكمون إلى القوانين الوضعية مع وجود القرآن الكريم والسنة المطهرة بين أظهرهم ، وهذا هو الحاصل اليوم من قبل هؤلاء المرتدين الجدد في خضم هذه الثورات التي تمحص فيها الصف وتبين المسلم الصادق فيها من غيره ، فأجاب الشيخ رحمه الله:"رأيي في هذا الصنف من الناس الذين يسمون أنفسهم بالمسلمين ، في الوقت الذي يتحاكمون فيه إلى غير ما أنزل الله ، ويرون شريعة الله غير كافية ولا صالحة للحكم في هذا العصر ويرون أن ذلك جائز لهم ، أو أن ذلك أولى من التحاكم إلى شريعة الله لا شك أنهم يخرجون بذلك عن دائرة الإسلام ، ويكونون بذلك كفارا ظالمين فاسقين، كما جاء في الآيات........"

    وفي الختام أقول : أتمنى ألا يكون هناك من يصطاد في الماء العكر ، فقد أصبح البعض لا يصطادون في الماء العكر فحسب، بل يُعكِرون الماء ويصطادون فيه.

    هذا وصلى اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا .
    واللهم إني قد بلغت فاشهد.

    اللهم ارفع علم التوحيد والسنة، واقمع اللهم البدعة والفساد


    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    وإلى موضوع آخر إن شاء الله تعالى.

  2. الأعضاء الذين يشكرون عثمان بالقاسم على هذا الموضوع:


الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...