لطالما ,.

[غاسا آليرو]

لطالما تهيب هذا الخلد المصاب بمتلازمة اسبرجر أكثر من اللازم فيما يخص العلاقات الاجتماعية،
لن يصدق الآخرون ما تدور به رحاه في رأسه من أفكار،
ما تنشأ من ملاحم ضارية لأحداثٍ تستبعدها قشور أدمغتهم بعد ثوانٍ من وقوعها ..
حساسٌ أكثر من اللازم،
تصرُّ ذاكرته الحمقاء على استبدال ذكرياته بذكرياتهم،
فعاش متمسكًا بكل مايحملُ رائحتهُ كيلا ينتهي به المطاف بنسيانِ نفسه!
على أنه لا يقوى على التقدم خطوةً تجاههم،
تُسمعُ لهُ همهمةٌ في الجوار هي حوارٌ يكملهُ بدونهم إذ لم يلاحظوه أصلًا!
لبقٌ حد الاستماتة،
رغم ما تستشفه عيناهُ من ثغراتهم،
جروحهم،
ظلامهم،
خطوطهم الحمراء والتي تحول بينهم وبين أن يتحولوا لوحوشٍ بدائية ..
متناهٍ في اللطف،
إذ يعلم أنه -وليس كغيره- قادرٌ على الإصابةِ في مقتل بكلمةٍ واحدة ..
يحدثُ وأن يُستفز،
فينتفش كسمكةِ الينفوخ وينكمش مستفزُهُ كحبةِ زبيب،
ثم تدركه رحمة الله فيحتار ليحتال ردًا يثنيه عن عدسةِ القنص،
فينطق بالبلاهةِ مخيبًا ظن خصمهِ حاميًا حقيقته من الانكشاف!