تحتَ أنواءِ المدينــــة ! _حزبُ النثر _

[ منتدى قلم الأعضاء ]


النتائج 1 إلى 12 من 12

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    الصورة الرمزية أَصِيلُ الحَكَايَا

    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المـشـــاركــات
    1,934
    الــــدولــــــــة
    فلسطين
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي تحتَ أنواءِ المدينــــة ! _حزبُ النثر _

    بسم الله الرحمن الرحيم ~
    السلام عليكم ورحمة الله وبركات منه تعالى ~



    تحت أنواء المدينة !


    وأراكِ نوراً منثورا ..

    بعثرتْه يد الخفاء أنواءً تتهادى على الأرض !

    تهدهدني مركبة المعدن تلك كدابةٍ تنهب بنا الدرب ..

    يحفنا موكب النخيل ، صفوفٌ من جريدٍ أخضر يتمايل ونسمات السحَر ..

    يمتزج ينعه ورذاذ الهواء ، ويمطرنا طلّ الياسمين الأبيض !


    تداعبني نفحات الليل الباردة .. نفثةٌ من البهجة في الروح ،

    تنضو عن طفلتي أعباء السنين ، وتنفض ترحاً بَرعم تداول أيامها !


    أعبئ رئتاي أنفاس البدر .. أراه هناك وقد لاك الدهر شطر من جيد الضوء المستدير ..

    مبتسماً لا يزال .. يربتُ كتفي ، وينثر شيئاً من ماس جوفه بلون سماء الفلق بين دفتي القلب !



    يلاقيني قباء .. نورٌ يتقلد هامة بيضاء هيفاء ..

    قطعة تستوي على الأرض وليست منها .. تمتدّ أعناق مآذنه لتطال المزن المنثور في وجه الدُجى !

    يقف نقياً ،أبيا ،ساكناً ساجيا كأول ما بنته اليد الشريفة الطاهرة ~

    تجرني المركبة بعيداً ، ألتفُّ إلى الوراء وألقي السّلام !


    أسمع صخب الإنس الساجي ،غامضاً كأستار الليل ، ذاوياً وحديث المساء !

    أسدل الجفنين وتزفر رئتاي من تحت الأغلال الصدئة قطعاً من الشجن !


    أرى الألفة تغلف كل الأشياء هنا ..

    عقد عقيق يحلي يافوخ المباني ..

    كسوة تغشى الطرق ..

    وغبار محبب يرقد فوق رفوف المحال ذاتها !

    ؛ نبأ بشيرٍ .. أن قد اقتربنا !


    وعندما هدأتْ المركبة أخرى ، وجدتني أستقلُّ أطياف الحنين ..


    مغمورةٌ بكل أليفٌ نقي محبب هنا !

    تمزجُ عباب الذكرى وبقايا ربيع ذوى فوق أرضٍ قفرا ..

    جذّ الزمن أشجاره .. أخذوا اللحاء ، باعوا الزهرا ..و أنضبوا خرير الجدول !

    ليبقي سعف النخيل المترنح تحت وطأة السنين ،

    تذروا رياحين سيّارات الليالي أشباح أنينه وندبه ماضٍ جميلٍ عبقِ بين الرحاب البعاد !

    ، تختلط وجوف مبنىًّ لمّا يكتمل ، تعانق حبات الثرى ، تتنفس ، وتطمئنني ..

    أنْ رائحة خُطى طفلتي عالقة بذراتها لا تزال !

    ويسحبها الهواء لتجوس منزلاً تسكنه شدفة من المهجةِ ، طواها عني البيْن !

    أشعر بتمسيدة تلاطف حرقة العوالج ، أرفع المقل إليه ، وتبوح له حرارة الملح شجن الذكرى !


    أغتصبُ إبتسامةً وأركض لأتشاطر شفافية روحه من وراء نافذتي !
    التعديل الأخير تم بواسطة هيفاء البنيان ; 6-11-2012 الساعة 03:22 PM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...