السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


كتب الله لهذه اللغة العظيمة الخلود وذلك بخلود كتاب الله وحفظ الله هذه اللغة بِحفْظه لكتاب الله ويكفي هذه اللغة شرفا أنْ اختار الله هذه اللغة لغة لكلامه وكتابه فما أعظمه من شرف وما أجلّها من مكانة

ولقد تحدّى الله بكتابه فصاحة العرب وأعْجزهم ببيان تلك اللغة وسنتحدث في هذا الموضوع عن :


الإعجاز اللغوي في القرآن


حتى يتسنى لنا فِهْم واكتشاف جواهر تلك اللغة في كتاب ربنا عز وجل



ونبْدأ بقوله تعالى : قال تعالى ( فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا )

جاءت هذه الآيــــات في سياق الحديث عن قصة ذي القرنين وبنائه للسد أمــــــام قوم يأجوج ومأجوج . وفي هذه الآية إعجاز لغوي في أسلوب القرآن : فلقد عبّر القرآن الكريم عن عجز قوم يأجوج ومأجوج عن تسلّق هذا الجدار بقوله: ( فما اسطاعوا أن يظهروه ) وذلك بحذف التاء من الفعل وعبّر عن عجزهم عن هدم الجدار ونقضه بقوله : ( وما استطاعوا له نقبا ) وذلك بإثبات التاء في الفعل


والسؤال : لماذا حذفت التاء في المرة الأولى ( فما اسطاعوا ) وأثبتت في المرة الثانية ( استطاعوا ) ؟



إن حذف حرف من كلمة أو إثباته أمر مقصود لحكمة باهرة يتفق مع السياق والمعنى الذي يقرره … فحذف التاء من الفعل الأول ( اسطاعوا ) يتفق مع المعنى الذي تقرره الآية .. أي ما اسطاع أفراد يأجوج ومأجوج مــــــــن تسلّق جـــــدار السد الأملس ا, وبـــــما أن تسلق الجدار يحتاج إلى خفة ومهارة جاء الفعل ( اسطاعوا ) مساهما في هذه الخفة ومخففا من أحد حروفه .. وفي الفعل الثاني ( استطاعوا له نقبا ) أي لا يستطيعون هدمه ونقضه .. وبما أن فعل الهدم والنقض يحتاج إلى جهد وتحمل ومشقة ويحتاج إلى وقت طويل في عملية الهدم ولهذه الأثقال المادية والزمانية والمكانية التي تقررها الآية جاء الفعل في الآية ( استطاعوا ) مساهما فيها ومشاركا في الثقل التركيبي عن طريق زيادة الحروف.



كانت تلك لمحة سريعة من لمحات الإعجاز اللغوي في القرآن وإلى لقاء آخر قريب بمشيئة الله تعالى


في أمان الله ^^