لا أريده ككلِ خريف!

[ منتدى قلم الأعضاء ]


النتائج 1 إلى 4 من 4

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    الصورة الرمزية Lumi

    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    المـشـــاركــات
    143
    الــــدولــــــــة
    السودان
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي لا أريده ككلِ خريف!



    توفيت قبل عدة أيام خمسُ فتياتٍ غرقًا في طريقهنّ إلى المدرسة.
    قد تبدو الجملة السابقة غريبة أكثر من كونها محزنه ، كيف لفتياتٍ أن يغرقنّ في طريقهنّ إلى المدرسة؟
    لا تبدؤو بتوجيه أصابع الإتهام إليهنّ ، فذنبهنّ الوحيد هو كان الذهاب إلى المدرسة لطلب العلم وهو حقهنّ.
    القضية أصبحت محيرةً قليلًا الآن لكن حين تُفك طلاسمها لن يصبح المتلقي حزينًا فقط ، بل سيعتريه الكثير من الـ... ، لن أكمل ... سأدعكم تعيشون القصة.
    كانت الفتيات الخمس يعشنّ في قرية بعيدة وكان الطريق إلى المدرسة خطرا لذا تعين عليهنّ وعلى طلابٍ آخرين ركوب القارب والإلتفاف به للوصول إلى المدرسة.
    وككلِ فصل خريفٍ يمر علينا ، نحن ... من لا يتعظ أبدا وكأنه أول خريفٍ يمرُ علينا مُذ ولد ، كأنه لا يعلمُ شيئا عن المطر ، عن النهرالذي سمعنا أنه "يمكن" أن يفيض فيغرق الضرع والنسل ، لم نُعد له عُدته.
    هل فكر واليهم المحترم يا ترى أنه كان يجدر به تعبيد الطرق أم أنه سيترك هذه المهمة للأمطار والفيضانات؟
    ما الذي سيقوله لأهالي الاثنين وعشرين فقيدا ؟
    مهلا! ألم تقولي للتو خمسة فتيات؟ أعتقد أن البعض يتساءل ولكن يؤسفني أن أخبركم أنه لم يكن خطأ مطبعيًا ... لقد غرق 22 طفلا من أهالي القرية!
    توفي من بعض العائلات اثنان أو ثلاثة من ابنائها وإن فكرتم في الأمر مليا ستجدون الأمر أفظع من ذلك ، فكروا قليلا ... ماذا إن كانت تلك الأم أختًا لأب فقد طفليه ببساطة هي لم تفقد خمسا في هذه الحالة بل سبعا والأب فقد سبعًا كذلك!
    ونظرًا لأننا نتكلم عن قرية صغيرة فعلى الأغلب أن سكانها ذوي علاقة وطيدة ببعضهم فحتى لو لم يكن الدم جزءا من تلك العلاقة فهو لا يغير حقيقة أن جميع الأطفال هنا هم فقد لكل القرية.
    الأطفال هم مستقبلنا لكنهم للأسف أول من يُشرد ، أول من يُجوع وأول من ينتهي به المطاف ضحيةً لهم ، لتلك الذئاب المسعورة التي تمنعهم حقهم وتحرمهم مالهم.
    لم أعزهم حتى في محنتهم هذه ، بأي حقٍ أفعل ذلك؟ أنا مجرد شيطانٍ أخرسَ آخر يفضل إبقاء فمه مغلقا لئلا يتهم بالخيانة!
    وأي خيانةٍ أكبر من أن نسكت عن الحق؟ لقد ائتُمنا على هذه الأرض فماذا فعلنا بها؟ لقد شُرد أهلها فسكتنا! جُوع أهلها فصمتنا! قُسمت فخرسنا كأن لم ننطق قبلها ولا بعد!
    واليوم ... اليوم نفقد أرواحًا طيبةً طاهرة ذنبها الوحيد هو جُبننا نحن!
    ولكن ما هي النتيجة؟ بالتأكيد المزيد من الصمت ... نحن لا نزال نطعنُ ظل ذلك الفيل ، نطعنه بقوة ولكن بلا فائدة ... لا يوجد فيلٌ في هذا العالم يموتُ بطعن ظله فيما أعلم!
    لنحسن من أنفسنا ، فلنتحل بالقوة والأيمان ولنحرص نحن جميعا على أن نجعل الخريف القادم ربيعًا فأنا لا أريده أن يمضي ... ككلِ خريف.




  2. 9 أعضاء شكروا Lumi على هذا الموضوع المفيد:


المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...