حيــــــــــــــــاكم الله جميعا وهيــا بنا لنجدد اللقاء .. ومع مرحلة جديدة من دورتنا المتواضعة ..


وفيما يلي نكمل آليات النجاح في حفظ القرآن الكريم :-


2- قوة الإيمان والاعتقاد بأنك ستنجح:

هذه القوة يجب أن



تكون جازمة، راسخة،لا تهتز،ولا يعتريها أدنى ريب.

وأضرب لكم مثلاً: زرت أخاً لي فأردت أن أشرب،فملأ كأس ماء ثم قال لولده: " إعط هذا الكأس لعمَّك ،ولا تسكب الماء"!!،ولأن هذه العبارة هزَّت ثقة الولد بنفسه فقد سكب الماء!!!

هناك تحليل آخر لهذه العبارة وهو أن العقل اللاواعي لا يحب كلمة ((لا)) بل يحفظ الكلمة التي تليها . فإذا قلت لكم لا تفكِّروا في حصان لونه أسود،فإنكم لابد –بعقلكم اللا واعي- ستفكرون في حصان لونه اسود!!!!




3- الاستراتيجية:

هذه الكلمة تعني الخطة الصحيحة ذات الخطوات المنطقية



.

وهي نوعان:
أ-الاستراتيجية قصيرة المدى
ب- الاستراتيجية بعيدة المدى .
ما الفرق بينهما؟
إن الاستراتيجية قصيرة المدى هي التي يبدأ تحقيقها من ((الآن)) ،فأول خطوة منها تبدأ الآن !!فلكي تحفظ القرآن الكريم عليك (الآن) أن تشتري مصحفاً ذا شكل جذاب ومريح للعين،وأن تشتري كتاباً به أفكار عن كيفية الحفظ بسهولة،و تتصل بأخ لك يشجعك على الحفظ،وان تتصل بحلقة قرآنية لتسجل اسمك بها،أو تبحث عن شيخ مناسب تقوم بالتسميع له...وكل هذا لا يحتمل التأجيل.
أما الاستراتيجية بعيدة المدى فهي التي يمتد تنفيذها إلى عشر سنوات، مثل أن تكتب: خلال سنة يجب أن أكون قد ختمت خمسة أجزاء من القرآن .
وهناك مقولة تقول إن الذين يحدِّدون أهادافهم يحققون 30% منها،أما الذين يكتبون أهدافهم فيحققون 90% منها .
ولعل هذا سببه أن الكتابة ترسِّخ المعلومة من خلال الأصابع التي تنقلها إلى الأعصاب،ومنها لى العقل،فترسخ.

ولقد اجروا دراسة في الجامعة الأمريكية فسألوا عينة من الطلاب: " من حدد أهدافه في الحياة وهي لديه مكتوبة؟" (وبمعنى آخر: من كتب ما يريد تحقيقه في حياته؟)وكانت النتيجة أن ثلاثة من الطلاب فقط هم الذين كتبوا أهدافهم....وبعد 20 سنة بحثوا عن نفس الطلاب عينة الدراسة ،فوجدوا أن هؤلاء الثلاثة الذين كتبوا أهدافهم هم الذين يملكون أموالاً أكثر من بقية الطلاب!!!!.
فإذا أردت ان تدخل قاعة بابها مغلق بالمفتاح،فلديك طريقتان: إما أن تكسر الباب،وإما أن تبحث عن المفتاح لدى المختصين...هذا المفتاح له مواصفات معينة ،وسنونه لها تعريجات معينة حتى يفتح هذا الباب بالذات!
،هذه الخطة أو الاستراتيجية هي المفتاح المطلوب لتحقيق الهدف.
أما كسر الباب فيعني الدخول بدون خطة ،وهذا هو حال من يحفظ القرآن وينسى،أو يحفظه بدون تركيز،أو يعجز عن مواصلة الحفظ...إلخ.




4- وضوح القِيَم والأخلاقيات والمبادىء:

ما هي أخلاقيات ومبادىء وقيم المشروع؟
إن القيم والمبادىء الخاصة بمشروع مصنع أكواب هي ألا نقلِّد منتج لمصنع آخر ونضع عليه اسمنا،وألا نقترض من بنك رِبَوي،وأن نتقن صناعة الأكواب،وان نكون صادقين في مواعيد التسليم..وهكذا.
و مشروع حفظ القرآن أيضاً له قِيَم مثل:
إخلاص النية لله تعالى ،
والتقوى،
والإيثار،
وصدق الأُخوة في الله،
والعمل بما نحفظ،
والاستعانة بالله تعالى ،
وعدم الغرور أو التكبُّر...وهكذا.
وبقدر ما تنقص القِيَم في حياتنا بقدر ما ينقص النجاح !!!!



5- الطاقة:
وهي الصبر والتحمُّل والثَبات،والجَلَد ،وهي تنقسم إلى



نوعين: بدنية ،ونفسية.

فيجب على من أراد حفظ القرآن أن يستيقظ قبل الفجر ليحفظ(وهو أفضل الأوقات)، أو يبدأ بعد الفجر( وهو ثاني أفضل الأوقات
ومن أجل هذا يجب أن ينام مبكِّراً،فنجده يضغط على نفسه كي يتمكن من النوم مبكراً، وسبحان الله إن الطاقة لها تأثير كبير في تيسير حفظ القرآن الكريم .
فكيف نولِّد الطاقة ،وكيف نزيدها؟
من خلال:
*وضوح الهدف من الحِفظ(كأن يحفظك الله بالقرآن،أو يبارك لك في دنياك وآخرتك...إلخ)
*استحضار الثواب والأجر في الدنيا والآخرة(أن تكون من أهل القرآن الذين هُم أهلُ الله وخاصَّتُه ،وأن كل حرف تتلوه بعشر حسنات،وأن فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله تعالى على خَلقه، وأن كل آية ترفعك درجة في الجنة ،وكل درجة مقدارها كما بين السماء والأرض)
*توليد الشَغف كما ذكرنا من قبل .تخيُّل رضوان الله عليك وأنك حين تقرأ القرآن فإن الله تعالى يكلِّمك.
* الارتباط الروحي والقلبي والجسدي بالقرآن الكريم،لذلك يقولون أن مَن حَفِظَ القرآن في طفولته اختلط بلحمه ودمه !!!!
مثال: الشيخ " فتح محمد البَتِّي" شيخ القرَّاء في الباكستان،كان مشلول الوَسَط ،وكفيف البَصر،ولكنه كان يصلي الوِتر بعشرة أجزاء من القرآن كل ليلة !!!!

هذا هو التَوَقان إلى ما عِند الله تعالى .

وانظر إلى طاقة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم حين دخل عليه أحد الصحابة في المسجد فظنَّه شجرة من شدة خشوعه ،وثباته وطول وقوفه،فلما عرفه دخل معه في الصلاة ،فاستفتح البقرة،فقال يركع عند المائة، ثم دخل إلى آل عمران،فقال : يركع عند المائة، فدخل في النساء...يقول هذا الصحابي،فظل النبي يقرأ حتى همَمْتُ بأن آتي شيئاً مُنكَراً( أي أن أدَع الصلاة) !!!
وقالت لي إحدى الأخوات أنها كانت تولِّد الطاقة بأن تستحضر أنها تقرأ على الله تعالى ،وتتذكر يوم القيامة حين يُقال للمؤمن:" إقرأ وارتَقِ ورَتِّل كما كُنتَ ترتل في الدُّنيا،فإنَّ منزلتك عند آخر آية تقرؤها".




6- الارتباط بشخصيات المشروع:
إن شخصيات



مشروعنا هم القرَّاء ،والعلماء والشيوخ،فتجد نفسك متشوِّفاً ومشتاقاً إلى أئمة الحرمين،وإلى الشيخ الحُصري،والشيخ المنشاوي،،فتكون مرتبطاً بهم روحياً ، هؤلاء الذين إذا رآهم الناس ذكَّروهم بالله تعالى من خلال أخلاقهم ولباسهم وتصرُّفاتهم .

هناك أيضاً الارتباط بزملاء المشروع،الذين يشجعونك ويحفِّزونك من خلال اللغة غير المقروءة أو المسموعة ،فهؤلاء يذكِّرونك بالمشروع دون أن يتحدَّثوا.
وتذكَّر أن " يدُ اللهِ مع الجماعة" و" إنَّما يأكل الذِّئبُ مِن الغَنَم القاصية"



7-إجادة وإتقان فن الاتصال:
وهو أمر



مهم جداً ،وكل إنسان لابد له من أن يتصل مع ذاته،(وهو اتصال داخلي)،ومع الغير(وهو اتصال خارجي)...فإذا لم تُجيد فن الاتصال بنوعيه فأنت فاشل!!!!

ولكن
كيف أجيد الاتصال الداخلي؟
من خلال محاولتي لفهم نفسي والإصغاء لما بداخلي ،ومعرفة قدراتي وطاقاتي ومواهبي،ولا ينبغي أن أتصل بنفسي اتصالاً سلبياً فأجلد نفسي بتأنيب الضمير وتوبيخ النفس باستمرار!!
ولكن يجب أن أقوم بإلغاء هذ الرسائل السلبية ،واكلم عقلي اللاواعي بشكل إيجابي،كأن تقول الفتاة لنفسها :" أنا فتاة محترمة ،ومُجِدَّة ،ورائعة، أنا أَمَةُ الله،أنا غالية على الله ،ولولا أنَّ لي شَأنٌ في الحياة لَما خلَقَني الله،إذن يجب أن أعرف هدفي وأكتبه،وأسعى لتحقيقه." وبهذا تُجدد الإبداع داخلك،فإذا جاءتك رسالة سلبية من الغير(أي من الخارج) فلا تستقبلها ،بل اطردها قبل أن تتسلل إلى عقلك اللاواعي ،واجعل عقلك الواعي حارساً يَقِظاً ،فلا يسمح بالدخول إلا للرسائل الإيجابية!!!
وكيف أجيد الاتصال الخارجي؟
إن الاتصال الخارجي فن عجيب ،فينبغي أن أعرف كيف أتواصل مع أساتذتي



وشيوخي وزملائي...فكل من يحتك بنا إما أن يكون :

أعلى مِنِّ منزلة،أو قَدراً أو عُمراً ، أو في مثل منزلتي، أو أدنى مني، وكُلٌ له أسلوب في الاتصال به،ولك أن تقرأ كتاباً في فن الاتصال لعله يعينك...ولكن بشكل عام:حينما أتحدث إلى إنسان ولا أنظر إليه ولا أنظر إلى عينيه،ولا ألاحظ ردود أفعاله على وجهه وحركاته وخلجاته،ولا أتحدث معه بنفس لغته ومستواه العقلي ...فإن هذا الاتصال سيِّء!!!!
ولك أن تتخيل أنه مكتوب على جبين كل إنسان-حتى ولو كان طفلاً- عبارة واضحة ولكن الجميع لا يقرؤنها، هذه العبارة تقول:
" أنا شخصية هامة،فاحتَرِمني"

فإذا احترمتَ الآخرين فإنهم سيحبُّونك،ويحترمونك ويتواصلون معك لأنك قرأت وفهمت ووعيت الرسالة المكتوبة على جبين كل منهم !!!!


إلى هنا تنتهي آليات النجاح السبعة،وهي:
الشغف بالموضوع،وقوة الإيمان والاعتقاد بأنني سأنجح،ووضع الاستراتيجية،ووضوح القيم والمبادىء والأخلاقيات الخاصة بالمشروع،وتوليد الطاقة،والارتباط بشخصيات المشروع،وإجادة فن الاتصال.


مع لقـــاء قريب ومتجدد تذكروا نستقبل ردودكم + أسئلتكم + أقتراحاتكم

" اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئ أعلمه وأستغفرك لما لا اعلمه "