" مقدمةُ الدرسِ
علامات الترقيم هي إشارات يضعها الكاتب بين الكلمات والجمل،
فيوضح بها المعنى المقصود من كتابته، ويساعد القارئ على
فهم ما يقرأ بسهولة ويسر، وتكون جزءاً من المادة المكتوبة
لمعرفة أماكن الوقف، كما يكون التنغيم الصوتي في اللهجة المناسبة
فالترقيم مثل التنغيم. فتعال معي للتعرف على أهميتها. تصوّر أنك
سألتَ صديقك عن قلمك فقلت : هل رأيت قلمي ؟ وأجاب الصديق
بدون تنغيم واضح، وقال : نعم . أو لعلّهُ قال : نعم ؟ أو لعلّه قال : نعم ؟!
إنّ إجابة الصديق تحتمل المعاني الثلاثة ما دام التنغيم غير واضح.
فهي تعني الإثبات نعم. وتعني أنّه لم يسمع وأراد إعادة السؤال نعم ؟
وتعني التعجب فهو ليس بحارس، أو أنّه أراد نفي اتهامك بأخذ القلم، فكان جوابه : نعم ؟!
أعتقد أنّ قراءتك لنعم السابقة اختلفت في كل مرّة عن الأخرى،
والسبب في ذلك هو علامة الترقيم. فاحرص على أن تغرس في
ذهنك اعتبار علامة الترقيم جزءاً من الكتابة، ولا تجعلها حلية تُدخِلُها
إنّ موضوع الترقيم يتّصل اتصالاً وثيقاً بالرسم الإملائي،
فكلاهما من أساسيات التعبير الإملائي السليم، فكما كان
المعنى يختلف باختلاف صورة الهمزة في بعض الكلمات
( سنرى ذلك لاحقاً ) ، فكذلك يختلف ويختل - أحياناً – باختلاف علامة الترقيم"
::
المفضلات