و بينما كنا نتجول بسعادة في أرجاء السيرك استوقفنا متفكه يرتدي أزياء النحاة في العصر القديم ، تقدمنا ببطء نستمع نص ما يتلو فقال :
( كان لبعضهم ولد نحوي يتقعر في كلامه فاعتل أبوه علّة شديدة أشرفمنها على الموت ، فاجتمع عليه أولاده ، وقالوا له : ندعو لك فلاناً أخانا.
قال : لا. إن جاءني قتلني.
فقالوا : نحن نوصيه أن لا يتكلم ، فدعوه ،
فلما دخل عليه قال له : يا أبتِ قل لا إله إلا الله تدخل بها الجنة وتفوز من النار. يا أبتِ والله ما أشغلني عنك إلا فلان ، فإنه دعاني بالأمس، فأهرس وأعدس واستبذج وسكبج وطهبج وأفرج ودجج وأبصل وأمضر ولوزج وافلوزج
فصاح أبوه :
غمضوني ، فقد سبق هذا الابن ملكَ الموت إلى قبض روحي.)
ثم قال :
( كان النحوي , عمر بن عيسى . ماراً في أحد شوارع بغداد , فهاج به مرض المراره , فسقط عن دابته
مغشياً عليه فتجمع عليه بعض الناس, يرشون عليه الماء , ويؤذنون في أذنه , ويعضون إبهامه .
فلما أفاق من غشيته , برم بهم . وقال : مالكم تكأكأتم عليّ كتأكؤكم على ذي جنة ( يقصد اجتمعتم ) افرنقعوا ( أي تفرقوا ) عني .
فقال بعضهم : دعوه . فإن جنيته تتكلم بالهندية) لم يفقهوا نحوه فظنوا كلامه ليس عربيا
ثم أضاف:
( قدم على أبي علقمه النحوي ابن أخ له ، فقال له : ما فعل أبوك؟
قال : مات
قال : وما علته ؟
قال : ورمت قدميه
قال : قل : قدماه
قال : فارتفع الورم إلى ركبتاه
قال: قل : ركبتيه
فقال : دعني يا عم ، فما موت أبي بأشد علي من نحوك هذا )
( ويحكي الأصمعي أنه مر بالسوق فإذا بنحوي اقترب من احد باعة الفاكهة ، فقال النحوي للفاكهي :
بكم تانك البطيختان ، اللتان بجنبهما السفرجلتان ، ومن دونهما الرمانتان ؟ فأجابه الفاكهي :
بضربتان وصفعتان ولكمتان ، فبإيّ الآء ربكما تكذبان .)
(دخل أحد النحويين السوق ليشتري حمارا فقال للبائع :
أريد حماراً لا بالصغير المحتقر ولا بالكبير المشتهر ،إن أقللت علفه صبر ، وإن أكثرت علفه شكر ،
لا يدخل تحت البواري ولا يزاحم بي السواري ، إذا خلا في الطريق تدفق ، وإذا أكثر الزحام ترفق
فقال له البائع : دعني إذا مسخ الله القاضي حماراً بعته لك )
ومرة ( وقع نحوي في كنيف( حفرة )، فجاء كناس ليخرجه ونادى عليه ليعلم أهو حي أم لا؟ فقال النحوي:
اطلب لي حبلا دقيقا ، و شدني شدا وثيقا، واجذبني جذبا رفيقا. فقال الكناس:
(ثكلتني أمي إن أخرجتك منه. )
سالت دموعنا من الضحك ما أظرف طرائف النحاة أكيد هذه الفقرة ستعجب زميلنا بوارو فهو مولع بالنحو وما نحوه ...
وفجأة ماتت البسمة على شفاهنا وتجمدت الدماء في عروقنا عندما وقفنا وجهاً لوجه مع ملك الغاب لا يفصلنا عنه سوى قضبان قفصه
وإذا بمروض الأسد تسوكاشي يرغي و يزبد =___=
تقدمنا منه و سألناه باستغراب :
- ما الأمر يا سيدي تبدو غاضبًا للغاية ~.~
نظر إلينا بغضب و تمتم :
- هذا الأسد الخرف يرفض الانصياع إلى أوامري ، عجزت عن ترويضه
فكرت مع قصاصات ترى ما هو سبب توتره ياترى :
- وجدتهاااا !!
نظر السيد تسوكاشي و قصاصات إلي و تمتما :
- ما الذي وجدته
قهقهت بحماس: عرفت سبب توتر ليثنا .. إنه جائع ليس إلا والحل عند آل مسومس !!
كل مشارك يحضر للأسد وجبة ( يحدده صاحبه ومروضه ) و عندها سيشعر الأسد بالشبع و ينصاع لأوامرك !!
_يتبع_
المفضلات