لا تجعل نفسك ذليلا..

[يالبى ران]

عندما تطلب من احدهم القيام بخدمة بسيطة من اجلك ثم يقابل طلبك بالرفض القاطع..! ولا يخضع لتوسلاتك ورجائك
الا تشعر بعدهابالذل ؟
الا تندم لأنك ذللت نفسك امامه .. ؟
وفي النهاية قد تقوم بعمل الشيء بنفسك ان كان باستطاعتك..! فلماذا تتذلل لمخلوق ولماذا تطلب من غيرك وانت تستطيع ان تخدم نفسك..؟

عندما تشعر بالعطش لم تطلب من غيرك ان يجلب لك الماء وقد وهبك الله رجلين ..؟ ماذا يضرك لو ذهبت وشربت ثم اكملت ما كنت تقوم به؟

وعندما تطلب قلما من زميلك فيصرخ في وجهك قائلا "لا" .. عندها ستحرص على احضار اقلامك فلماذا تنتظر ان تأتي لحظة وتحتاج لأحدهم ؟

عندما تحتاج اي شيء لا تجرب ان تطلبه من الناس فإذا رفضوا تصرفت بنفسك.. لا .. تصرف انت من البداية ولا تعرّض نفسك الى المذلة.

...

عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال :أتى رجلٌ إلى النبيِّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال : يا رسول الله ! حدِّثني بحديثٍ واجعله موجزاً ؟ فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم :" صَلِّ صلاةَ مُودِّعٍ ، كأنَّك تراه ، فإن كنتَ لا تراهُ ، فإنَّه يراكَ ، وايأَس مِما في أيدي الناسِ تكُن غَنيَّاً ، وإيَّاكَ وما يُعتذرُ مِنهُ "

ايأس مما في ايدي الناس تكن غنيا ..

واليأس هو قطع الأمل . فلا تنتظر من الناس أي شيء.

...
واقرأ هذه القصة لأحد التابعين:
كان أحد الصحابة يحدث على التابعين انهم عاهدوا الرسول على ان لا يسألوا الناس شيئا وكانوا سبعة فكانوا لا يسألون الناس شيئا حتى لو وقع من احدهم سوط او غيره وهو على بعيره ينزل ويحضره ولا يطلب من احد ان يناوله اياه
وكان احد التابعين يستمع فقال: اللهم اني اشهدك اني ثامنهم.
ثم خرج وفي يوم من الايام خرج للحج وانفصل عن القافلة وتاه عن الناس وتأخر عن الركب .. فجلس يبحث عنهم وفي اثناء بحثه سقط في بئر ليس به ماء..!
فقال في نفسه .. أنادي عل احدهم يسمعني فينقذني.. ثم تذكر ما بينه وبين الله من عهد فلم ينادي.. ثم سمع صوت اقدام تقترب فتهيأ لينادي.. ثم تذكر العهد.. فجلس .. ثم اقتربت صوت الاقدام شيئا فشيئا حتى وصلت الى فوهت البئر وهو يأبى ان يسأل احدا غير الله ثم سمعهم يتحدثون وسمع من حديثهم ان هذه البئر لا فائدة منها بل قد يمر شخص فيقع فيها فما رأيكم ان نردمها ..! فلما سمع ذلك .. التجأ الى الله بالدعاء وهم قد بدؤوا بردمها حقا فقال اللهم اني عاهدتك الا اسال الناس شيئا اللهم لا تجعلني اسالهم ونجني مما انا فيه فلم يشعر بنفسه الا وقد امسكه شيء من قفاه واذا به وسط القافلة التي ضل طريقها ..!
...
والآن من منكم يعاهد الله أن يكون كهذا التابعي .. أن يكف عن سؤال الناس وأن يسأل ربه فقط ..؟
" إياك نعبد وإياك نستعين"
من منكم يتخذ الآن قرارًا شجاعًا ؟
الا إني قد عاهدت الله أن أكون تاسعهم وأن لا أسأل الناس شيئا..
فهل منكم عاشرهم؟!

..

اختكم.. يالبى ران