بسم الله الرحمن الرحيم




هل فكرت يومًا بشأن الحيوات المختلفة الموهوبة لكلّ واحد منّا ؟

بينما أنتّ الآن مستلقٍ على فراشك , قلقٌ بشأن أمورك الصغيرة .

في الخارج بقرب منزلك : رجل قضى حياته كلها يبني بيوتًا لن يسكنها قط.

وخادمة , ترتّب حجرة ضيوفٍ لن تستضيف فيها أحد .

وتربّي أطفالاً لن يذكروا جميلاَ لها .



وبعيدًا من هنا , قلقُ بشأن المظاهر .
بينما يقلق من في الأسفل بشأن كيف يأكل عيشه ؟ , يقلق من فوقهم بشأن ماذا سيقول الناس ؟ , كيف أبدو بمظهر جيد؟

كيف أتظاهر باللطف وأتعلم الإتيكيت ؟

قد لا تكون هذه الأشياء ظاهرة للعيان بطريقة مباشرة , ولكنها ...تحدث.



أتألمّ , كيف لا تصلُ المشاعر لقلبك القاسي يا صديقي ؟
أترى ؟ بعيدًا من هنا , حيث نشأتك المدلّلة ...

أطفال يتسوّلون , تصوّر الأمر ... حياة كاملة .... تضيع في الشوارع .

أطفال الحروب , حيث المشاهد الدموية , والمآسي شيء اعتيادي ..

والعالم , لا يرى هذه سوى إحصائيات , أخبار تُنسى .

بينما , أهل الخبر نفسه يعيشون المأساة إلى الأبد .

إنّه عالم , حيث يموت الناس هنا , ويرقصون هناك ...

يضحكون هنا ويبكون هناك , يُجرحون هنا , ويعالجون هناك ...
إنّه الظلم تتخلله لحظات من العدل .

إنّه غصّة ... تقطعها رشفات من الماء .

بينما يقلق مجرمٌ ما , سفاحٌ ما .. كيف يتمّ جريمته بطريقة مثالية , تفكر فتاة صغيرة كيف تعتذر بطريقة مؤدبة ...

وبينما يدفع طالبٌ مغترب تكاليف دراسته الباهظة , ينامُ المترف غير عابئ بأمرٍ تحلّه معاملات ورشاوي ..

إنّه عالمٌ , بحيث نستمرّ بالتظاهر بالإنسانية ... بينما نواصل حياتنا بشكل طبيعي .

فمثلما قدرتنا على النظر محدودة , وسمعنا وشمنا في نطاق محدود , كذلك مشاعرنا ...

تتفاعل بشكل أكبر مع الأمور القريبة جدًا منها .

وإن كانت الأحداث بعيدة , يقلّ التفاعل معها ..


أجمل شيء في الحياة .. ليس أن تقطعها بلا أخطاء , بل أن تمضيها بلا ندم على أي شيء وتنظر لها كمسرحية جميلة , تخيّل قصّة بلا أخطاء يقع فيها بطلها ؟
لا تستحق القراءة !
وكذلك قصصنا .



...


جرّب أن ترى العالم كلعبة صغيرة ....ترى البيوت من الأعلى دون أسقف , ما الذي يحدث في هذا العالم؟