نبض الروح
إنما أنتِ قطعة من القلب يا أمي!
أنتِ حياة الفؤاد، ونبض الروح، ولكن؛ أين أنتِ يا أمي؟
قد غِبْتِ تحت التراب! غِبْتِ وتركتِ خلفكِ قلوبًا الأسى يقتلها، والحنين يمزقها
ربما تكونين في ظلام الثرى لا تَرَيْنَ للشمس ضياءً، ولا للقمر نورًا
ولكننا في حياتنا ومباهجها لا نرى الضياء ولا نشعر بجمال النور
فأنتِ الضياء والنور يا أمي، ونحن من دونكِ في ظلام مستمر
ولو وقفنا تحت ألف شمس وألف قمر
اسمكِ، وهمسُنا بحروفه، بلسم يغطي الجراح، لأنكِ مصدر الحنان والأمان
ولكن اسمكِ، وهمسُنا بحروفه، يفجِّر كل الجراح الدامية في أعماق الأفئدة الجريحة
ذلك لأننا نذكركِ، فينتفض الدمع ليسيل غزيرًا
وربما نَصُدُّه، فَيَرْتَدُّ نيرانًا كاوية في الوجدان الأليم
والقلبُ؛ يهواكِ يا أمي، نبضاته تهتف باسمكِ الوضاءِ
كل ليلةٍ أذكركِ قبل منامي، فيرتجف كياني أَلَمًا، وتَغُصُّ كلماتي كَمَدًا
قد افتقدتكِ يا أماهُ أمدًا، وأنتِ غائبة عن عيني الحزينة أبدًا
ليتني مكانكِ تحت الثرى، فلا يوجد قلبٌ أجمل من قلبكِ الطيب في الورى
اسمكِ؛ يا حياة الروحِ؛ همسٌ رائعٌ سرى
سرى ليستيقظ الجسم من نومه، باكيًا إليكِ...
إذ جافاه الكرى.
الأستاذ عمر قزيحة
22_ 4_ 2018
المفضلات