التهبت جمرة صغيرة داخل نظراته التي أخذت تستطيل في غضبها وهي تصوب السنة اللهب لتنفث حروفها شراراً صوب وجهه الذي ظل يبتسم بشيطانية:


" أهذا ما وعدتني به؟! "

" قلت بأنك ستجعل مني شخصاً قوياً "

" لا سفاحاً يسفك الدماء "

- قال هذا بينما كان ينظر إلى الجسد الممدد على الأرض و قد تشكلت بركة حمراء رطبة تحت رأس الرجل -


وقبل أن يجد الحرف الأخير ملاذه أخذت روحه الثائرة تعبر عن ضحكة شيطانية متفاوتة النغمات تحاكي انفراج ملامحه المتحاذقة بنظرة تباهي لا مثيل لها ليقول بتهكم:


" أحمق لكي تكون قوياً عليك القاء هذه العواطف ودثرها"

"انت في 14 لا تتصرف و كأنك طفل صغير"


سكت قبل أن يضيف :

" اسمع يافتى "
" هناك اشخاص لا يستحقون الحياة فم المانع من جعل كواهلهم ورقابهم سلالم نصعد عليها للحصول على القوة؟ "


زفر بإحباط :

" ما كان علي اخذ لقيط متملص مثلك معي"

" هناك الكثير مما علي تعليمك اياه .. ستعرف كل شيء فيما بعد "



لم يستطع كبح دواخله من ان ترتعش من وقع الاثارة بمجرد التكهن بطيف الفكرة التي تسبح في بواطن عقله المخبول


استدار ذلك الرجل ذو العين الواحدة واتجه نحو سرداب مظلم بعد أن ركل الجسد بغلظة ليبعده عن طريقه وسار ذلك الفتى خلفه نحو مصيره المجهول

***

(بعد 10 سنوات)



حرك الكأس حركة دائرية قبل أن يرتشف منها رشفة أخيرة

وبجانبه بعض الرجال الذين يلعبون القمار ويشربون النبيذ ..

كانت أصواتهم تعلوا كل دقيقه وهم يرمون بتلك الاوراق المالية ويسحبون بعض البطاقات ..

نظر إليهم نظره مخيفه وصاح عليهم :




- كفى أيها الفئران , هل تريدون من الشرطة إكتشاف مخبئنا .؟!

وجهوا نظرهم اليه ثم قالوا بصوت واحد مضطرب

- آسفون يا نائب الرئيس


زفر بغضب زفرة أفرغ فيه شؤم كل تلك الذكريات ليندب حظه العاثر الذي أوقعه في شراك الجريمة

***

في ليلة ظلماء

لم يستطع (...) النوم ..

فطيف ذاك الرجل ما زال يلاحقه منذ عشر سنين خلت.

منظره وهو يستجدي ويتوسل إليه مقبّلا قدميه بكل ذل وخنوع ..

صوت صرخاته اللي تداخلت مع صوت رئيسه آمرا إياه باطلاق الرصاص ..

تذكر لحظات تردده التي كادت أن تنتهي بالرفض لولا أن أحس بشيء معدني يلامس رأسه ..

هنا أيقن أنه لا مفر .. فإما أن يطلق هو على الرجل أو أن يطلق رئيسه عليه ..

***

خرج يتسكع في الظلمة وحيدا ليبدد تلك الخيالات عن رأسه ..

لكنه أحس بأحد ما يمشي خلفه ..

تلفت خلسة ليرى وجه ذاك الرجل :

| لا يعقل !! من أين أتى ؟ وكيف بعث من قبره ؟!

أحس برأسه يدور وأنفاسه أخذت تتسارع كما خطواته ..

تسلل إلى ملهى ليلي ليختلط بجموع الناس ويتسنى له الهرب ..

لكن الرجل توجه لنفس وجهته ....


***

جلس على كرسي منزوٍ و أشار إلى النادل ليطلب صحيفة و علبة سجائر


وضع السجارة في فمه ومن ثم أخرج ولاعة كانت بجيبه و أشعل بها عقب السيجار ثم غطى وجهه بالصحيفة


***


أخذ يسترق النظر بين الفينة و الأخرى ولكن الرجل لم يبرح مكانه


ازدادت خفقات قلبه و عيناه جحوظاً

تصفد جبينه عرقاً .. حاول قدر الامكان السيطرة على أعصابه


أدار الرجل وجهه للجهة الأخرى

فكانت فرصته ليلوذ بالفرار متجهاً نحو الشارع

لفح الهواء البارد وجهه و لكن البرودة التي تسللت إليه نتيجة الخوف كانت المهيمنة

شد على نفسه معطفه في محاولة السيطرة على ارتعاد فرائضه وطقطقة أسنانه


أوقف سيارة أجرة ودخلها بسرعة وصاح في سائقها:

اذهب إلى ...

(أراد أن يقول إلى أبعد مكان من هنا لكنه خشي إثارة شكوك السائق)

إذهب إلى:

(وذكر اسم حي بعيد للغاية)

***

ابتعد مسافة كافية عن ذلك الملهى أسند رأسه للمقعد وتنهد بارتياح

***

نزل إلى الشارع


فأخذ راسه يترنح بثقل اثر زيادة تجمد الدماء داخل كل عرق به وبوجهه الذي بهتت ملامحه تماما:


- مستحيل أنا واثق بأني قد قتلته


ردد ذلك كالمنوم مغناطيسياً بينما ومضت دمعة في غور نظراته التي خفقت بقوة واضطراب:


هاهو الله يعاقبني بما فعلت


غطى وجهه بكلتا يديه فانحدرت دمعة منهما:

- كنت مكرها

- نعم كنت مكرها



دارت معالم المكان في وجهه

شعر وكأن سحابة سوداء تهبط على عينيه قليلاً قليلاً حتى غاب عن نظره كل شيء فسقط من مكانه لا يشعر بشيء مما

حوله


..~




لم يستفق حتى انتصف الليل فتح عينيه

ليلمح طيف فتاة قائمة على رأسه وقد كشف ضوء القمر المتسلل من النافذة جزءاً من ملامحها


قام من مكانه فزعاً:

أين أنا؟؟

اقتربت منه لتطوق كفيه المرتعشين بيديها الدافئتين وقال بنبرة تتوهج حناناً:


لا تقلق أنت في بيتنا
حملك والدي إلى هنا
هل أنت على مايرام؟



تنهد فخرجت من فمه سحابة بخار :
اجل انا بخير
دار بوجهه لتفحص معالم المكان
- انا آسفة لم أرد ازعاجك لذا اطفأت الشمعة
سأشعلها حالاً


كان صوتها كعزف ناي شجي تغلغل الى اعماق روحه


- شكراً انا مدين لك

ابتسمت بخجل :


عليك أن تشكر والدي هو من أتى بك

سكتت هنيهة قبل أن تضيف:


خرج لاحضار شيء للعشاء



سمعا صوت صرير الباب
- يبدو أنه وصل



التفت نحو الأقدام التي كانت تسير نحوهما وقد غطت الظلال صاحبها لتنكشف شيئا فشيئاً فتجحظ عينه وتنحبس الكلمات في فمه



إحم إحم

ومن هنا أطلقوا الابداع لأقلامكم و اكتبوا حتى تملوا و اجعلوا الأحداث قمممممة في الحماس

ولا بأس بحشر " بنوتة جميلة وبعض البطيخ " في القصة
.gif" border="0" alt="" title="0" class="inlineimg" />

" ما وضع بالاقتباس لستم ملزمين فيه و لكن لا أستطيع كتابة شيء دون بنوتة ظريفة

لذا حشرتها هنا + سأراقب سير الفعالية بصمت و أتطلع لابداعكم "