معاً لصنع حياة ناجحة

[أثير الفكر]

هل سبق وأن سألت نفسك فيما إن كنت حقا ابنٌ جيد وفي نفس الوقت طالبٌ متفوق وصديق وفيّ ؟
هل ترى أنك مقصر مع والديك أو مع أحد أصدقائك ولكنك لا تدري كيف تسوي الأمر؟
هل ترى أن حياتك عبارة عن متاهات و أنت لا تدري ما تريد وما يجب عمله؟
هل ترغب في أن تنظم حياتك وتواجه المشاكل بروح رياضية؟
إن كانت إجابتك بنعم فسأهمس لك بأن هذا هو مكانك المناسب لتتغير نحو الأفضل بإذن الله.
نعم فهذا المكان بمثابة دورة تتعلم فيها تنظيم حياتك و التوفيق بين كل أجزائها لتخرجها كمسرحية أُلفت بواسطة فنان..
إن الأمر أسهل مما تتصور ماعليك إلا تطبيق ماتقرؤه وتسجيله في مذكرتك وتبتسم للحياةابتسامة تحدي و سرور

إن الحياة بسيطة بقدر ما تبدو لنا فما نراه هو ما ندركه لكن أحيانا أخرى تبدو لنا أكثر تعقيدا فلا يمكننا فعل ما نريد وقتما نريد فالحياة لا تستجيب لنا كما نهوى وهكذا نفقد بعض الفرص وتلتبس علينا بعض الأمور فالكل يسعى وراء السعادة كما لو كانت شيئا مخفيا أو صعبا ولكن السعادة هي كيفية ما نفكر فيه وما نعمله ....

قلما نجد في هذه الحياة من يهتم بكل دقيقة وكل ثانية من وقته ويتجاوز كل عقبة تعترضه حتى يرى النور في اخر النفق ويحقق حلمه
وفي هذا البحث المبسط سوف يتمكن القارئ بإذن الله من تحقيق طموحه وإنجاز الكثير الكثير حتى يتناسب مع حالته ووجدانه


في موضوعي هذا سأعد برنامجا مقسما على عدة أسابيع نضع فيه لأنفسنا روتينا جديداً نسير عليه بلا تشويش أو تردد ...
لأكون صادقة مع نفسي ومعكم فإن المحتوى ليس من ابتكاري .. فماهو إلا معلومات مرت علي في حياتي قرأتها وجمعتها ثم لخصتها بأسلوبي ووعيتها جيداً و طبقتها في حياتي فكانت لي نوراً سرت عليه بدون أن أضل طريقي أو أضيع وقتي على أحلام ليست إلا فقاعات لا أساس لها من الواقع.. لذا وددت أن يشاركني الجميع هذه المنفعة لنسعى للتغير نحو الأفضل فإن أحسنت فمن الله و إن أسأت فمن نفسي و أنتم لي موجهون ومعينون على الصواب بإذن الله^ــ^

لنبدأعلى بركة الله:
إن أول عمل علينا فعله هو السيطرة على حياتنا.

كيف تسيطر على حياتك؟
من خلال تنظيم الوقت وتحديد الأهداف و الاستمتاع بالتغيير الايجابي للحياة ويورد الحديث:
((كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها )) أو كما قيل
وهذا يعني أن لكل شخص هدف يسعى إليه ويتوجه نحوه لأن الهدف هو البوصلة التي ترشدنا إلى حيث نريد الذهاب وتساعدنا على تحديد أولوياتنا ومعرفة الفرق بين الملح والضروري وأثبتت التجارب أن الأشخاص الذين يخططون لحياتهم تخطيطا سليما وواضحا يصلون في النهاية حتى لو كانت العقبات صعبة والمسار طويلا
من دون أهداف تصبح حياتك متنقلة من مشكلة إلى أخرى بدلا من التنقل من فرصة إلى أخرى**
وهذا يعني أن الحياة قصيرة ولذلك يجب التخطيط لها ووضع استراتيجيات واضحة تجعل حياتنا فرصا متواتية بدلا من مشاكل عاتية.

أعداء التخطيط السليم:
1-الخوف:
أعدى أعداء المرء فما إن يتملكه الشعور البغيض إلا ويصاب بحالة شلل في التركيز والتفكير و الانسان قد يخاف من الفشل أو الغد أو الرفض ومع هذا يجب التعامل مع الخوف على انه سلم نصعد عليه وليس هاوية تقذفنا خارج المسار.
2- النظرة المشوشة للذات:
كلما حاز المرء على ثقة بنفسه وقدرة على إنجاز المهمات في الوقت والمكان المناسبين كان قادرا على تحقيق أهدافه.
3- التأجيل والتسويف:
إن المؤجل والمسوف يفتقد الإيمان بهدفه وهو العنصر الأساسي وبدونه لا يتحقق شئ.

4- عدم المعرفة"المعرفة قوة":
إذا لم يعرف الهدف وكيفية تحقيقه فلن يصل إلى شئ يذكر فلابد من توفرها لتحقيق الأهداف وهي (قوة الملاحظة الشديدة)

ويسير معها جنباً إلى جنب :

1-التحكم في الذات : عن طريق برنامج متكامل وواضح
2-الثقة بالنفس:من كانت لديه الثقة فلن تستطيع أي قوة زحزحته عن حلمه
3-رقي الذات:تحقيق ماتصبو إليه النفس تجعل له قيمة واحترام مت ما استشعرها.
4- إدارة الوقت: الوقت على جانب كبير من الأهمية.

مبادئ تحقيق الأهداف:
1- حدد ما تريد: أي تركيز الأضواء على الهدف ليكون واضحا في الذهن
2-يجب أن يكون الهدف واقعيا ممكن التحقيق لكي لا يكون كالفقاعات تطير وتختفي في الهواء
3-الرغبة المشتعلة: ألا يذكرنا هذا بشيء؟ النبي عليه الصلاة و السلام لم يهدأ له بال حتى حقق دعوته ونشرها ثم ذهب إلى الرفيق الأعلى بعد أن أدى الأمانه وحقق الرسالة
4-أن نعيش الهدف ونتمثل به يوماً بيوم وساعةً بساعة
5-اتخاذ القرار فإن كنت ذا عزيمة ففساد الرأي أن تترددا
6- كتابة الهدف لأن الكتابة توحي بالالتزام ومواجهة الأمر بحزم
7-تحديد إيطار الزمن حتى لا نضيع في متاهات الزمن و لنتمكن من تحديدالزمن إلى أين وصلت ؟ و ماذا تبقى؟ ومتى وصلنا وحققنا الهدف
8- معرفة الامكانيات فمن لايعرفها لا يحقق الهدف : إذاً علينا معرفة امكانيات أنفسنا جيدا لنتعرف على نقاط القوة وندعمها ونقاط الضعف ونتجاوزها
9-دراسة المصاعب و الاستعداد لها :لايوجد هدف سهل في الحياة ولكن واجه المشاكل بروح رياضية
10-التقدم مهما كانت المعوقات وهذا دليل القوة.
11-تقييم الخطط: وهذا يستدعي التوقف لمعرفة ما أنجزنا وما تبقى وهل نسير بالشكل الصحيح
12-الالتزام: كثير من حالات الفشل كانت لأشخاص لم يدركوا أنهم كانوا قريباً من النجاح عندما أوشكو على الاستسلام لأنهم كان ينقصهم الالتزام بالهدف "فلابد من صنعة و إن طال السفر"-->توماس أديسون

أهمية الخطط الشخصية:
المساعدة على إخراج ما لديك وزيادة عملية الالتزام وتحديد الأهداف والأولويات.
سئلت قطة:
((هلا أخبرتني عن الطريق الذي أسلكه للخروج))
فأجابت بحصافة ((دعيني أعرف أولا أين وجهتك ))

وهذا يعني عندما يكون لدينا أي مشروع فلابد من وضع خطة واضحة تشمل جميع الخطوات التي سوف نتجاوزها ورؤيا واضحة لما ينتظرنا ومصباح يضئ لنا الطريق وأن نبدأ بالأهم فالمهم حتى لا يطغى الملحّ على الضروري ولا نضيع وقتنا في تفاصيل لا أهمية لها فتصرفنا عن أهافنا .


إذا فإن لدينا أولويات و علينا إدارتها لننجح في حياتنا و السؤال الأول هنا:
كيف ندير الأولويات؟
عن طريق تحديد الرؤيا
الرؤيا :
الحافز الأول للسلوك الإنساني و المقصود بها ماهي البصمة التي نريد تركها في الحياة

"عندما يفقد المرء الرؤيا يكون اختياره على ما تقع عينيه عليه بغض النظر عن أهميته."

عندما تكون الرؤيا واضحة تكون قوة دافعة وراء كل قرار نتخذه وتكسبنا الشجاعة والقوة والاقدام.

طريقة اكتشاف الرؤيا: "ليأخذ كل منا ورقة وقلما ويسجل"
*بعد وفاتي ماذا أريد أن يقال عني؟!
*تخيل أن لديك مبلغ مالي كبير ماذا ستفعل به؟!
شروط الرؤيا:
1. الاستمرارية. أي غير متوقفة عند حد معين
2. تعدي النفع للغير.
3. أن تكون ذات مغزى وقيمة.
4. أن تكون واضحة مخصصة (أنشر الثقافة الدينية في العالم العربي).
5. أن تكون ذات مجال محبب لك.
أهم شروط الأهداف :
إمكانية قياسها كمّاً وكيفاً (أنا أحفظ أجزاء من القران) خاطئة
(أنا أحفظ 10 أجزاء من القران) صحيحة
وعلى هذا المنوال تدير أولوياتك.

قبل التطرق للنقطة التالية نستعرض بعض الأمثلة:
((إذا لم تزد شيئا على الحياة فإنك زائد عليها)) الرافعي

مكث البخاري رحمه الله 18سنة يجمع الأحايث الصحيحة.

بعد التعرف على الرؤيا وشروطها لنبدأ بخطوات ترتيب الحياة:

1- الربط : ربط كل شئ بالرؤيا و الرسالة:
ماهي أهم الأشياء في حياتي؟
مالشئ الذي يعطي معنى لحياتي؟
ماذا أريد أن أكون وماذاأريد أن أعمل ؟

تحديد الرؤيا لكل شئ تعطي المرء القاعدة الأساسية التي على ضوئها يقرر أي حائط يستند عليه ليصعد إلى الأعلى

2-تحديد الأدوار:
الناس في هذه الحياة كأنهم في مسرحية لكل فرد أدوار عدة وعليه اتقانها
فالفرد منا يكون:
أباً --< زوجاً --< عابداً--< صديقاً
و كل دور يجب أن يتقنه ويخرجه على أكمل وجه

أكثر ما يسبب التعاسة أن يكون المرء ناجحا في دور على حساب أدواره الأخرى كأن يكون زوجا صالحا ولكنه سيء مع أصحابه أو يكون طالبا مجداً ولكنه مقصر مع والديه ..أليس هذا اهمالا وعدم تكامل؟

كيف نعرف أننا ناجحون في أدوارنا؟

من خلال الشعور بالرضا النفسي والموازنة في العطاء فلا يمكن للمرء النجاح في قسم و هو لا يجيد الاخر

3-تحديد الأهداف :
للمساعدة: مالأمر الهام الذي أريد انجازه في كل دور لهذه السنة؟
سأضع لكم خطتي في الأدوار التي أعيشها وكل منكم يضع خطته حسب دوره الذي يعيشه^ـ^:
فرد من العائلة:
-تلبية طلبات والدي
-اعداد 3 أطباق في الأسبوع لأسرتي بحيث تكون أطباقا شهية
-الاستماع إلى مشاكل إخوتي و السعي في حلها

عابدة:
-مراجعة 10 صفحات من القرآن يوميا
-صلاة ركعة وتر كل يوم
-المواظبة على أذكار الصباح و المساء

طالبة:
-المذاكرة أولا بأول
-حل الواجبات بلا تقصير

صديقة:
-الاستماع إلى مشاكلهن وإيجاد الحل المناسب
-القيام بحفلة مفاجئة لهن
-زيارتهن زيارة خفيفة مرة كل شهر


يتبع خطوات ترتيب الحياة:
4- صياغة الأهداف وترتيبها أولويا بالطريقة المناسبة ووضع الأمور الهامة في الأسبوع الأول

سأتوقف عند هذا الحد ولنطبق ماقرأناه ونسجله في ورقة و نراجعه لنرى ماحققناه و ليضع كل منكم ماحققه وما سيحققه حتى و إن تقاعس فنحن سنعين بعضنا حتى نصل إلى الأفضل وفي كل أسبوع سأضع فصلا جديداً بإذن الله
بانتظار الرود المشجعة ^ــ^