:-سرقة في المكتبة-:-قصة قصيرة-

[ منتدى قلم الأعضاء ]


النتائج 1 إلى 15 من 15

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    الصورة الرمزية ساعة التخدير

    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    المـشـــاركــات
    2,373
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي :-سرقة في المكتبة-:-قصة قصيرة-



    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين،،،


    سرقة في المكتبة



    أغلق صاحب المكتبة المطلة على شارع الزهور مكتبته بعد يوم قضاه وسط أرفف وأكوام الكتب ،أدار الرجل -الذي يدعى جمال- المفتاح في القفل بعد أن أغلق الأنوار وتأكد من أن كل شيء مغلق.
    ووضع كفيه خلف ظهره وهو يمشي في الشارع الخالي تقريباً من المارة مع صوت صفير الرياح التي تحمل معها الأوراق وما خلفه المارة، كاد أن يغلق عينيه من شدة الرغبة في
    النوم، حدث نفسه يبدو أنه كبر في سن جداً
    وبينما هو يمشي إذ أضيأت أنوار المكتبة من خلفه ورأى ظله منعكساً على رصيف الشارع
    اتسعت حدقتا الرجل وهو ينظر إلى مكتبته وقال:
    أنا متأكد من أنني أغلقته!.
    أدار عيناه وهو ينظر لظل رجل داخل المكتبة ابتلع ريقه بصعوبة يبدو أن أحدهم قد دخل ليسرق، فكر الرجل لم يحدث له هذا الأمر منذ 40 سنة منذ فتح المكتبة فالكتب في الداخلة
    غنية بما تحمل رخيصة الثمن .
    انتزع نفسه من أفكاره وتوجه إلى ناحية الباب الخلفي وحمل أنبوبًا معدنيًا من العمارة قيد الإنشاء التي بجانب مكتبته
    أدار الرجل المفتاح في القفل بصعوبة ويده ترتعش لقد كان جمال كهلاً في الرابعة والستين من العمر يرتدي نظارةً دائرية أهداها له والده منذ أكثر من عشرين عاماً.
    تسلل جمال ببطء متسلحاً بظلمة الليل وفي يده ذاك الأنبوب المعدني
    كما توقع جمال فقد سمع صوتًا عند آلة المحاسبة، فكر في نفسه الغلة لم تكن جيدة طيلة هذا الشهر ولكن السرقة سرقة لم يرد أن يستدعي الشرطة
    لأمر بسيط ويقلق سكون الليل وصريره.
    توجه الرجل بخفة إلى حيث اللص الذي كان يخفي جسده بمعطف أسود بطوله ووجهه يختفي في الظلام حاول أن لا يصدر صوتاً و رفع الرجل الأنبوب ولكن اللص انتبه في اللحظة
    الأخيرة فحرك رأسه بحركة سريعة متجنباً الضربة التي أودعها جمال كل قوته أو ما تبقى
    من قوته.
    أسرع الرجل بقبضة كالصاعقة هوت على ظهر الشيخ الكبير.
    ألجمت الضربة الشيخ واستغل اللص ذلك فحمل الأنبوب الذي كان بحوزة الشيخ وضرب به الآلة فحطمها وجمع المال وخرج مسرعاً.
    قام جمال وهو يجاهد آلامه و حمل الأنبوب الذي كان يحمله الرجل وخرج مسرعاً
    ولكن الرجل كان اختفى...
    في ظلمة الليل...
    ***
    أمسك الشيخ جمال ظهره المقوس وهو يتأوه بآهات قصيرة بين الحين والأخرة
    ونظر إلى رجال الشرطة وإلى المفتش الواقف أمامه وعيناه تنظران نحوه في لا مبالة قال المفتش بنفس اللامبالة:
    إذاً تقول أنك سرقت في منتصف الليل من رجل متوشح بالسواد،نعم هذا الأمر أقرب إلى رواية منه إلى حقيقة فكيف دخل؟
    أدخل المفتش اصبعه في أذنه وهو يقول بنفس اللا مبالة:
    وكم المبلغ؟
    ضاقت حدقتا عين جمال وهو يقول:
    حوالي 5000 ريال.
    سأل الأول مجددًا:
    وماهي أوصافه، شكله،طوله؟
    فكر الكهل وهو مقطب الجبين وقال ببطء:
    كان طويلاً ،ضخماً بمثل هيأتك أنت ورجالك
    عاد المفتش قائلاً:
    وهل تعرف شيئاً آخر يفيد في القضية؟
    قال جمال بتردد:
    أعتقد أنه لدي بعض الأدلة كبصماته على الأنبوب.
    ارتفع حاجبا المفتش حتى كادا يلامسان شعر رأسه وبدا أنه استيقظ من لا مبالاته وقال
    بسرعة:
    وأين هذا الأنبوب؟!
    توجه جمال بخطوات ثقيلة أسفل المصباح المستدير في الأعلى والذي صنع بقعة ضوء كبيرة
    هو وإخوته على شكل صف.
    رفع الكهل الأنبوب بحذر وقال:
    هذا هو، يجب علينا أن نفحصـ...
    توقف الرجل بغتة بعد أن أمسك المفتش بالأنبوب من أوله إلى آخره وهو يفحصه
    قال جمال بغضب هادر:
    مالذي فعلته؟
    ثم ما لبث أن ابتسم وقال:
    هناك دليل آخر
    أسرع المفتش يسأل:
    وما هو؟
    أشار الرجل إلى أحد الأركان المظلمة بجوار مكتبه وهو يحث الخطا إليه وقال:
    هنا آلة تصوير لم ينتبه إليها السارق
    ثم اتسعت ابتسامته وهو يقول:
    وصورت كل شيء.
    أسرع المفتش ينكفئ على آلة التصوير وهو يتفحصها ثم أخذها وضغط زر العرض
    ثم ما لبث أن صاح بصوت هادر:
    أتمزح معنا يا رجل الشريط فارغ !!.
    اغمض جمال عينيهوهو يخفض رأسه مبتسماً ثم لم يلبث أن رفعه وقال:
    ومن يهتم بآلة التصوير ولدينا هذه...
    وأخرج بطاقة من جيبه وهو يستطرد:
    بطاقتك ! نعم بطاقتك أنت أيها المفتش.
    أسرع المفتش يتفحص جيوبه وهو يتمتم:
    مستحيل ! أنا متأكد أنني لم أخذها معي !
    ثم اتسعت عيناه بعد أن تنبه أنه فضح نفسه.
    قال جمال:
    نعم أنت هو السارق...
    ونادى على الشرطة:
    اقبضوا عليه !.
    أسرع رجال الشرطة يقبضون على المفتش ويحيطونه.
    حاول المفتش أن يقاوم ولكنه لم يستطع قال وهو يكاد يبكي من الغيظ:
    وكيف حصلت عليها أنا متأكد أنني لم آخذها معي عندما أتيت.
    تبسم الرجل وقال:
    هذه فائدة ألعاب الخفة.. لقد أخذتها منك عندما انحيت لتشاهد آلة التصوير
    ما جعلني أشك فيك هو حركة الغريبة مع الأنبوب مع أنك مفتش شرطة ومن المفترض أنك تعرف هذا الأمر.
    قال المفتش وهو يصرخ:
    لا تهمني أنت ولا مكتبتك المهترئة أي شخص يستطيع الدخول والباب مقفل.!
    قال أحد رجال الشرطةمستفسراً :
    صحيح، كيف دخل؟
    لمعت عينا الرجل الكهل في ظفر وقال:
    لم يدخل والباب مغلق فعندما رأيت الأضواء وتوجهت إلى الباب كان مغلقاً وفتحته بمفتاحي...
    الواقع أنه كان مختبئاَ داخل الحمامات منتظراً أن أخرج ولكن ثقته الزائدة أضاعته
    حيث أشعل مصابيح الإنارة وما كان سبب سرقته إلا جشعه الذي أغواه بسرقة مكتبة على
    حد قوله مهترئة!!..

    واستطرد وهو يغمز بعينه اليمنى:
    ولم يعلم أن جمال إبراهيم وراءه !
    ثم ابتسم...
    ابتسامة مفعمة..
    بالنصر...
    تمت بحمد الله.
    التعديل الأخير تم بواسطة ساعة التخدير ; 30-4-2014 الساعة 04:00 PM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...