فِي تَرنَّحاتِ النُّهى ! _ النثري_

[أَصِيلُ الحَكَايَا]

بسم الله الرحمن الرحيم ~


سلامُ الله عليكم ورحمته وبركاته بالغدوِّ والآصال ~

في ترنُّحات النُّهى !


من وراء غشية الغفلة ظلماتٌ تترا ..

فكُّ الدُجى يطبق ، ويمسي ما استمرّيتَ سرْمدا ..

والقلوبُ مبتورة الأضلع تضحى ، مختنقة النبض مبرَّحة أنفاسها !

والحزَن سهلٌ ولوجه ، إلى دُجى السويداء ذليلٌ طريقه مُيسّرا ..

والبصيرة يا ربـــاه عينٌ باتت مغمضة لا يزاور النور أهدابها ..


والروح يا مولاي قطعُ تئنُّ بعذابها آلتْ ،

جوفٌ خاوٍ منه تسحب الحياة أنفاسها وتلملم ما بقي من أشلاء تعلِّقها بالدُنآ !

والرحبُ يا رباه قد ضاق والفضآ ،و الكون قد أُطبق وتلاشت منه الآفاق !

والمهج حبيسة الذنب ،أسيرته،كسيرة تهرق ما أبقى لها الملح أنهراً من وراء المحاجر !


ربـــاه إنها لضلالةٌ ، البُعاد عن الحقِّ ،عن النُّور ،عن الهُدى ..

وظلماتٌ لا ينجلي ليلها ،وقيودٌ لا تنفكُّ أقفالها !


ربـــاه إنها لشقوة ، وطأة الأوزار وتتالي الخطايا !

ربـاه إنه لثقلٌ تنوء به الأرضون جبالها هو حِملُ الذنب على الكاهل ما تعاقبَ !


وفي تَرنُّحاتِ النُّهى !


تفزع القلوبُ إليكَ يا مغيثُ والفؤاد يفرُّ والحشآ إلى من من لا منجى منه خلا إليه جائرا ..


فإليكَ يا ربـــاه بثُّ الشكوى ، و غُصة همٌّ اللُّب ونزعة الموت بخفقه ،،

إليكَ أي فاطرنا هجرة ، وإيابٌ ومرجعا ~

إليكَ يا غفَّار سُجَّد جباهنا ،ودمعُ المقل يهرق إنابنا ، وطعنات النَّفس تفرغ

حسراتها ،والجوارح تنتفض مفضيةً لكَ يا عالمُ السرائر سرها ،،


ترجو سترٌ منكَ يا رؤوف ،وعفواً وتثبيتاً وصفحاً ~


وأن يا ربـــاه أعدِ القلبا !