الدكتاتور !

[يالبى ران]

الدكتاتور!

حينما تسمع هذه الكلمة ..
فلا تذهب بأفكارك بعيدا إلى هتلر وأمثاله ..
فقد تكون أنت المعني !
..
قد ننسب لأنفسنا صفات كثيرة جيدة أو سيئة مثل : أنا عصبي ، أنا مزاجي ، أنا قاسٍ ،أنا طيب ، أنا ديموقراطي ، ولكن أحدا لم يقل عن نفسه يوما:
أنا دكتاتوري !
..
إذا سألتَ جمعًا : من منكم دكتاتوري ؟!
فاعلم أنه آخر شخص قد يفكر في رفع يده ، أو الذي لن يرفعها مطلقا ؛ لأنه يسمي دكتاتوريته حكمة ، وتسلطه رعاية !
..
الدكتاتوري هو الذي إن لم تأخذ بنصيحته رآك عنيدا ، وإن خالفته الرأي رآك أحمقا ، وإن ناقشته في أمور تخصك رآك متمردا !
..
لحظة واحدة ..!!!
أمور تخصك !؟ ما معنى هذه العبارة !
يا لحماقتي ! أردد عبارات أسمعها من ههنا وهاهناك دون التفكير فيها أمن الكفر هي أم من الزندقة !!
أي نفسي ، يجب أن تعلمي أن ليس كل ما يردد البشر يعنينا ..
وليس كل ما يملكونه نملكه ..
وليس كل ادعاء نصدقه.. ولا كل عنوان برّاق نأخذه ..

إن كنت في ظل دكتاتوري ؛ فاعلم أن :
الخصوصية ..
للناس وليست لك !
إنها كلمة محرمة عليك !
لأن الخصوصية = هي التمرد !
أحمقٌ إن كنت تظن أن وجهك أو شعرك أو ثيابك أو عقلك أو قلبك أو بطنك مما يخصك !
..
إن وجهك تحت تصرفه ، هو الذي يقرر ما تضعه من مرطبات أو (ما تضعينه من مساحيق) ومتى وأين ..
شعرك ، هو من يقرر تسريحته وطوله ولونه ، بل ربما عليك أن تراجع مكتبه كل يوم لتعلم ما التسريحة المناسبة لهذا اليوم ..!
ثيابك ، لست أنت من يحدد جمالها من قبحها أو مناسبتها لك شكلا ومقاسا ، وإنما هو من يقرر ما يليق بك وما لا يليق ، وما يعجبه هو تلبسه أنت!
مشاعرك ، تتصرف فيها بكل جرأة ووقاحة دون الرجوع إليه !
وكأنك قد نسيت الاستشارة لأصحاب الخبرات والأصالة .. متى تحزن ومتى تفرح ؟! ومن تحب ومن تكره ؟!
وإياك إن كرهت من يستحق في نظره الحب ، أو فرحت في ما يراه موضع الحزن!
..
أما في الطعام فلا تصدق المثل القائل : كل ما يعجبك !
بل كل ما يعجبه ، وإن طعمته مرّا فاعلم أن الخلل في لسانك !
..
وقبل أن تفكر من ممن تعرفه ينطبق عليه هذا ؛ انظر إلى نفسك فإن رأيت فيها من صفات الدكتاتورية المصبوغة بالحكمة والحنكة ما يئن تحت وطئته آخرون، فاكشف عنها لتراها على حقيقتها ، ثم يكون الخيار لك ...
..

عفوا ..
فاض قلمي ..
ونسيت بأن حرية التعبير محرمة !