بسم الله الرحمن الرحيم

ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده، الجبار المنتقم ذو القوة المتين، وأشهد أن سيدنا محمد عبد الله ورسوله، من حارب الكفار وأصاب منهم، ومن ألقى بصرعى بدر في القليب، عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم .

وارضَ اللهم عن الصحابة الأبرار، الأئمة الأخيار، من حاربوا المرتدين والكفار، وجاهدوا في الليل والنهار، رضي الله عنهم وأرضاهم، ثم أما بعد :

فهذه مقالة للشيخ محمد بن أحمد الفراج، حول إعصار ساندي الذي ضرب أمريكا قبل يومين، ارتأيت وضعه هنا رداً على أذناب الغرب وعبيد أمريكا، من بكو على (شهداء) الإعصار - كما يزعمون - ولم نرَ منهم دمعةً واحدة على اخواننا في سوريا وميانمار فرج الله عنهم ونصرهم على الكفرة الظالمين


ابدأ المقالة ولا أطيل :



تقف أعظم قوة على وجه الأرض اليوم بكل طاقاتها وإمكاناتها وجبروتها الحربي وجيوشها الجرارة عاجزة أمام واحد من جنود ربنا العظيم القهار الجبار الذي له جنود السماوات والأرض
.
ونقف حائرين عاجزين عن استنطاق هذه الآية واستجلاء عبرها، قال المتنبي
:
وقد وجدت مجال القول ذا سعة ... فإن وجدت لسانا قائلا فقلِ

خذ ما رأيت ودع شيئا سمعت به ... في طلعة الشمس ما يغنيك عن زحل

فهيا بنا نقف مع هذه الآية الكونية (ولا نقول الظاهرة الطبيعية) بعض الوقفات
:



الوقفة الأولى : ( إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين ) لقد وقفت - بل جثت - أمريكا وما أدراك ماهيه ؟ وبكل ما أوتيت من قوة أمام هذه الآية الربانية حائرة عاجزة خاضعة ، ضاقت حيلها الواسعة وأفلس دهاؤها العريض ، وحار مكرها الكبّار أمام هذا الإعصار الذي ليس فيه نار ، وإنما حمل شيئا من ماء البحار

لقد آن لشموخ تمثال حريتها أن يركع
!
آن الآوان ليركع التمثال ... حرية - زعموا - هي الأغلالُ

صنم هوى فتبعثرت أشلاؤه ... ضربت بهول هلاكه الأمثالُ

أمريكا ضاقت حيلتها بإعصار وكل ما استطاعت حشده أمامه مجرد متابعة تحركاته - على تخوف - في نشرات الأخبار ، وتحذير مواطنيها ، والتحفز لإعلان حالات الطوارئ ، ومناطق الكوارث ، هذا كل ما تستطيع أمريكا عمله وحسب ! ولسان حالها ( لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم)
.

الوقفة الثانية : ( ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب ، إذ تبرأ الذين اتُبعوا من الذين اتَّبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب ) صدق الله ، ومن أصدق من الله قيلا ؟ فما مقدار قوة الخلق إلى قوة الحق عند النسبة والمقارنة : لاشئ ، صفر بالمائة ، والنتيجة : القوة لله جميعا ، وتبقى القنابل النووية والأساطيل الجوية والقطع البحرية والمدمرات والرادارات والقاذفات والراجمات والمجنزرات والمقاتلات وحاملات الطائرات وكل ماهو آت : صفرا بالمئة إلى قوة رب الأرض والسموات
.
ولما رأيت أوباما يلقي خطابه التحذيري واجما ذاهلا تمنيت أن أهمس له ببعض السؤالات
:
يا باراك أين أسطول بلادك الخامس والسادس الذي طالما جاب البحار ، ومخر المحيطات متبخترا بطراداته وحاملات طائراته ومدمراته وسفنه المواكبة ؟

يا باراك: أين فخر البحريه الأمريكية (حاملة الطائرات أبراهام لنكن) وحاملة الطائرات (آيزن هاور) (ونيوجرسي) و( انتربرايز) وغيرها ؟

يا باراك : أين الاستخبارات (والسي آي أيه ) والطائرات الذكية ( بدون طيار ) ؟

يا باراك أين الجملة المتغطرسة الغبية التي قالها سلفك بلسان المقال وقالها أخلافه بلسان الحال : ( من لم يكن معي فهو ضدي ) هلاّ قلتها لـساندي ؟

ولنمض مع بقية الآية الكريمة : فأين أصدقاء أمريكا وأتباعها في حلف الأطلسي ( نيتو ) وغيره لماذا تبرؤوا وأول البراءة إلغاء رحلاتهم إليها كافة وقطع الاتصالات بها لماذا ألغت شركات الطيران العملاقة مئات بل آلاف الرحلات منها وإليها: ( يوروكنترول ، وبرتش أير ، وأير فرانس ، ولوفت هانزا ، والروسية والهندية والصينية والباكستانية، والكورية والخليجية واليابانية، فلتقف دول الأطلسي تبعا لمعاهدات الدفاع المشترك معها في خندق واحد ( مالكم لا تناصرون ، بل هم اليوم مستسلمون ) إي وربي هذا حالهم اليوم
.



الوقفة الثالثة : ( فلمّا أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون ، لا تركضوا وارجعوا الى ما أترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسألون ) : أيها الشّعب الأمريكي الذي يعد نفسه أرقى الشعوب وأقوى الشعوب لماذا حالَ سماعكم بنبأ الإعصار وإحساسكم به مجرد إحساس ( أحسوا بأسنا ) خرجتم من بيوتكم تركضون ، لماذا هربتم وجلين بثياب وبدون ثياب ، وبأكمام وبأنصاف أكمام ، وبأرباع أكمام (وتركتم ماخولناكم وراء ظهوركم) ؟
:
فأسرعت زحفًا على الركبتين ... فثوبٌ لبستُ وثوبٌ أجرّ

هلا رجعتم إلى مساكنكم ! لماذا أخليتموها وهجرتم ناطحاتها وعماراتها حتى أصبحت أعظم مدينة في العالم (نييورك ) مدينة أشباح ؟ وهذا التعبير ليس من عندي بل من عند وكالات الأنباء العالمية.


الوقفة الرابعة : ( فأصابها إعصار فيها نارٌ فاحترقت كذالك نفصل الآيات لقوم يتفكرون)

واذا كان هذا فعلكِ يا أمريكا من إعصارٍ مائي ، واذا كان هذا فعله بكِ من التهجير وخسائر المليارات والقتل والهدم والحرق فكيف لو كان من الإعصار الناري ، وصدق الله : (ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون)


الوقفة الخامسة : ( إنا كفيناك المستهزئين ) هل أتى على كارثة الفلم المسيئ شهران ؟ كلا ، الفلم المشئوم كان مواكبا لذكرى التاسع من سبتمبر ، وعقوبة القهار ختمت لهم تاليَه أكتوبر ، فما أسرع حساب الله ، وما أشد أخذته
!
لقد كان الفاتحون الأولون إذا طال حصار حصن فسب أهله الرسول الكريم ، استبشروا بقرب الفتح وعاجل هلاك أهل الحصن ، لقد ثار العالم الإسلامي في وجه أمريكا ، التي أبت أن تمنع الفلم الذي أنتج على أرضها ؛ بحجة حرية الرأي والتعبير ، والبوم يثور الجو والبحر ، والله أعلم بما في الغيب (ومايعلم جنود ربك إلا هو)، فيا أمريكا : يداك أوكتا وفوك نفخا ، وعلى نفسها جنت براقش ، والحمد لله الذي انتقم لرسوله صلى الله عليه وسلم
.




الوقف السادسة : ( فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده ) كم في هذه الآية القرآنية ، مع تلك الآية الكونية ، من تسلية للأرواح المعذبة ، والنفوس اليائسة ، وهي ترى مقدار ما أوتيت أمريكا وكثير من دول العالم النصراني ، والكافر عموما : من قوة التدمير ، ودقة الرمي ، وسرعة الاتصال ، وسعة السلطان ، حتى يقول قائلها : ( لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد ) ويقول أيضا
:
كيف الخلاص وخيل القوم سابقة ... وذا الحديدُ وفولاذ به ادّرعوا

هل يبزغ الفجر عن بطش كبطشهمُ ... أو يسفر الصبح عن جمع كما جمعوا

جمع النقيضين أدنى منكِ أمنية ... والشمس أقرب والجوزاء أو بلعُ

لا تيأسوا إن خيار القوم قد خشعت ... ذلاّ ، وحاز على أملاكها لكعُ

فلا يزال المولى جل وعز يرسل هذه الآيات والعقوبات ليُري أولياءه أن مصير الكفر على قوته وجبروته ، رهن بإعصار : يضرب بريحه ، ويحرق بصواعقه ، ويزحف بطوفانه ، ويجمد بثلوجه، حتى يشل الحركة ويجمد دماء الحياة في شرايين مدنهم : ( فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا ) ؛ فلا ييأس المسلم المظلوم المقهور المشتوي بنار أولئك الظلمة الكفرة ، ولا يظن النصر مشروطا بأن نكافئ قوتهم ، ونجمع كجمعهم ، فالخلاص - على حدّ وصف الآية - سبيله واحد من أمرين : إما الفتح أي النصر العسكري ، وإما أمر من عند الله ، ويبقى الأخير عاما مطلقا مبهما يفسر نفسه بحدث يظل الكفار له حيارى خزايا ندامى، لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا
.
هذا بطبيعة الأمر لا يعفينا من إعداد ما نستطيع من قوة ، ولا يفضي بنا إلى حياة الدعة والتواكل وانتظار الأمر الإلهي مع التجافي عن فعل أسبابه الشرعية والكونية ، والركون إلى الترف والفجور، فهذا ليس من هذا ولكن من ذلك الأمر المراد بقوله تعالى : ( قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم ...) إلى قوله تعالى ( فتربصوا حتى يأتي الله بأمره) وحينئذ سنتربص طويلا ، ونعيش عيشا ذليلا ، حتى نؤخذ أخذا وبيلا ، ( سنة الله التي قد خلت من قبل ، ولن تجد لسنة الله تبديلا)
.

الوقفة السابعة : ( سخرها عليهم سبع ليالٍ وثمانية أيام حسوما ، فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية)

هكذا إذاً يعاقب الله الأمم والدول المتغطرسة المتجبرة، بما تراه أهون الأسباب وأرفقها مسّا، وألينها جسا وأرهفها حسًا : (الهواء ) هذه عاد لمّا قالت : من أشد منا قوة ؟ أبى الله إلا أن يهلكها به (فأرسنا عليهم ريحًا صرصراً في أيامٍ نحسات) هذه الأيام الثمان ، كانت كفيلة بقطع شأفتهم ، وحصد جلدتهم ، واقتلاع جذورهم : (كأنهم أعجازُ نخلٍ خاوية فهل ترى لهم من باقية ) ؟ لا وعزتك ربنا ، ما نرى لهم اثراً ولا نسلا ولاعقبا إلا مساكنهم ، كما قلت وقولك الحق ( فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم ) حتى أطلقت عليهم كتب الآثار والأخبار والتاريخ : ( العرب البائدة
) .
وفرعون : لمّا ( حشر فنادى ،فقال أنا ربكم الأعلى ) قال الله جل الله ( فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم) هكذا لم يحتج فرعون وجنوده التي حشرها من المدائن وضاق بها البر والبحر إلا أخذا ونبذا، وانتهى كل شيء فما أهون الخلق على الله
! .

إن أضخم مثلث تجاري في العالم : المثلث المقلوب ( مترو بولتان ) الذي تقع قاعدته بين مدينتي نيويورك وشيكاغو ، ورأسه في فيلادلفيا : يقع تحت طائلة الكارثة ، بل أعلن الرئيس الكارثة الكبرى في نيويورك واليوم تغلق البورصة ( أسواق الأسهم ) وتعلق التعامل في هذه المدن ، وخاصة نيويورك ، وتلغي الخطوط التجارية الأمريكية أكثر من ( 7500) رحلة داخلية وخارجية؛ مما يهدد بخسائر مالية ، قد تبلغ أو تفوق : الخمسين مليار دولار ، وأضحت المفاعلات النووية في مرمى الخطر ، وبات شبح ( فوكي شيما ) يلقي بظلاله السوداء المرعبة ، وإذا كانت هذه التلفيات والهدميات ، والخسائر المقدرة سلفًا نتيجة إغارة إعصار ليومٍ واحد فكيف لو دامت إغارته ليالي وأيامَا حسوما ، إنها كفيلة بالقضاء على أمريكا ، والإفضاء بها إلى الإفلاس والدمار ، وإحالتها أثراً بعد عين لاجرم ، حتى يمر المار بأطلالها البائدة ويقول : ( كان يا ما كان ، هنا أمريكان ) ، هنا كانت دولة تعرب فاعلاً مرفوعًا فأصبحت : ( خبر كان) .




ونختم بقصيدة الشيخ الفاضل حفظه الله، وهذا إهداء للليبرالين والشيعة وكل من أحب أمريكا وعاونها وكان لهاً نصيراُ على المسلمين :


ما أروع الذل يعلو وجه أوباما ... اليوم فأرا يُرى ما عاد ضرغاما

هرّا أمامك يا (سندي ) مشتتة ... نظْراته يحسب اللحْظاتِ أعواما

يحذِّر الشعب من ماذا يحذره ؟! ... من بطشة الله هل يجديه إن قاما؟

يغص بالريق حتى ظُن من هلع ... لما تحدّث فأفاءا وتمتاما

وهل نسوا الأمس لما أنتجوا سفها ... في قذف عرض رسول الله أفلاما

لله درك يا ( سندي )عليك بهم ... لا تبق فيهم من الأهوال أحلاما

اقلب عليهم علوّ الأرض سافلها ... نكس لهم - سنّة الإحداد - أعلاما

بأمر ربك لا تترك لهم عقبا ... إلا شتاتا بأقصى الأرض خُدّاما

ونارك اليوم لا بردا بدولتهم ... ولا سلاما سوى من دان إسلاما

ثأرا لعرض رسول الله من ملأ ... فاقوا أبا الجهل عدوانا وإجراما

أتحسب اليوم أمريكا بأن لها ... عهدا ستبقى على الأكوان قوّاما؟

أيحسب القوم أن الله يغفل ما ... قد أحدثوا ، ثم لا يلقون لوّاما؟

كم عربدوا في ديار الدين كم تركت ... غاراتهم رُمَّلا فيها وأيتاما

وكم عثا جيشهم في الأرض في بطر ... يوزّع الموت نيرانا وألغاما

ويمطر الشر في أنحاء أمتنا ... يعيث في الحي خرّابا وهدّاما

وكل بطش بني صهيون سيئة ... مما جنوه وقِس أفغانَ والشاما

فاليوم عُبِّي بكأس الخزي مترعة ... ليهنِكِ الذلّ أمريكا وأوباما

يا أوحش الله منها كل أربعها ... من المحيط إلى كوبا وباهاما

حتى تُرى بلد الأشباح تقطنها ... والجن تنسل غول الليل والهاما

والبوم تنعب في أطلالها خربا ... والريح تصفر إقداما وإحجاما


المقالة للشيخ محمد بن أحمد الفراج
كُتبت يوم الأربعاء الموافق 16/12/1433 هـ




لا أزيد بعد كلام شيخنا الفاضل، لكني أصرّح وبسرور عظيم بفرحتي الكبيرة بما أصاب أمريكا من خسائر وأضرار، واسأل الله العظيم أن يلحقهم بإعصار أقوى منه، وأن يزيدهم خوفاً على خوفهم وألماً على ألمهم وحزناً على حزنهم.

كم عانى المسلمون من أمريكا وحلفاؤها، في فلسطين وفي العراق وأفغانستان وباكستان واليمن وفي كل بلاد المسلمين، فإن لم يدخلوا بحرب، دخلوا بزرع الفتن والسم والتخطيط الحثيث لهدم أمة الإسلام، وما أذنابهم هنا عندنا وفي جميع البلدان الإسلامية إلا أكبر مثال على دناءة أمريكا وخسّتها، ولا عزاء لعبيدها ممن يدعون بالرحمة على أرواح من مات منهم، نعوذ بالله من الخذلان والهوان ..

اللهم واحفظ اخواننا المسلمين هناك واحفظهم بحفظك يا قوي يا عزيز ..

المقالة باللون البنيّ والمقدمة والخاتمة والتمهيد قبل الأبيات الأخيرة من كتابتي أنا أخوكم كريستال

المعذرة على الإطالة،
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم