كيف نرد على الأفلام المسيئة لسيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم؟

ليس منَّا مَن لم يحزن لما نُشِر من رذائلَ وسِباب، لا تخرج إلا من أراذل الناس وأخسِّهم، ولكن إن ردَدنا على السِّباب بالسِّباب، فنحن نرفع من قدْرهم، ونُعطيهم شهرة لا يستحقونها، فليكن أول ردِّنا عليهم هو التجاهل؛ حتى يشعروا بأن عمَلهم لا قيمة له، ولقد لاحظَتُ أن بعض الردود كانت ترويجًا لهذا العمل الحقير. والسكوت نوعان: سكوت ضَعْف وجُبن، وسكوت عزَّة وكِبرياء، والظاهر منهما واحد، ولكن الفرْق شاسعٌ؛ فسكوت الجُبناء لا يتماشى مع منهج أُمة لا إله إلا الله، فليكن سكوتنا سكوتَ المحاربين الذين لا يُلْهَون عن المعركة بالقيل والقال، وليكن تركيزُنا في العمل والإنتاج؛ حتى لا نقعَ ضحايا لأقوام طغَوا علينا اقتصاديًّا وماديًّا، وبات أقوى أسلحتنا أمامهم هو المقاطعة، وهو سلاح زائفٌ؛ لأننا لا نصنع حتى الجوارب، ومن لا يَملِك قُوته، لا يَملِك حريَّته، فلنعمل حتى نرفع قَدرنا بين الأُمم علميًّا واقتصاديًّا وحضاريًّا، ووقتها ستكون حضارتنا أكبرَ ردٍّ على هؤلاء الذين يشكِّكون في رسالة المصطفى - صلى الله عليه وسلم. والرد الثاني يكون بنفس السلاح، ولكن بأخلاقنا لا بأخلاقهم، وذلك بإبراز الحقائق بوسائل الإعلام المختلفة، وبأسلوب راقٍ يصل إلى كل العالم، فالغرب لا يكاد يَرانا، وإن رآنا، فإنهم يروننا من خلال هذه الأفلام الرخيصة، فلتَهبَّ وسائل إعلامنا لتَنشر عقيدتنا، وتُبرز أخلاق الإسلام للعالم كله. الرد الثالث أن نتَّقي الفتنة المقصودة من أمثال هذه الأعمال، وليكن ردُّنا بعيدًا عن التظاهر غير السلمي، ورفْع لوحات قد تُظهرنا للغرب كما قيل عنَّا، وبالتالي ينجح منتجو هذا العمل في تشويه الإسلام، وتوصيل رسالتهم الكاذبة. ويبقى السؤال، وهو: لماذا النبي -صلى الله عليه وسلم- كل مرة؟ ولماذا نحن دائمًا المستضعفون في الأرض؟ ليُثيروا غضبنا، فيرانا العالم همجيين؛ كما وصفونا في فيلمهم الحقير، ولينالوا شهرة من عمل دنيءٍ، يَنال أفضل الترويج بردودنا العفوية. وعلى الرغم من كثرتنا، فإننا أصبحنا كغُثاء السيل، يتلاعب بنا الصهاينة والمُلحدون كما يتلاعب الموج برُفات الحِيتان، ولن ينتهي العُتاة عن عُتوِّهم؛ حتى نتفوَّق عليهم في كلِّ شيء. ولو يعلمون كمَّ الحبِّ الذي أحيَوه في قلوبنا لغَيْرتنا على حبيبنا رسول الله، لَما فعلوا فَعْلتهم التي زادَت حقارتَهم، وعذرًا رسولَ الله، فلولا حِقدُهم، لما ظهَر غِلُّهم وبُغضهم. ﴿ فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ * فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ * إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ * الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ * وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ * وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾ [الحجر: 92 - 99].


[HR][/HR]



رابط الموضوع: http://www.alukah.net/Sharia/0/44209...#ixzz26LIDorx4