"أمَّـاه "آمنة" ...

مـا تَلَوْتُ من وحي السماء إلى وحيدِك الحَبيب، حديثَه الجهير عن بشريَّته:
{إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ}
{سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلاَّ بَشَرًا رَّسُولاً}

إلا ذكرْتُ أن نبيَّنا المُصطَفى -صلى الله عليه وسلم- هُو الإنسان الذي حَمَلْتِـه جنينًا في أحشائك، ووَضَعْتِهِ كما تضع كلُّ أنثى من البشر ...

ولا تدبّرتُ معنى قوله تعالى لابنكِ الخالِد:
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا}، إلا تنبّهتُ إلى أن لهؤلاء القادة الرسل أمهاتٍ، وأن المرأة التي أنجبت البطلَ، في كل صورة، وفي كل حين، هي التي قامت عن "عيسى بن مريم" كلمةِ الله التي ألقاها إلى العذراء المُصطفَاة، وهي التي ولدت خاتم النبيين عليهم السلامُ.

وهذا صوت وحيدِك يملأ الزمان على مر الآباد:
[إنما أنا ابنُ امرأة ]من قُريش تأكل القَدِيدَ] فيحقر كبرياء الأباطرة والملوك، وسمو بأمومتكِ إلى أفق لا يتطاول إليه ترَفُ الغِنَى ولا شموخُ الجَـاه، إذ يجعل منكِ أيتها الأنثى الوديعة المتواضِعة، والأم الطيبة الرءوم، مَبْعَثَ أُنسِـه، وروحَ إنسانيته، وآيةَ محبّته، وموضع إجلاله واعتزازه."

[تراجُم سيّدات بيت النبوة-بنت الشاطئ عائشة عبد الرحمن]