{ وَصية ممَّن كانَ هنَا } الوَجَل .. [ حِزْب المَواضِيعِ النَّثْريّة ]

[مس ساندرا]

{ وَصية ممَّن كانَ هنَا } الوَجَل .. [ حِزْب المَواضِيعِ النَّثْريّة ]




[ الخُلـُو ]
الأشياء الفارغة , تصدر صوتا
و كذا كان قلبي , بلا معجزة تملأه و تعيد صروح الطمأنينة إليه , بعدما وضبت أغراضها وهربت منه
, علها تجد مكانا تستطيع أن تعيش فيه !
فبات قلبي , يصدر أصوات الفرغ ..


[ جَوَاب ]
لطالما بحثت عن سبب هذا الفراغ الذي لايملأه شيء ..
و لطالما كان بحثي لايفضي إلى شيء ..
و إنما يقف إلى نقطة هي نفسها في كل تجربة , مهما غيرت الطرق , فالنهاية دائما كانت لاتتغير !




[ رُعْب ]
ما هذا ؟
أطرافي ترتجف , و ساقاي التفت على بعضها البعض , وَجَلاً ..
هربت , ضممت جسدي , ضممت قلبي و أمسكته بيدي , و لكن أبى إلا أن ينبض بخوف لدرجة كادت معها أن يسقط !




[ أَنَّى لهم ؟ ]
بينما أنا ضامٌ حسدي , وممسك قلبي بيديّ , اتسعت حدقتا عينيّ , لهول ماوقعت عليه من منظر !
بنفس حالتي كانوا , نفس الزلزال الذي أصابني , أصابهم !
و رغم ذلك , شاهدتهم عيناي يتبسمون و ينطقون بكلمات لم أعرف لِمَ يقولونها في موضع رعب كهذا
!
و قالت لي نفسي : مايفعل فارغو العقول ؟ ألا يعلمون بما يحدث حولهم ؟
أنى لهم كل هذه الثقة , ليبتسموا وقتما الزلزال يدمر ما حوله ؟!


[ خُلَاصَة ]
أوحت لي نفسي الغافلة , أنهم كانوا أناسا مجانين ..
و أن عقولهم التي في قلوبهم لا تحمل ذرة من العقل إلا اسمه !
و لم أعلم , لم أعلم أن مَن عقله الذي في قلبه لايحمل سوى اسمه , لم يكن غيري أنا !





وَصِيَةُ مَنْ عَاشَ هَذِهِ الحَيَاةِ ...
القلب إناء فارغ , لا يعمل إلا عندما تملأه بشيء ما ..
و على حسب ما تملأه به , يعمل !
فإن ملأت قلبك و اتخمته بأمور لا تسمن ولاتغني من جوع , كانت وظيفة قلبك كذلك أيضا !
و إن غمرت قلبك بشيء آخر عكس ذلك , فستكون الوظيفة عكس ذلك أيضا ..


فبأي الأمور ستملأ قلبك ؟
أبشيء ينزع الطمأنينة من قلبك , و يجعلها تهاجر بلا عودة ؟
أم بشيء يدعم أسس الطمأنينة في قلبك , و يثبت وجودها ؟


الخيار لك أنت ..
فالله لم يدع شيئا في حياتنا إلا و وضح لنا حقيقته , و كذلك القلب و النفس ..
لاتطمئن إلا بذكر ربها , و تذكر معيته للبشر !


::[ نار تشتعل عن يمينه , و بيت ينهار أمامه , و سهم قاطع يمر بجانبه , و لم يحرك ساكنا , سوى أن
قال : (( الذين ءامنوا و تطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب )) ص 137 ]::