لأنه لا ينتظر

[ منتدى قلم الأعضاء ]


النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: لأنه لا ينتظر

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    الصورة الرمزية Nino chan

    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المـشـــاركــات
    1,389
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي لأنه لا ينتظر

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    كيف حالكم ؟!
    كل عام وانتم بألف خير يا رب وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال...
    ^^" ما زلتُ في حالةٍ من اللاشيء .. استدعني أن أكتب شيئاً لم أفهمه -_-"
    ..
    لكن ما رضيت أحذفه... : ) فتفضلوا ^^

    .............


    ما الذي كنتُ أنتظره حتى هذا اليوم ؟!
    ..
    استيقظتُ صباح الأول من نيسان.. على صوتِ زغردة الجيران.. قمتُ من سريري لأزيح ستائر نافذتي.. كنتُ أجهل ما يدور حولي تماماً.. فقط كنتُ أعرفُ بأن اليوم هو الأول من نيسان.. وأني نمتُ بعد الفجر بعد ليلةٍ متعبة.. لماذا أنهكتُ نفسي هكذا والآن لا أكاد أجد أي فائدة من كل الذي حدث بالأمس..

    أيّاً يكن.. لم يكن لديّ أي رغبة لمعرفة ماذا يحدث بحق.. جيراني سعداء..
    جيراني.. أجل أهل الجيران..

    غيرتُ ثيابي وخرجت من الغرفة التي سجنتني طيلة الليل.. كنا وقت الظهيرة بالفعل.. لم يكن هناك أي أحد في المنزل.. عداي. لم أكلف نفسي السؤال لماذا.. فكنتُ أعرف أنني الوحيد العاطل عن العمل.. أو المقطوع عن عمله لظروفٍ صحية..

    وجدتُ ملاحظة معلقة على باب الثلاجة، قد كانت أمي تذكرني بألا أنسى مواعيد الدواء.. وقد نظرت لساعتي ووجدت الموعد فات حقاً.. دائماً ما تفوتني المواعيد.. حتى مواعيد العمر.. دائماً ما أتأخر.. ولا أجد أحداً بانتظاري. وتجاهلتُ أمر الدواء.. ماذا سيحدث إن لم أتناوله ؟! إني ميت.. لمَ عليّ انتظاره كي يأتيني.. لا أحد ينتظرني.. فلمَ أجعل الموت ينتظرني ؟! أعلمُ بأنه يتبرصني أكثر من أي شيء..

    فقدان الشهية لم يفارقني مذ علمت بأنني أموت.. ومهما حاولت أمي أن تفتحها.. إلا أنني لم أكن الابن البار بها.. فقد كذبت دوماً.. "أنا بخير" " أنا لا أشكو من أي شيء" " أنا لن أترككِ يا أمي" "لن أموت مبكراً يا أمي".. كنتُ مؤلفاً بحق.. لكنني كنتُ أكذب على نفسي أكثر من أي شخص آخر..
    عدتُ لسجني مجدداً، لم أكن منتبهاً أنّ هاتفي يرن متروكاً في الزنزانة.. فأشفقتُ على بكائه.. ورميت بنفسي مجيباً.. قد كان صديقاً.
    - صباح الخير، ما الذي أخركّ عليّ هكذا ؟! وكأنك لستَ الشخص الذي طلب اللقاء!!
    - أكان بيننا ميعاد ؟!
    - أما زلتَ نائماً ؟! وائل إنها الثانية بالفعل !!
    - تعرفُ بأنني تائهٌ جداً.. ولن أتذكر موعداً أبرمته دون أن يذكرني شيء بذلك.
    - إذاً لا تتأخر، أنا أنتظرك في المطعم المقابل للمدرسة فلديّ أخبارٌ سارة أيضاً.
    - المدرسة.. آه.. حسناً.. خمس دقائق..


    أقفلتُ الخط المفتوح.. وأحسستُ بالوجع يتفشّى في أنحاء قلبي.. ما الذي أردته ؟! لماذا أحسّ بالألم في هذه اللحظة.. "لديّ أخبار سارة أيضاً" ورنت تلك الجملة في أذني.. أحزنتُ لأنه سعيد ؟! هل حالي رثة لدرجة غيرتي من فرحه ؟!

    دخلتُ المطبخ هائماً على وجهي، وتطلعت لعلبة الدواء وتذكرت.. فأخذت الحبتين التي كان يتوجب عليّ تناولهما.. وسكبت ماء الصنبور في كوبٍ فارغ.. ثم رميت الحبتين في الحوض ومدافع المياه المفتوحة تكلفت بإذابتهما.. وارتشفتُ شيئاً من ماء الكوب.. ووضعته جانباً وإلى جواره العلبة منقوصة الحبتين..
    أغلقت باب المطبخ وكليّ أسفٌ بأنّ أمي ستصدق أنني شربتُ الدواء اليوم أيضاً.. تريدني أن أحيا.. لمّ أحيا ؟! فقدتُ كلّ شيءٍ يا أمي..

    خرجتُ من المنزل وتطلعت لباب الجيران.. قد كانوا سعداء.. أجل سعداء.. هل التي اعتدت على حبها دهراً سعيدة أيضاً ؟! أظنها سعيدة بعدما حطمتني الليلة الماضية.. ونزلت الدرجات وأنا أفكر في مجريات محادثتي الليلية.. لا أعرفُ كيف تجرأتْ ورفضتْ مواصلة علاقتنا المبتورة هذه.. مع أنني لم أخبرها بعد بأني أموتُ بسبب الورم المتفشي في دماغي.. بدت وكأنها تعرف كل شيء.. ربما سألت أمي عني..

    نظرت للساعة ووجدت نفسي متأخراً بحق..
    مهلاً..
    لماذا أنا ذاهبٌ إليه؟! هل سأشتكي حياتي إليه ؟! وبعدها سيشاركني فرحته.. ليؤكد لي سخرية الحياة.. وكيف أنني كنتُ قبل سنين في أوج زهوتي.. وهو في الحضيض بين المداسات..
    وصلتُ إليه وقد كان مبتسماً.. هل يشفق عليّ أم يسخر مني ؟!

    - ماذا يا رجل؟ تبدو شاحباً..
    - رميتُ الدواءَ مرة أخرى
    - ماذا ؟! ألم تعدني بأنك ستلتزم بالدواء على الأقل ؟!
    - ماذا ؟!! ستكون أمي الآن ؟!! يا رجل.. دعك من هذا كله..

    وأخذت أعدل من جلستي وهو يراقبني بحزنٍ مكسو بشفقة مريرة.. أجل فقد كان حالي مزري للغاية.. وقد قُلبت الطاولة رأساً على عقب، فهو يمثل دور الصديق الحاني الآن..

    - ماذا لديك ؟!
    - بل أنت، دعنا نبدأ بالأخبار السعيدة...


    فابتسم وتوردت وجنتاه، ولم أفهم ردة فعله الغريبة.. لكنه قال بصوتٍ خافت

    - أتذكر أمر الفتاة التي حدثتك عنها ؟!
    -
    أي ؟! ( وبدأت رأسي تدور)
    - يا رجل.. كيف نسيت وهي جارتك فوق كل هذا ؟!
    -
    تقصد.. أ..أأ
    (واختفت الحروف من أمام ناظري)
    - أجل، أريج.. لقد وافقت على الخطبة.. اليوم.. لن تصدق كم أنا سعيد.. غداً سنبدأ بالإجراءات أيضاً..


    وصمتُّ لا أعرف ماذا أقول.. فاستغرب مني


    - لماذا تقابلني في لحظةٍ كهذه ؟! لماذا تعكر على نفسك جو الفرح برؤية شخصٍ مثلي؟!
    - ماذا بك يا وائل؟!
    - لا شيء يا صديقي، فقط أنتَ تشارك فرحتك بحياتك اٍلمستقبلية مع شخصٍ ميّت.
    - دعك من هذا الكلام الفارغ، ها.. ألن تكفَّ عن العبث بحياتك والبدء فعلياً بالعلاج.. ثم ألن تتزوج يا صاح ؟!
    - العمر لن ينتظر أحداً يا صديق !


    قمتُ وتركته وهو متسمرٌ مكانه مصدومٌ مني.. كنتُ أعتقد لوهلة بأنّ كل شيء سيُحلُّ مع الوقت.. وستعودُ صحتي مع الوقت.. فقط إن ضمنتُ حبها لي..

    ما الذي فعلته بنفسي.. هي لن تنتظر شخصاً مريضاً ينتظر الموت.. أعطيتها شارة النهاية لتلوح لي بها عند وصولي للنهاية.. وها أنا ذا يا عزيزتي أصلُ النهاية وحدي..



    لم كان الأول من نيسان يوم صدقٍ لا كذبٍ
    واعتقدتُ أنكِ كالعمر.. ستنتظريني عمراً كما انتظرت !
    هل أسبق العمر وأحقق مُنية الموت ؟
    ولكن القدر سيفعل ما يريد ولن ينتظر سؤالي !
    مشيت ومشيت حتى أصابتني نوبة الألم تلك التي كان وجع قلبي أشد منها....
    ..

    تمت #
    في حفظ الله ورعايته

    التعديل الأخير تم بواسطة هيفاء البنيان ; 9-11-2012 الساعة 12:01 AM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...