ثقافة العيب .. وممنوع تغلط !!

[[ اللــيـــث ]]

كبرنا وتربينا على كلمات الرفض والمنع ..
عـيـب
غـلـط
كـخـة
مـش عـكـيـفـك


ونرى ذلك منعكسا فينا الآن ...
ونتزوج وننجب ونمارس ذلك لا إراديا على أطفالنا ...
ثم نستغرب الجيل المحبط ، غير المنتج ، الكاره لنفسه ولحياته ، غير الراغب لأي نوع من التغيير أو الابتكار ..

ثقافة العيب والمنع والإجبار التي ترعرعت فينا ، وأصبحت أحد لوازم التربية إن كان في المدارس أم في البيت أم حتى في مجتمعنا عامة
ومنع أطفالنا ومن نعرفهم من التجربة والوقوع في الخطأ ، هو سبب تراجعنا وإحباطنا ...

إن لم نجرب ونخطئ ، فكيف سنتلعم ، كلنا يعلم قصة اديسون والـ 100 تجربة فاشلة ..
كلنا درسناها في مدارسنا أو سمعناها في بيوتنا ، ولكن لم يحاول أحد أن يقارن نفسه بها ويتعلم ..

الخطأ والفشل أحد أسباب التعلم ، إن لم يكن أهمها ..
إن لم يصب أحدهم بتيار كهربائي ، لما علم الناس أن الكهرباء قاتلة ..

إن لم يخرج أحد في البرد شبه عار ، لما تعلم أن الوقاية منه واجبة ..
علينا أن نحول الخشية من الوقوع في الخطأ ، إلى دافع للتعلم ..

ونحول الإجبار وعدم تفهم الاحتياجات ، وافتراض أننا نعلم مصلحة المقابل لنا أكثر منه ..
إلى حرية اختيار واحترام للرأي والميول ...

بدل أن تجبر طفلك على الذهاب إلى المدرسة والدراسة بأسلوب الترهيب والتهديد ، وتستغرب تأليفه لأعذار للتغيب عن الدوام ..
إزرع حب الدراسة في داخله ، واستعمل أسلوب المكافئة والتحفيز ..

اكتشف ميوله ومواهبه وحفزها ، واجعله يفتخر بها ويتباها بإنجازاته ...
ومن أسوء أنواع الإجبار ، الإجبار على دراسة تخصص لا يحبه ..
بحجة المعدل العالي ، أو الراتب المرتفع ، أو أن عقله نظيف ولا بد أن يستغله ..
أو انه لا يعرف مصلحته ...

الرزق على الله ، و تسعة أعشار الرزق في التجارة ...
لا يوجد تخصص أو عمل مهمش ، فلم يخلق أحد إلا لهدف ودور في الحياة ، والله يلهم كل شخص بدوره ، فاحترم رغبة دراسته ..


أحد أهم أسباب الفشل ، عدم حب ما تعمله والشعور بأنك مجبر على فعله ...
وترى خلاصة كل ذلك ظاهرة ، عندما يبدأ أحدهم بالكلام ...
فتراه مترددا خائفا ، لا يكمل جملة مفيدة واحدة ...

أغلب الناجحين والأثرياء في العالم ..
كانوا ممن يلعبون في الحارات لساعات ، أو ممن يسافرون في رحلات ...
والجامع المشترك بينهم أنهم كانوا يعملون في وظائف مختلفة واعتمدوا على أنفسهم ، و أنهم وقعوا في أخطاء لا تحصى وتعلموا منها وصقلوا أنفسهم ...




ونحن وإن سمحنا لأبنائنا فعل ذلك كله ، لا زلنا نقمعهم في المنزل أو حتى في المجتمع إن حاولوا الإبداع أو السير عكس التيار الممل ...
فنحطم ذلك كله ويذهب هباء ، ويبقى مجتمعنا متخلفا ، ويكبر الطفل ليهاجر إلى أحد بلاد الغرب ويبدع هناك ...

إنها ثقافة عامة ... لا بد أن نغيرها ... والتغيير يبدأ من أنفسنا ...