يا سادتي طفلٌ صغيرٌ جالسٌ محتار
طفلٌ بهيئةِ كاهلٍ
طفلٌ يفكر وسط ضرب النار
لم يأكل اليومَ ، ولم يلعب كبقية الأطفال
ماضيهِ .... لا ماضٍ لهُ
أو في الحقيقةِ قلبهُ منهار
لا يذكرُ الطفل الصغيرُ سوى الألم
هنا مات جدي ، لا .... هناك
في ليلةٍ هربَ النعاسُ وحلَّ كل هلاك
في يومها أبي الحبيب ُ ثارَ دونَ قرار
في يومها رأيتهُ يموت في الجوار
كانت لأُمي ربطة جميلة ٌ حمراء
لكنها ضاعت ، طارت مع الأشلاء
أدواتُ مطبخها الصغير تناثرت
سكينها الذي قطعت به كعكاً لنا
علقت به روائحُ الدماء
أصواتُ أصحابي تصاعدت
شعرتُ حينها بدوار
فهل لكم أن تخبروهُ ذنبهُ !
وهل لكم أن تمنعوا آهاته !
وهل له أن يستفيقَ الآن ؟
هو لا يزال يحب تلك الدار
ودموعهُ تساقطت ، تكورت ، تحجرت
ماعاد يبكي ،
قد كبر ، قد شاب قبلَ أوانهِ
تغيرت أفكارهُ،آراءهُ،أحلامهُ
لا تسألوهُ عن طموحهِ،
طموحهُ عظيم
وشاهدوا اعصاره ، اقراره ، اصراره
اعصاره ، طفولة في قلبه ولامَفَرْ
إقرارهُ ، كتاب ماضيه الذي حصلْ
إصراره على الأملْ
كالبرق لمعة ٌ ظَهَرَتْ في عينِهِ ونار
وراحت الأفكارُ تعدو في دماغِهِ وثار
الآن يصنَعُ مجدَهُ ،
الآن وقتُ زمانِهِ
لا، لن يموتَ الحلمُ في أفكارهِ
هذا الصغيرُ،كبيرٌ في إيمانِهِ
هذا الصغيرُ،عظيمٌ في تفكيرهِ
هذا الصغيرُ........ فيهِ الرجولَة ُ تُختَصَر
المفضلات