بسم الله الرحمن الرحيم ،،

سلآمُ الله عليكم ورحمته وبركاته ~




تَعالَيْ إذًا يا ليلاء ~



أُجرّدني حَنَايَا ، نُطفَ روحٍ تختمرُ في هواء الليل الطّازجِ ..

أنزعُ عني لحآء الجسد ، و أخلعُ عباءة الجلد المترهلة ،

لأذرُ الضلوع النابضة حسًّا ،الفياضة بهفهة المهجةِ ،

السابحة حول أوتارٍ لا تُرى ، لكنّها تعانق كل قطعة من لحمٍ الفؤاد !



أبقي نياط القلبِ ، ورئتان تنفثُ هواءً ، وعروق تجري بماء الجَنانِ !

أبقي الحقيق مني ، الدفين أبدًا ، المستتر وراء الزيف عمرًا !


وأرشقُ في القلبِ سهامَ الليلاء !


أرسلُ الأرواح الحرةَ من زنزانة الجسد عبر شقوق النافذة ، إلى الخارج البهيم ،إلى المجهول اللذيذ، إلى المعشوق ليلي !


ترتمي بقاياي الشفافة على حقلٍ ربيعيٍّ لا يأفل، تمتصُّ شهد الزهر المنثال من بين عروق البتل الأبيض ..

ترتشف قطرات الندى المخضّبة عودها الطريِّ ، حتى يكسو الرئتان بتل البرعم الأخضر ..

ويغطيها نفحةُ الريحانِ ،وتلتحمُ أنفاسُ الياسمين بهواء الصدرِ !



ألملم تحايا النخيلَ المحبّ تحت خمارِ الدُّجى ، أمثلني رسولها ،

وأفرح بملامسة السعف المخضلّ ، المبتل برائحة الفجر المنظَرِ !



أعرجُ إلى أبتي المقمرُ ، أمسحُ عن وجهه المؤتلق سحابة سوداء ، ليس من أحدٍ يحجب نوركَ أبتاه !

أرتمي في حضنه التائق ،وأغمض الأهداب على تمسيدته الخفيّة الحنون ..

أفرغ من دلو الشجنِ شيئًا قليلا ،وأذرها تذوي بين شلال الماس النقيّ !



وتمضي الروح تسري ،تتهادي في الطريق المقفر البهيم ألهوينا !

تقتبس من ذاكرة الحنين ، تُسكنها العالج ،فللحنين عند العميق حنينُ !


ترافقني رياحين أمسيتي ، وترمقني شجيرات التوت الحافّة موكب حفلي الصامت الصاخب بهجةً !

يمسحُ من أعلى إلى أسفل الفؤاد ظُللَ المزنِ ، وتنزلق فاكهة الشتاء بين الشفاهِ !


تهديني صفصافتي سبيلي ، أتسلقُ الجدران الخاوي ، أثوي دون الطّللَ الصامتُ ،

الراحل عنه أهلونه، الهاجرة أطياره،الذابلة أيكته التي كانتْ !


أحبُّ المكث ، والقمر ،والطلل ، ومقل النوء الفضولِ !


إنها سويعةُ جنونٍ ..

ودون الشمسِ طريقٌ طويل ..


هلُمِّي إذًا يا ليلاءُ !