أصعب الفراق الموت..
لأنه يباغتنا فجأة، يسلبهم من بيننا، ولا يمنحنا فرصة أخيرة للوداع..
لأنه يحتّم علينا انفصالا نهائيا، وتتقطع كل سبل الوصل..
ولا أحد يحل محل من رحل، أو يعوّض مكانه
لأن عبورنا في الأماكن التي كانوا فيها، يجعل شريط الذكرى، وأصوات ضحكاتهم، كلماتهم
نظراتهم، وصورهم تملأ المكان لتثير في داخلنا حزنًا يائسًا وبؤسًا..
لأنه يشعرنا أن كل ما حولنا يصرخ شوقًا لهم..
وأن الحزن ليس في قلوبنا فقط، بل كل ما حولنا يشعر بالانكسار
يُشعرنا أن الجماد ينبض بالحنين!
نظرات الصغار، حاجة الطفلة لأمها.. أسئلة الحاجة.. دمعات الحسرة، بكاء الحرمان، ضحكات الانكسار
كلمات الشفقة..
كلها تغرس في القلب ألمًا، وتلهب جرحًا وحنينًا..
حين نحزن، فنحن لانعترض على الموت..
بل نبكي لحظات سعادة، ذهبت ولن تعود
نتحسّر على طفلة يتيمة، وحاجة شاب، ولوعة زوج
لا شيء يبقى كما كان قبل رحيلهم..
كل شيء يتغير.. ويأتي الحزن ضيْفًا ثقيلا، يأبى أن يغادر!
.
المفضلات