بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

اسرد لكم اليوم قصتي التي عشتها في سلطنة عمان ... قصتي التي لن انساها ... قصتي التي غيرت حياتي ... عذاب استمر لمدة خمسة أيام ... أيام لم لا ارى لها مثيل ... و بإذنه تعالى لن ارى مثلها .

بطاقتي الشخصية :
الأسم : محمد نبيل
العمر : 17 سنة
الصف : الثاني عشر علمي
الجنسية : اردني - فلسطيني الأصل
مكان الإقامة ( في الدارسة ) : سلطنة عُمان - العاصمة مسقط - ولاية بوشر - الغبرة الشمالية
مكان الإقامة حاليا ( في الإجازة ) : الأردن - العاصمة عَمان


الجزء الأول :
بداية المحنة



اليوم الأول ( الأثنين : 3 \ 6 \ 2007 ) :

الخبر :
كأي يوم من أيام الإمتحانات عدت من امتحان اللغة الإنجليزية لأبد بدراسة مادة الأحياء و مر ذلك يوم بشكل طبيعي و لكن عندما تجاوزت الساعة الثانية عشر اخبرتني اختي الكبرى بأن إعصار سيضرب عمان ! ، طبعا أنا ابتسمت لها ابتسامة تحمل بين شفتيها علامات السخرية و الدهشة فقلت لها أتمزحين ؟؟ قالت لا ، فحلفت بالله ... رميت كتاب الأحياء بعيدا و توجهت للكمبيوتر و دخلت إلى الإنترنت و كتبت داخل Google " إعصار عمان " فأجد احدى المواقع تتحدث عن هذا و كانت مرفقة بصور للأقمار الصناعية فعندما رأيت الصور اصابني الذهول فحجم الإعصار بحجم السلطنة بأكملها .. فبدأ الخوف يتسلل إلى قلبي .. فتابعت ذلك الموقع لأعرف ما هو الجديد و كانت الأخبار كالصاعقة على قلبي .. و كان من المتوقع أن يضرب الإعصار جزيرة مصيرة بكل قوة - و هذا ليس جديد على تلك الجزيرة فلقد ضربها إعصار قبل ثلاثين سنة - وثم يعبر إلى المناطق الشرقية مثل ولاية صور فقامت السلطنة على الفور بإخلاء جزيرة مصيرة و قامت بإخلاء المناطق الساحلية للمناطق الشرقية و تم تأجيل الإمتحانات لتلك المناطق . أصبحت الساعة الثانية و النصف صباحا و لم أنم بعد ... بعد ذلك نمت و خوف يعتصر قلبي فكما تعرفون نحن نسمع عن الأعاصير و لكن أحد منا لم يجرب أن يرى الحدث بعينه و بهذا ينتهي اليوم الأول .

اليوم الثاني ( الثلاثاء : 4 \ 6 \ 2007 ) :

المتابعة و الإنتظار :
بعد يوم مزعج قمت من النوم الساعة 6 صباحا و توجهت على الفور للكمبيوتر لأرى ما هو جديد
و كانت المفاجئة فلقد اقترب الإعصار بحجمه الهائل لجزيرة مصيرة و لكنه انحرف عن مساره فبدلا أن يضرب مصيرة بكل قوة انحرف ليتجه إلى سواحل المنطقة الشرقية .. بعد ذلك كان يجب علي أن اراجع ما درسته من قبلا علما أني شعرت أن كل ما استذكرته قد ذهب سدى ... خرجت من البيت في الساعة السابعة صابحا لأتوجه إلى المدرسة فوجدت بعض السحب المتناثرة ... وصلت إلى المدرسة و قدمت الإمتحان .. فعدت مسرعا إلى المنزل و عندما صعدت إلى باص الأجرة كان السائق مشغل الراديو و أنا بكل آذان صاغية استمع إلى ما يقوله المذيع فلقد اقترب جزء من طرف الإعصار إلى مصيرة .. نزلت من الباص لأنظر تجاه الجبال فرأيت منظرا يثير الدهشة فسحب المتراكمة الكثيفة تتجه إلينا و الريح كانت سريعتا نسبيا .. في الساعة الثالثة ظهرا أعلنت وزارة التربية أن الإمتحانات تأجلت - و كان تبقى لي امتحانان - و كان الأخبار مطمئنة لحد الآن فالأمطار الغزيرة نسبيا هطلت على كل من مصيرة و ولاية صور ... و في الساعة الخامسة تحطم قلبي بكل المقاييس فقلد قال أحدى المذيعين في مصيرة أن " الأمواج كالجبال !! " و هنا لم أعد اعلم ما أفعل فلقد بقيت على الكمبيوتر حتى ساعة متأخرة و قلت لنفس لن أنام اليوم . كل وقتي كان منصب على كل ما هو جديد عن الأعصار فمر الوقت ببطئ شديد حتى انتهى اليوم .

اليوم الثالث : ( الأربعاء 5 \ 6 \ 2007 ) :

بداية الرعب :
عندما تجاوزت الساعة الثانية عشر انتهي الثلاثاء بما يحمل من خوف و ترقب و حل محله يوم جديد و أمل جديد لقد سمعنا من الأخبار أن هناك احتمال أن الإعصار سيذوب في البحر و هنا بدأ الأمل و لكن سرعان ما انتهى ففي البداية بدأت الأمطار متوسطة تهطل على مسقط و على منتقطتنا و كان هذا طبيعي فعمان تشهد مثل هذه الأمطار في الشتاء دائما و لكن في الساعة الرابعة إلا عشر دقائق
بدأت اسمع صوت ارتطام المطر و كأنه كلحجار .. فلا أبالغ فيما أقوله كالحجار فلقد شعرت لوهلة أن مظلت السيارة ستتحطم ففتحت النفاذة لترتطم بي بقوة فلقد كانت الرياح شديدة جدا و لم كأن اتوقعها كان هذا اشبه بمن يدفع الباب على أحد بقوة شديدة و بعد مرور دقتيتن فحسب دخل الماء إلى المنزل و هذا أمر غير متوقع فلقد وصل امتداد الماء من باب المنزل لأقرب جدار يواجه بـ 170 سم و هذه مسافة كبيرة لم نشهدها من قبل . ليس من الباب فحسب فلقد غرق الصالون بالماء الذي دخل من النافذتين .. غرق ! هذا صحيح لقد غرق ، امتداد الماء شمل الصالون بأكمله .قد يظن المرء أن هذا قد يحدث خلال ، ساعة أو ساعتين و لكن الحقيقة أن هذا استغرق عشر دقائق فحسب .. نعم عشر دقائق فقط لا غير و هنا لم نعد نشعر بقلوبنا و كأن قلوبنا سقطت في بئر لا قرار له .

بهذا انهي الجزء الأول من قصتي لكي ادع لكم الفرصة لقراءت ما كتبت لكم

ترقبوا الأجزاء القادمة من قصتي

الجزء الثاني : بعنوان " الموت "