بسم الله الرحمن الرحيم ،،

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،،




نِـــــداءاتُ الفجْــــر ~


المكان : ساحةٌ من نورٍ أبيَض ..

يعدُو العقرب الصغير مُكابدًا وصول السادسة ..

يحثُّنا السرى إلى ممشانا ، إلى حيثُ يريدُ قبل أن نريدَ !

صرير الجراد ينتشر ، مبكّرٌّ تسبيحه ، سابقًا بسويعاتٍ سرب طيرِ الصبحِ الكسول ..

الهواءُ باردٌ منعش ، لَكأنه الفجر اقتطفه من قلبِ شتاءٍ راحلِ .. ..

جموعُ الإنس تهرول أمامنا ووراءنا ،وعن اليمين وذات الشمال ..

الخطى تتجه دائمًا لمنحىً واحد ، هي تعرفه ، هي تألفُهُ ، هي دومًا تتوق إلى آخرِ المنعطفِ التّليدِ !


أسرعُ محاولةً بأختيَ الكبرى لحوقا ، يتطايرُ من ورائها خمارها ، وتبثُّ في الهواء أنفاسها إشراقةُ دِفْءٍ ..

بين مسافات ومسافةٍ أتروَّى في مسيري اللاهثِ ، أتنهدُ ، يُخرجُ صدري ثقل ظلماتٍ جثمتْ أبدًا في الخارجِِ فقطْ !

تعرُجُ خيوطَ روحي حبالًا تتسلّق راغبةً إلى السّماءِ ، ترجو عُلّوًّا ، ترجو خلاصًا ، تتوق راحةً وشدف من سكينة وشيءٌ من طمأنينة القربى !

ويشجُّ الهمهة الخافتة وحفيف العباءات على الأرض النّاعمةِ قيامُ الفجْرِ ..

تُنادينا " حيّ على الصّلاة ،حيّ على الفلاحِ" : أن هلمّوا .. أن أسرعوا ، فبابِ التّوب والمغفرةِ مُشرعُ ..

أصطفُّ بجوارها وعن يميننا صفٌّ نحبُّ ولسنا نعرفُ .. أرفعُ يدي وأكبِّر لمّا تعلو " الله أكبرُ " .

وأنْ ربّــاه ! كيف لجموعِ الإرتياح أن تلج الروحَ هكذا أفواجا ؟!

كيفَ لِهبّاتِ النسيم أن تخفف حرقة ووحشة البُعدِ !

كيف للفؤاد المُلتاع أن يخلع ثوب حداده ،ويغتسل طُهرًا ، ويشرأبُّ يرتوي تهادي البياض ، وتأتينا أولى هبات الخشوعِ ، ويُنادى : أن ياربُّ خلاصـــا !

نفَثات السّحر في قلب الهواء تلفنا ، وتتنفس روحي كألف روحٍ تلقطُ نَفسها ..

وتُفكّ أغلال الشجنِ ، وتُحلّ روحي حريةً ، لأفهمُ مراد قوله : أنْ لا حرية إلا حرية العبودية للبارئ !

ويُدعى بعد الصلاة : الصلاة على الأمواتِ والطّفلِ يرحمكمُ الله ! ينقبضُ صدري ؛ متى تحينُ صلاتي يا تُرى ؟!

أمكثُ في حضن الفجر .. يتلقّفُني إبنةً ، يمسّد قلبي إرتياحًا ، يزرعُ من أنفاسِ السمّاء في كفّ الجوف المشتاقِ !

في الإيابُ تلفّنا الحشود وهُتافاتِ الباعة ، وإبتهالاتِ أسراب الأطيار أعلانا ~

يُحاذيني البقيع ويأتيني صوتُ فضيلة الشيخ المعيقلي ، أميلُ يمينًا ، ويرتعد جبني .. هُناك عن شمالي وعلى بعدِ خطواتٍ مُحصاةٍ يرقدُ موتى !

هُنالكَ _ أدعو _ سيكون إن شاء القدير ثويي ..

هُنــاك ستبيتُ سُرى الظلمات أو جحافلُ النُّــورِ !





مخرج :

هي زيارةٌ صباحية للمسجد النبويُّ ، فلصلاة الفجر في رحابه لذة ليست تُعادل والله قطّ !

بضعُ صورٍ التُقطتْ بعيد الصلاة :

























كانتِ المرة الأولى التي أرقبُ فيها المِظلّات وهي تُفتحُ، ربما لهذا أعدتُ تصويرها مرارًا !


دمتم وفيض الإيمان يرويكم ويسقي عالج قلوبكم دوما ~