اقترب يوم اليتيم العالمي - يوم المهزلة الكبرى - الجمعة الأولى من إبريل
و اقترب معه يوم الألم العالمي
و قبل أن نبدأ أود توضيح نقطة هامة فيما ستقرؤون هنا
أنا أكبر عدوة ليوم اليتيم هذا
و ربما يصح أن نقول أني أحتقره بحق
ما يوم اليتيم هذا ؟
هل نحصر السعادة في يوم واحد من العام كله ؟
أطفال يعتصرهم الألم و الإهمال و التجاهل و الاحتقار أحياناً من المجتمع من حولهم ، ثم نأتي في يوم واحد خلال العام كله لنقول " نحن نحاول تخفيف الألم عنهم "
ألا يعلم أولئك أنهم ما يفعلون إلا إثماً ؟
ألا يعلمون أنهم يزيدون من آلام أولئك المساكين ؟

لدي سؤال لكل من يذهب لزيارة يتيم مرة واحدة في العام
أو بمعنى أدق ...
في يوم اليتيم
أليس لديك قلب ؟
ألا تحس بهم كما تدعي ؟

ألا تعلمين أن زيارتك لهم في هذا اليوم تزيد من آلامهم و تنكأ جراحهم و تنثر عليها الملح
ما هو شعورك حين تكون لديك مشكلة أو عيب - برأيك - يجعلك مختلفاً عن باقي الخلق ، و تجدين الجميع خصصوا لك يوماً من العام - يوم واحد فقط - يتظاهرون بالتعاطف معك ؟
أجيبيني .. بم ستشعرين حينها ؟
أقلها سترفضين مشاعر الشفقة هذه من الجميع
فما بالك بأطفال و مراهقين ، لا يحتملون مزيداً من الألم ؟
خاصة و هم يعرفون أنهم لن يرونك ثانية

حصلت مرة في زيارة بعض الشباب للأطفال في إحدى دور الأيتام
و فجأة سألهم طفل قائلاً : " لن تأتوا ثانية .. صحيح ؟
الجميع يزوروننا يوم اليتيم و لا تتكرر .. لماذا ؟ "
أجيبوني أنتم ....
أرأيت كم يتألمون ؟
لدرجة أن بعض دور الأيتام تأخذهم بعيداً عن الدار في رحلات لتجنيب الأطفال هذه المشاعر المصطنعة - عفواً - و الكاذبة
لا داعي للتظاهر بالتعاطف معهم يوماً في العام
لم لا يختار المرء داراً للأيتام بعينها و يذهب مرة كل أسبوع أو كل أسبوعين ، و يكون أخاً - أختاً أكبر للأطفال هناك

فكري قبل أن تستجيبي لأي دعوات للتظاهر فيما يسمونه بيوم اليتيم
لأنهم لو كانوا أطفالاً .. فهم شفافون لإدراك أنك تصطنعي العطف و المحبة
و لو كانوا مراهقين .. فأنت تزيدين آلامهم لأنهم يدركون الحقيقة بالفعل

فكر و لا تنكأ جراحهم رجاءاً
و ليست هذه دعوة لكيلا يزورهم أحد
بل هي دعوة - و الله الشاهد و الوكيل - لفتح الزيارة و جعلها دائماً و ليس حصرها في يو م واحد كما هو الحال حالياً
على الأقل لنكون أسرة لكل يتيم
حينها يختفي مصطلح اليتيم من قواميسنا و حياتنا

و الله المستعان

و بالنسبة للأحداث التي ذكرتها لكم ، فتوثيقها كالتالي :
1. الجريدة الدورية الشهرية لجمعية رسالة الخيرية
2. جريدة الأهرام المصرية في أحد أيام الجمعة لا أذكر أيها بالضبط " أظنها آخر جمعة في مارس 2007 "


ملحوظة :
هذا الموضوع كتبته في عدة منتديات لكنني نقحته و زدت عليه مقدمته هنا
أرجو أن يجد له صدى في نفوسكم و تستشعروا ما أردت قوله


تحياتي