طَالَ انْتِظَارُ صِغَارِكُمْ., !

[همـس القمر]

مدخل..:
طالَ انتظار صغاركم فتحركوا.. لمَّ رأو أن الكبار توقفوا !
هذه الطفلة .. يأستْ من أن يسمع أحد استغاثاتهم ..فرفعت لوحتها !
صغيرتي .. لا تكتبي أغيثوا أطال حمص.. ولكن أغثنا يا رب ! فالعالم الذي نعيش فيه تبين أخيراً أنه..
أصمٌ كفيف !
رحمك الله.. صغيرتي !

في سورية..
طفلةٌ قد انبطحت أرضاً حاميةً دميتها بكامل جسدها..
تحميها من وابل الرصاص الذي انطلق فجأةً دونما سابق إنذار..
تحميها وهي لاتدرك أن لا حياة في الدمية.. هي فقط تتمنى لها مستقبلاً أفضل..!
تحميها من شبح الموت الذي بات يطوف بالمكان ..!
تحميها ولا تبالي بدمائها التي سالت علي الدمية .. وتشربتها الأرض لتشهد!:
كانت هناك بقايا طفولةٍ .. هاهنا !
لفظت الصغيرة أنفاسها وهي علي نفس الوضعية !
لم يفهم البعض لماذا تقتل هذه الطفلة ؟!
ولو أن جرمها كنا جلياً أمام أعينهم !
فالعلم السوري الذي يلفت حول دميتها..
واللافتة المكتوب عليها:"يا الله مالنا غيرك"
لهي كافية في نظر من يديرون هذي البلاد بقتل هذه الطفلة مراتٍ ومراتٍ بتهمة:
{..إثارة الشغب..}!

في سورية..
طفلٌ ودع صديقه في طريق عودته من المدرسة..
سارَ إلي البيت بمرحٍ مُردداً إحدى أغانيه المفضلة..
وكله حماسٌ أن يعود إلي البيت كي يحكي لأمه كيف أنه حاز علي العلامات الكاملة في جميع المواد !
ويخبرها عن كل ما حدث معه في يومه !
كي يعطي أخته الصغيرةَ قطعةً الحلوى التي اشتراها من أجلها..
ويشاهد برنامجه المفضل الذي سيعرض بعد قليل..
{..ولكن !
فجأة انطلقت رصاصة غادرة اخترقت جسده وأصابته في قتل !
سقط أرضاً وتناثرت أوراقه علي الأرض..
لفظ الصغير أنفاسهُ قبل أن يُنقل إلي المشفى !
لن يستطيع الآن أن يُرِيَ أمه درجاته الكاملة.. فقد تشربت الأوراق دمائه !
وأخته لن يعطيها قطعة الحلوى..
كذلك برنامجه المفضل فهو لن يراه..
لن يفعل..
أبداً !
***
في مكان آخر..
حوَّل القناة من ذاكَ الفيلم وهو يقول بملل .. كل اللإالم متشابهة أما من شئ جديد ؟!
(..عاجل||مقتل طفل سوري و...)
أغلق التلفاز قبل أن يُكمل القراءة وتمتم في أسف:
يالتهور السائقين .. ماذنبٌ هذا الطفل ؟!
...!

في سورية..
استقيظت الطفلة من نومها مذعورةً إثر كابوسها المرعب ..
اتجهت إلي غرفة والدتها باحثةً عنها علَّها تخفف عنها قليلاً..
ولكن والدتها لم تكن موجوة ! لم تكن موجودةً أبداً !
والدها يجلس بصمت وكذلك إخوتها والوجومُ بادٍ علي الجميع..
حركت شفتيها لتسأل: "ماما وين؟!"
ولكن قبل أن تنظق كان ذاكَ الصاروخ قد انطلق لينسف البيتَ بمن فيه !
فتحت عينيها.. تحاملت علي جراحها واتجهت إلي ما تبقي من غرفتها..
ارتمت علي السرير وأغلقت عينيها في صمت..
لا تريد أحلاماً سعيدة ! حتي وإن رأت كابوساً فسيكون الأمر أهون...
من واقعها !

في سورية..
طفلٌ يقف في واجهة تلك المظاهرة ويهتف بكل غضب: الشعب يريد إعدام السفاح..
متجاهلاً كل تلك الجراح في جسده ..
فالهدفُ الذي بذلت أُسرتهُ حياتها من أجله يستحق أن يبذ من أجله..
الغالي والرخيص!

في سورية..
مئات الأطفال يموتون يومياً..
والعالم لا يملك سو التنديد والإنكار !
عذراً صغاري فكما يقولون..:
{..
كلنا ملكٌ للوطن..
والوطن ملكٌ ..
لبضعة أوغاد ..!
..}

اللهم انصر إخواننا في سوريا يا رب العالمين..
اللهم عجل بنصرهم..إنك علي كل شيئ قدير .!
...
*كل الشكر للغالية تسوكى علي فواصلها الرائعة .. لاعدمتك غاليتي :") ..