بسم الله الرحمن الرحيم،،

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ،،



هو ما رأيتــه فجراً !


لا جرم أنه الفجـــرا !



تسبيحُ طيرٍ ، بدرٌ أبيض بنثارات زمرُّدية زرقاء وهالة يواريها تتالي اللحظات ..

سماء واسعة الإمتداد،رحبـــة الأفق .. ومقعد خشبي وحيد وسط الفناء المهجور !

ظلالٌ سوداء شحبة تسحب ثوبها شيئاً فشيئا .. سعف النخيل الميت شطره ؛

متدلياً نصفه السفلي وقد جردته الحياة لونها،بينما شطره العلوي ممشوقاً،عليه

ثوب اخضرار حائل، متطلعاً نحو علو بعيد،منتظراً رحمة تلحقه بمن رحل،أو تباشير

غيث تهرق عصارة الحياة بهزيل جذعه !


حمائم جوَّالات سائحات ، باحثات عن رزق أيقنوا أن قد حُفظ لأجلهم .. فنسمة

خفيفة منعشة تحمل رائحة الريحان وورد الياسمين ،،

صوتُ قطر الندى ينقر أرضاً خلَّفها المساء ..

أنوار تُضاء متعاقبات بين شراعي نوافذ بيضاء أيقظها نداء الصباح الخفي !


محتجزة خلف قضبان نافذتي ، أتنفسُ ملء رئتي .. وتنفث رئتاي زفرات من بقايا

دموع الأمس !

؛ و تنهل عيناي إبتهالات السحر ، ويغترف قلبي شعوراً طازجاً نديا مُحلى بعبق

الريحان وتحية صفصافتي العجوز !

وتُعبأ ارتياحاً روحي ، وتطرب انشراحاً بدعاء الطير أذني ..

وتُغسل من كدرها نفسي،من ركام ترحها وأشلاء الحطام القابعة جوفها، وتتطيب

الحنايا على تربيتة الصبح المخبوءة وهواءه الطريّ !



ألا يا صبحـــاً منبلجـــا .. ويكأنك للعالمين رحمــةَ بارئهم ، وللمسهدين ملاذهم ..

وللمكلومين بشارة بدنو الفرج !

أيا ذا نهاراً زاحفــا ، ويكأنك للعباد معاشا ، وإلى الأرزاق ملتمسا ، وللمؤرقة

أجفانهم منتظرا !


ربـــاه ،سبحانــك !


من بعد هيمنة السكون انتشار الصخب ، ومن بعد لباس الوسن يقظة الكدِّ، حياة

تسري،مقاصدٌ لها يغذ السيرا .. وأناس تكتظ في الطرق الخوالي !


سبحانك ربي .. لا جرم أنــــه الفجرا !