السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

‏وصية عيد!


جئت مسربلا بأحلام طفل على هذه الأرض الطاهرة، قيدت الحلوى في في أكياس مفقودة،

اختنقت التهنئة قبل أن أحملها في أكفان موت عزيز ،


البيوت تمنيت أن تسعد فوجدتها باكية كالمطر، يداري أهله إذا ما نضب الأمل، على مايبدو جئت أعزيهم، بل أعزي صبري،

إني أتحدث عن
غزة، عن عزة واقفة لا يصيبها الموت !


..عينان اغرورقتا بالدمع أسى والقلب أسير أتراحه تترى.


الأشلاء نسجت من بغض أبدي، كرم الظالمين بجرمهم، مأتم كبير و الفرح موؤود ارتحل خجلا مني !

الأرواح التي صعدت استراحت ،رقت إلى السماء ولم تأنس بقدومي،

لن تعود لتلقي علي تحية أخيرة أحيا بها، ومن
يعود من الجنة ؟


وإن كانت جنة الدنيا عند النضال اسمها غزة !


فاض بي الشجن، لم أستطيع مجاراة أحد في الصمت المكظوم ، صرخت صرخة عبرت بها المدى كله، ولست مضطرا أن أخبركم أن صرختي بكماء، فلقد كان جبروت الصمت أغلى حنجرة مني !


هل يخطر ببالكم أني قررت أن أتنفس في أرض أخرى ولم أقوى الفرح؟


لن أخبركم السبب فلا يحتاج إلى حديث أبكم آخر أيضا !


لست وحدي فغزة ملأت الفؤاد والبصر، عدت أراها في يقظتي وأحلامي، وفي غدي وأمسي و ما لا علم لي به،

ومن ينسى تاريخا يغزل بالدم من نبض أهله وإبائهم ومن دعاء إخوانهم من نسيانهم وسهوهم،

ومن ابتهالاتهم، من غصة أنبتت حرقة في يوم عيد، من عقيدة خالدة تجمعهم، توحدهم حينما تذكر غزة !



ومن صمت بعضهم العظيم !


وهل يوجد أعظم من الصمت شيئًا ليفعلوه ؟!


يا غزة الأبية تجلدي، كيف أدعوك لهذا والفقد فيك لايغيب، من المؤكد أن عجزنا لا ينفعنا فيه جلد، ولا الصبر عليه يجدي، ولك أن تفخري بعرائس الشهادة في أرضك، لك أن تصفينا بماشئت فماعاد إحساسنا ينطق، ماعدنا أحياء في الحقيقة، وأي ذل يستطيع أن يحيا به مؤمن ؟!

آه ياغزة يقولون أني قد جئت في الإعلام المغلوب على أمره مثلهم، يتبادلون رسائل التهنئة، وددت لو أنهم هنؤوا العالم بك، بجراحك وشهدائك، بصمودك وعزتك، بنصرك إني أراه قريبا !


أدرك أن قذائف الموت لا تأبه بي كثيرا، فهي دؤوب الحصاد المر، بئس أصحابها، إلى الجحيم مسعاهم، حسبوا أن لهم شيئا من النصر، هو منهم في عافية، بعدوا جميعا، عليهم اللعنات ما أصابت رحمة الله شهيد !

أرى الجرحى هنا عيدهم ألم غلف بحقد يهود لم يجدوا ماهو أفضل منه!

تدركين أنه لاذمة لهم ياغزة فتجلدي، لست وحدك فتجلدي، لن أطلبك أمرا آخر، وإنه عند الفقد لعظيم !