تأوهت و لم تلبث
للحظة حتى راحت
تنخرط في
البكاء .
دموعها
تنذرف متدفقة
كهدير الماء تهوي من
عينيها التعبتين اللتين اعتادتا السهر
لليالٍ دون
إغفاءةٍ منهما ،
بحرقة لم أشهد لها
بمثيل ،
بصوت صادح قد
ملأ الدنيا بأسرها و بنبرة
إنسان قد
سئم الحياة حكت قائلة
بقلب جريح ، بنفس تصيح و بقول فصيح
(
واحسرتاه ... ... لا أعيش الآن حياةً
بل مأساة ،
لا شخص أستند عليه و
لا أبناء ،
تخلوا عني بعد سنوات من
الشقاء و العناء ، اقترب
أجلي و لا زلت أتعرض
لتعذيب الحياة ) .
مثال حي نراه
كثيراً هذه الأيام ، هي
صورة واقعية تجسد
تعرض الأم
لغدر الزمان ، حيث
لا أبناء حولها
و لا معيل ، حتى لو
تجردت من
الانسانية و المشاعر فلها علينا من
الفضل الكثير .
لا أريد لك المصير ذاته ... أمي .....
※※※ ※※※ ※※※ ※※※ ※※※
قيل
إنها الأم ... و لكن
من هي ؟؟
الأم .... هي تلك
الانسانة التي من أجلنا
سهرت لسنوات ، و نحن
بلحظة نطوي هذه
المشقة في
صفحات الذكريات .
الأم .... هي زهرة من أجلنا قد ذبلت ، و بدورنا نحن نقتلعها من جذورها فيظل روض الدنيا خالٍ من نبض الحياة .
الأم ... هي تلك
الشمعة التي
احترقت بلهيب متوهج
لتنير لنا طريق
الرشاد ، فنأتي بعدها
لإخماد وميضها و نستبدله
بنور مزيف لا يكفي
لإنارة المكان .
※※※ ※※※ ※※※ ※※※ ※※※
أمي
أين أنا و أين أنت الآن ؟
ما مقدار
فسحة البعد التي تفصلنا أماه ؟
أسأل
كل شخص أن يعاود
تكرار لنفسه هذا
السؤال .
اقطع على نفسك
عهداً ما دمت إلى
الآن تعيش
فغداً وراؤك
حساب :-
أمي ..
لا شيء سيفرقنا أبداً لا
مشاكل لا مشاغل حياة و لا
مال .
أعدك بأني
سوف أعوضك فعلاً عن
كل ما فات .
لقد
آذيتك كثيراً لكن
وعد مني أن لا أعيدها فهذا
محال .
أمي
أتأسف إن كنت
قد آلمتك يوماً أعتذر الآن و قبل فوات
الأوان .
_________________________________________
المفضلات