أنتِ هكذا جميلة! ... بين الشعر والنثر

[Lumi]

أنتِ جميلةٌ هكذا!

من الذي خدعكِ وأخبركِ أن الجمال يكمنُ في بياض لونِ البشرة ؟! أنتِ هكذا جميلةً!
جميلٌ هو لونكِ الأسمر الداكن الأخاذ ! إنه يذكرني بالشوكولا وأيُ شي أحب إلى قلبي منها؟ أقسمُ أنه يعجبني ! بل ويستهويني !
لا تبالي و لا تغيري من نفسك لتعجبيهم فأنتِ جميلةٌ كما أنتِ ، تلك المساحيقُ والكريمات لن تضيف إلى جمالكِ بل ستمحو ملامحكِ الجميلة !
ستجعل منكِ فتاةً غيرَ التي أعرفها ، تعيسة ، مشغولةٌ بنفسها ومظهرها لدرجةٍ تنسيها ما حولها !
إن سألك أحدهم أخبريه أنه لون سيدنا آدم عليه السلام وأنك فخورةٌ بأن يكون لكِ شبه وإن كان قليلا بأبي البشر ! لا تدعي تعليقاتهم السخيفة تلعب بعقلكِ فأنتِ ولدتِ هكذا لحكمة وهذه إرادة الله فتقبليها ، كما أنك هكذا يا عزيزتي جميلة!



جميلة أنتِ بنقاءِ روحكِ التي بين الضلوع
كظبيٍ تغنى وتملى هنا وهناك بين الزروع
ابتسمي صغيرتي وكففي كل هذي الدموع
فلك ابتسامة لإشراقها تخجل الشمسَ فتأبى الطلوع
أشرقي أيْ بُنيه فهناك في الأفق البعيد فجرٌ يلوح.
..................

لونكِ حبيبتي ليس ذنبًا فلمَ أرَ في عينيكِ الانهزام؟
وجهكِ اجمل ما رأته عيني وما عدتُ أبصر فيه إلا الظلام
أشحُبَ لونكِ أم كثُر وكبُر عليكِ الكلام؟
كوني كما أنتِ وارفعي رأسكِ عاليًا فوق الغمام
تجاهليهم وابنِ فوقَ صرحكِ العالي صروح .
..................

أنتِ لم تأبهي يومًا عزيزتي بكثرة القيل والقال
لم يعجزكِ أبدا إسكاتهم وردُ السؤالِ بالسؤال
أم أن صغيرتنا اليوم أضحتْ سهلة المنال؟
يزعزعُها كل قائلٍ ويلعبُ بعقلها كلُ مقال؟
تمهلي بُنيتي ، لا توافقي كل من يجيءُ أو يروح.
..................

هل أنتِ مخطئةٌ يا ابنتي لأنكِ بتِ وحيدة؟
ما الخطأ في أن تكوني أنتِ؟ أن تكوني فريدة؟
إن كانوا أشقياء فما ذنبكِ ؟ أنتِ بهذا الحالِ سعيدة
عودي كما عرفتكِ وعيشي بالرضا سنينَ مديدة
تناسي كل همٍ فقد أفلَ يا عزيزتي اليوم عهدُ الجروح.