بسم الله الرحمن الرحيم
عندما أقبل الليلُ داجياً ذات مرة
••••••••••••••••
من بعد سريان صمتها حكت :-
كان ذاك يوماً ،،
اكتسى أديمه ظلمة الحبر المعتم … ديجور ما بعده أشد عتمةً و سواداً ،
جنّ فيه الليل و أخذ بِفـَردْ جلابيبه ميئوس الحال مستوحشاً غربته …
فهو بلا بدر منير أو شهاب ثاقب يؤنس حاله …
أقبلَ داجياً ،،
و الأرق مضن في كل الأحوال …
فشاطرت وحدته بوحدتي ؛
رغماً عني و ليس بإرادتي
~
ما بين السهد و السهر يوماً وجدتُ
للغياهب و الدياجر أبداً أحييتُ
في جوف ليلٍ يتجافى عنه الضياء
و في جنحه من السهر ما حكيتُ
يشاطرني بدرة السهاد خاصته
يناصفني الصبابة إذا ما دنيتُ
أفحمني بهدوئه المشابه لي تارةً
و تارةً أخرى من طباعه لطباعي اصطفيتُ
أبعد عني نيران حرقة الجوى
كما الكرى لآماق بصري أبعدتُ
ترمق السهى عيني جيئةً و إياباً
و بمقلتي للسواري خلفها جريتُ
تمتمات أطلقتها نفسي لغشاء دجاه :
" لم لحيز الوجود منك ما أغضيتُ "
فأجابني بسكونه المتعهّد :" ويحك
أرأيت أنّى لتباريج الزهرِ أدميتُ
أشيحي عن سواد الوجود و ظلماته
فكما يختال باسماً لنهاره أمسيتُ
يئن عذب الصوت لغمغمة الكروبِ
و ما إن أبصر الأمل إلا له لويتُ "
إلا أني راكدة جامدة المحيىٰ أطلّيتُ
كما العادة ، و لثغره البائس حكيتُ :
" لستُ أجيل بصري في صروف الزمان
و لتصديق الحقائق التي ذكرتها أبيتُ
و لستُ أعذل الليلَ فالليلُ يسري
و العتب لنفسي :" لم للياليه الداجية أحييتُ " "
و انبثق الفجر و أرخى الليل ستارهُ ،،
و ما عاد للوحدة أثر : لا لها ~ و لا لهُ
المفضلات