بسم الله الرحمن الرحيم
وقام السير جون سيمون وزير الدولة البريطاني للشئون الخارجية في شهر مارس من عام 1935 بزيارة هتلر في برلين وأثمرت المحادثات التي أجرياها قيام جبهة ألمانية انجليزية مشتركة ضد الأمن الجماعي . وقدم السير جون بعد عودته إلى لندن تقريرا أعرب فيه عن رضاه عن آراء هتلر إذ قال : ( أوضح الهر هتلر بصورة لا تقبل الشك أن ألمانيا ليست على استعداد لتوقيع ميثاق شرقي يربط ألمانيا بنص على العون المتبادل وليست ألمانيا على استعداد بوجه خاص للاشتراك في ميثاق للعون المتبادل مع روسيا .. وراح الهر هتلر في مناسبة أخرى يؤكد صعوبة تحديد المعتدي في أي نزاع وسئل هتلر عن رأيه فيما إذ قام الفرقاء الآخرون في مثل هذا الميثاق المقترح بتوقيع اتفاق للعون المتبادل بينهم ، فرد بأنه يعتبر هذه الفكرة في منتهى الخطورة ).
وأرغم الضغط الألماني البريطاني الأمريكي المشترك الدول الأوروبية واحدة تلو الأخرى على رفض الاقتراحات السوفيتية لأمن . ولكن الضغط الشعبي أجبر حكومتي فرنسا وتشيكوسلوفاكيا في عام 1935 على توقيع معاهدات لعون المتبادل مع الاتحاد السوفياتي . ولو أن هاتين الحكومتين أخلصتا فيما بعد لهذه الالتزامات لعملت كحاجز أمام العدوان النازي . ولكنهما منذ البداية لم تخلصا للمعاهدات التي عقدتاها مع الاتحاد السوفياتي .
وبذل الاتحاد السوفياتي جهدا مضنيا لإقناع عصبة الأمم بأن تمثل دور الحارس الجماعي للسلام وأن تتخذ الإجراءات الفعالة ضد الاعتداء الذي كان قد بدأ بالفعل ولكن هذه الجهود ضاعت هباء فقد كانت الحكومتان البريطانية والفرنسية اللتان تلعبان الدور الأول في عصبة الأمم مشغولتين بتمهيد الطريق للمعتدين . وهذا هو السبب الذي دفع العصبة لرفض اقتراحات الاتحاد السوفياتي . وإظهار عجزه بصورة متعمدة ، ووصمت العصبة طوال الوقت نفسها بوصمة تشجيعها للعدوان وكان هذا سببا في موتها الحتمي .
ولم يكن في الإمكان أيضا تحقيق وحدة الطبقة العاملة . فقد مزقت القيادات اليمينية في الأحزاب الاشتراكية الديموقراطية في البلاد الرأسمالية الحركات العمالية ورفضت بإصرار جميع العروض الشيوعية لإقامة عمل مشترك ضد الحرب . وقد وقع هذا في وقت كان العمال إبانه يضجون بإصرار مطالبين بالوحدة . وكانت المساعدات التي قدمتها جماعة العمال لأسبانيا الجمهورية نموذجا للتضامن البروليتاري العمالي على الصعيد العالمي . وحارب الوطنيون من أربع وخمسين دولة منهم الشيوعيون الاشتراكيون والكاثوليك وأعضاء الأحزاب البورجوازية الصغيرة والمستقلون جنبا إلى جنب ضد القوى الفاشية في ميادين أسبانيا وكانوا جميعا يعرفون أنه بمحاربتهم لإيطاليا وألمانيا الفاشيتين أنهم يدافعون عن بلادهم أيضا وعن شعوبهم ضد الغزو الامبريالي .
وكان الشعب السوفياتي منسجما مع أهدافه السلمية وهو يقدم الدعم لشعوب الحبشة وأسبانيا والصين .
وترك نضال السوفيات أثرا دوليا ضخما ولكن محاولاته لم تحل دون الشعار الذي رفعته القوات السوفياتية المسلحة والشعب السوفياتي كله الاستعداد الحربي الكامل لدفع العدوان الامبريالي وصده ..
إلى هنا ينتهي الجزء الخاص بالمعتدين وأنصارهم .. وكذلك أطراف الحرب ..ويمكن تلخيص الأطراف إلى ما يلي كما ورد في ويكيبيديا
ملاحظة : هناك من الدول من كانت في ظاهرها مع الحلفاء ولكن في الباطن كانت مع المعتدين
وكما لوحظ مما سبق أن الكتاب يميل لجعل الاتحاد السوفياتي في الصورة الجيدة دائما .. وهذا ليس صحيحا تماما .. لكوننا كمسلمين نعرف ما فعلته روسيا بالشيشان وغيرها من الدول المسلمة والذي يدل على كونها بعيدة كل البعد عما تدعيه من حب للسلام والأمن .. فنحن في نظرهم كمسلمين ليس لنا حرمة دم وإنما تجب إبادتنا حيث كنا .. ولكن الله ناصرنا لا محالة ..
عموما سأحاول مراجعة الأحداث القادمة بمصادر أخرى غير الكتاب بإذن الله وسيكون سردنا لها كأحداث دون الوقوف إلى جانب جهة معينة .. وأعتقد أن الحيادية تجعل الأحداث أكثر متعة .. ولا أظن هناك من يعارض !!
في أمانه تعالى
أخوكم
N E Z A R

رد مع اقتباس

المفضلات