شكرًا لكم لجنة التحكيم الكريمة على جهودكم، بارك الله فيكم!

أدرس جيدا للاختبار وأبذل قصارى جهدي، ولكن في يوم الاختبار تبدأ معدتي تؤلمني ويبدأ قلبي ينبض بشدة ولا أستطيع استيعاب شيء وأحيانا أبدأ بالبكاء من شدة الخوف.. ماذا أفعل؟
التوتر قبل الاختبارات وأثناءها أمر طبيعي، لكن ما تصفه الطالبة يتجاوز التوتر الطبيعي إلى مرحلة قد تسمى بالرهاب. الاختبارات مهمة، هذا صحيح، لكنها ليست نهاية العالم، ولا هي شيء نمر به اليوم فحسب، بل ربما يمر المرء بمئات الاختبارات في حياته الدراسية، والمرور بألم المعدة والبكاء من شدة الخوف متعب نفسيا، ولا فائدة منه حقيقة في الاختبار.

ربما تجد الطالبة أنها بعد الاختبار حققت نتيجةً ممتازةً، وهذا قد يخفف توترها في الاختبارات القادمة، لكنه لن يفيدها الآن، لذا سأحاول اقتراح ما يخفف التوتر قبل الاختبار.

لا شك أن الإيمان بالله وقدره وتسليم الأمر إليه سبحانه والرضا بقضائه وقدره عامل مهم في طمأنة قلب المؤمن وإراحته. وإدراكنا أن الله قد كتب لنا أقدارنا سيجعلنا إن شاء الله أقل توترًا أمام هذه المواقف التي قد يكون أكثر ما يزعجنا فيها هو جهلنا بما ستسفر عنه من نتائج.

مراجعة المنهج بعد انتهاء المذاكرة سواءً وحدك أو مع طالبات أخريات ربما يؤدي إلى إشعارك بأن معرفتك بالمادة أفضل بكثير من غيرك، وهذا قد يكون مطمئنًا، لكن انتبهي من الطالبات فائقات الحرص اللواتي قد يذاكرن ما بين السطور مما لا يُسأل عنه أصلًا، فهؤلاء يزدن أنفسهن ومن حولهن توترًا على توتر.

الأسئلة السابقة لمعلمة المادة -إن توفرت- ستعطيك فكرة ممتازة عن طريقة الأسئلة وتركيزها، وبإمكانك قراءتها قبل المذاكرة لتخفيف التوتر، وليكون أمامك نموذج ذهني لما سيكون عليه الاختبار حتى لو تغيرت الأسئلة نفسها.

سؤال كاتبة/كاتبات الأسئلة مبكرًا عما سيكون في الاختبار، وعن طريقته سيضيف إليك مزيدا من الراحة إن شاء الله، خاصةً إن عرفت الخطوط العريضة للأسئلة، فمثلًا معرفة أن الأسئلة ستكون مقاليةً أو اختياريةً أو مزيجًا من الاثنين يتيح لك المذاكرة بطريقة ملائمة لأسئلة الاختبار.

تذكري أنه يندر جدًّا بل ينعدم أن يكون اختبار دراسي واحد محدِّدًا لمصير المادة كاملًا، بل درجة المادة تكون موزعةً على أقسام متعددة، وأنت في الغالب ستدخلين الاختبار برصيد من الدرجات من الأقسام الأخرى كالواجبات والمشاركة فحتى لو ضاع عليك سؤال أو اثنين أو أكثر أو أقل فهذا لا يعني -إن شاء الله- رسوبك في المادة ولن يخرب معدلك أخطاء بسيطة كهذه، فمجموع الدرجات -الذي يأتي من جهودك في السنة كاملةً، والذي عملت عليه طوال الفصل الدراسي- سيكون جزءًا كبيرًا من درجتك في المادة وبالتالي من معدلك.

تذكري الاختبارات السابقة التي أنجزت فيها نتائج جيدة، إن كنت قد مررت باختبارات من هذا النوع، أو تذكري أخطاءك في ما سبق من الاختبارات وكيف كان يمكنك اجتنابها بالتركيز في المذاكرة وترك الهواجس المضيعة للوقت.

وفقك الله ووفق كل مختبِر ومختبِرة إلى ما يحبه ويرضاه، ويسّر للجميع الدرجات العلى في الدنيا والآخرة!