×|| without color ||×

[ منتدى قلم الأعضاء ]


النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: ×|| without color ||×

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    الصورة الرمزية القلب الصافي

    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المـشـــاركــات
    628
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    Post ×|| without color ||×

    بلوب....بلوب....بلوب
    كان ذالك صوت أول القطرات،
    والذي سرعان ما تحول إلى (تشـــــــــــش) ،
    مع اشتداد المطر.
    هرعت نحو إحدى المحال المتواجدة على جانبي الطريق
    وابتعت مظلة لا لون لها، ثم تابعت سيري تحت المطر..

    ما كان يشغل بالي على طول الطريق هو سؤال واحد.
    ربما يبدو تافها، لكنني.......لكنني في ذالك الوقت كنت أدوره في رأسي وأدور معه...


    لماذا؟!
    لماذا وقع اختياري على مظلة عديمة اللون..
    رفعت بصري ملقيا عليها نظرة أعلى رأسي...
    أغمضت عيني لا إراديا عند رؤيتي لقطرات المطر...
    فتحتها ثم همهمت:ربما لأنها تسمح لي بمشاهدة المطر دون أن ابتل....

    بقيت متوقفا في مكاني لفترة شعرت خلالها أنني لم اعد مع العالم...
    أخيرا أيقظتني قطرة مطر سقطت على وجهي جراء تراجع المظلة دون شعور مني...
    عدلتها..
    ثم تابعت طريقي...


    لم يستغرق ذالك طويلا حتى رأيتها..
    فتوقفت على بعد يقارب المترين منها...


    على احد الأرصفة وتحت عامود إنارة مزخرف،
    كانت جالسة..

    منحنية الرأس....................................
    مبتلة تماماً........................................
    ضامة ركبتيها إلى صدرها...

    لا اعلم..
    بسبب المطر إن كانت تبكي ام لا...
    لكن..
    وعلى الرغم من بعد المسافة,
    فشئ واحد واضح، إنها بالتأكيد متألمة وحزينة...

    طــــــــــــش ، طــــــــــــش...
    صوت قدماي اللتان تضربان الأرض بهدوء متجهتان نحوها....


    نزلت القرفصاء وقربت مظلتي منها...
    رغم ذالك فقد بقيت صامتة دون أن تتفوه بأي شئ...

    رفعت بصري إلى المظلة حيث كان المطر ينسل على جوانبها.
    للحظات ثم عدت ببصري إليها مجددا...
    بلوق ، بلوق ...
    كان شعرها الأسود الحالك يقطر مياهه في بركة صغيرة أمامها...



    بقيت أتطلع فيها لمدة،
    حتى قررت أخيراً...

    فتحت فمي: لما أنتي جالسة هنا؟!
    وما الذي تفعلينه تحت هذا المطر؟!
    ألا تخشين الإصابة بالزكام؟!


    أيضا لم تحرك ساكناً...
    انتظرت إجابتها لعدة دقائق أخرى..
    ثم..
    همهمت وأنا ارتفع: أنا آسف للغاية،
    ولكن علي الرحيل الآن...

    أخيراً..
    تحركت مبتعدا..
    لكنني لم استطع تخطيها...
    ثمة ما يعيق تقدمي...


    ألقيت نظرة خلفي...
    فإذا بها تمسك بطرف معطفي الطويل بقوة...

    رفعت رأسها بتثاقل..
    لألمح لؤلؤتين تلمعان تحت ضوء المصباح الأبيض على خديها،
    قبل أن يغمر المطر وجهها ويبلله...


    بقيت تحدق في بتلك العينين...
    عينان حزينتان..
    متألمتان..
    ولسبب ما تبدوان نادمتان...

    جال في خاطري وأنا ادنوا منها ضاما إياها من جديد تحت مظلتي،
    مخرجا منديلي لأمسح ماء المطر عن وجهها الجميل:
    من جرحتي بأشواكك الناعمة أيتها الزهرة الصغيرة؟!
    وأي شئ في ماضيك يستحق كل هذا الندم؟!


    لم أكمل مسح وجهها.
    أمسكت بيدي وقالت بصوت خفيض:
    لا أريد البقاء وحيدة . رجاءاً أبقى هنا...فالوحدة مخيفة ، مخيفة جداً ...

    رددت تلك الكلمات ودموعها تختلط بما المطر المتبقي على وجنتيها...

    مسحت على رأسها بحنان وقلت: لا تقلقي لن أتركك وحيدة...

    ازدادت حرارة دموعها وهي تهمهم: شكرا لك ، شكرا لك ...

    انتظرتها حتى هدأت قليلا ثم ارتفعت.
    رفعت بصرها نحوي بخوف شديد...
    وعيناها تصرخان بوضوح: إلى أين ستذهب؟!


    مددت يدي الأخرى إليها:
    لنــــــــــــذهب..


    فكانت إجابتها..
    أمسكت بيدي ، ونهضت مغادرة برفقتي...

    ربما هي لم تتخلص من ألمها بعد...
    ولم أساعدها على شفاء جروحها...
    لكنها على الأقل قد غادرت مكانها السابق،
    حيث جمعت ألمها وأحزانها وحاولت غسلهم تحت ماء المطر المنهمر...


    لكن تلك هي البدايـــــــــــــــــة
    ......

    التعديل الأخير تم بواسطة Sos_chan ; 22-2-2012 الساعة 02:11 PM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...