بسم الله الرحمن الرحيم
قالحمد لله رب العالمين، أحمده سبحانه حمداً يليق بجلاله وعظمته وقدرته وعظيم سلطانه، الحمد لله
وصلى وسلم على سيدنا محمد اما بعد
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اخوتى و اخواتى
اتقوا الله تعالى وخافوه واخشوه وحده ولا تخشوا أحدا غيره وكما قال الفضيل: من خاف الله لم يضره أحد، ومن خاف غير الله لم ينفعه أحد قال تعالى: فلا تخشوا الناس واخشون ، فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين .

انى اختياري لهذا الموضوع هو ما أراه وأشاهده من بعد الناس عن الله وتجرؤهم عليه بأنواع المعاصي والذنوب التي ما ارتكبها هؤلاء الناس إلا بسبب ضعف جانب الخوف من الله
واصبح الراقب الوحيد هو الناس فا اذا لم يراه احد باح له كل شىء و العياذ بالله
قال ذو النون: الناس على الطريق ما لم يزل عنهم الخوف، فإذا زال عنهم الخوف ضلوا الطريق.
اخوتى اخواتى
اصبح اليوم خوفنا من الله صورة لا فعل كلمة لا قول فمن خاف الله حقيقتا لما تجرأ على محارم الله، فمن خاف الله حقيقتا لماترك الصلاة أو تهاون فيها، فمن خاف الله حقيقتا لماتعامل بالربا،فمن خاف الله حقيقتا لما استمع إلى آلات اللهو المحرمة أو اشتراها بماله أو مكن من تحت يده من استماعها أو النظر إليها أو باعها أو أعان على نشرها، وما خاف الله من شرب الدخان أو باعه،فمن خاف الله حقيقتا لما كان شغله الشاغل اشباع الشهوات بالحرام علاقات و زنا وغيره و العياذ بالله
كل هذا لان قتلنا الخوف من الله و اصبح خونا من الناس و كلام الناس فقط
فهذا خوف مذموم و يدخل صاحبه في الرذيلة لانه اساسه الخوف من الناس فقط
فكلما قوي إيمان العبد زال من قلبه الخوف من غير الله ، و كلما ضعف إيمانه زاد و قوي خوفه من غير الله ، و لهذا فإن خواص المؤمنين و أقوياءهم تنقلب المخاوف في حقهم أمناً و طمأنينة لقوة إيمانهم و لسلامة يقينهم و كمال توكلهم ( الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً و قالوا حسبنا الله و نعم الوكيل . فانقلبوا بنعمةٍ من الله و فضل لم يمسسهم سوء ) .
اخوتى و اخواتى

من اهم الأمور التي يستجلب بها الخوف من الله تعالى هوالتفكر في سوء الخاتمة
أنه قد يحال بينه وبين التوبة وذلك بموت مفاجئ، أو فتنة مضلة، أو غفلة مستمرة، أو تسويف وإمداد إلى الموت أو غير ذلك، وعندها يندم حيث لا ينفع الندم.
واختم كلامى
بان اهم ما يعيشه المسلم وهو أن يعيش في هذه الحياة بين أمرين عظيمين هما: خوفه من الله، ورجاؤه لرحمته، فهما للمؤمن كما قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى جناحا قلب العبد المؤمن يطير بهما إلى الله تعالى، ومتى افتقد الطائر جناحيه أو أحدهما فهو عرضة لكل صائد وكاسر.
وأحد هذين الأمرين هو الخوف الذي دلَّ عليه قوله عليه الصلاة والسلام: "من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة".رواه الترمذي (2450) وحسنه ابن باز (