:: ما الذي يضمن أن كتب الأحاديث كالبخاري و مسلم و السن لم تحرف على مرِّ العصور؟! ..::

[ منتدى نور على نور ]


النتائج 1 إلى 20 من 26

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    الصورة الرمزية بتــول

    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المـشـــاركــات
    56
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم


    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


    سأل الشيخ عبد الرحمن السحيم - حفظه الله - أحد الإخوة سؤالاً قائلاً فيه :

    بسم الله الرحمن الرحيم
    جزاك الله خيراً على جهدكم شيخنا الجليل ...
    هذه الشبهة مع الأسف لها بين العلمانيين وبعض جهلة العوام صدىً شديد ..
    وهي : ما الذي يضمنُ لنا أن الكتب التي تزعمون أنها كتب الأحاديث كالبخاري ومسلم والسنن الأربعة لم تتناولها أيدي المحرفِّين ودسّ فيها ما ليس منها على مر العصورِ والأزمان المتطاولة .... ؟!


    ---

    و أنا أقرئ كنت أقول : اي و الله كيف؟

    و من ثم أقول : لا العاقل يعرف الحديث الصحيح من المحرف

    و كانت إجابة الشيخ إجابة جعلتني أعرف الحق من الباطل لذا أنزلت هذا الموضوع ليستفيد إخوتي و أحبتي هنا ^__^


    جواب الشيخ كان :

    وجزاك الله خيرا

    قائل هذه المقولة يجهل أو يتجاهل عِدّة أمور :
    أولها : الجهود المذبولة لِحفظ السنة .
    وثانيها : أن الله تكفّل بِحفظ السنة ، كما تكفّل بِحفظ القرآن .
    وثالثها : أن السنة داخلة في عموم الذِّكْر ، وأنها وَحْي ، كما قال عليه الصلاة والسلام : ألا هل عسى رجل يبلغه الحديث عني وهو متكئ على أريكته فيقول : بيننا وبينكم كتاب الله ، فما وجدنا فيه حلالا استحللناه ، وما وجدنا فيه حراما حرمناه ، وإن ما حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم كما حرم الله . رواه الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجه .
    وفي رواية : ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه ، ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه . رواه الإمام أحمد .
    وقديما كُذِب على سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم ، وكان من أغراض الكذّابين تشويه الدِّين ، وتلبيسه على عامة المسلمين ..
    فحفِظ الله دِينه ، وكشَفَ أمر الكذابين .
    قيل لابن المبارك في هذه الأحاديث الموضوعة قال : يعيش لها الجهابذة .

    وأما بخصوص كُتُب السنة ، كالصحيحين والسُّنَن والمسانيد وغيرها من دواوين الإسلام ، فإنها محفوظة ، والذي يضمن أنها لم يدخلها التحريف عِدّة أمور :
    الأول : أن الله تكفّل بِحفظ السنة كما تكفّل بِحفظ القرآن .
    والسنة وحي أوحاه الله إلى رسوله صلى الله عليه وسلم .
    قال تعالى : ( وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى )

    الثاني : أن تلك الكُتُب رُوِيَت بالأسانيد عن مؤلِّفِيها ، فكان كل إمام مُصنِّف له عِدّة رُواة ، فكانت تلك الكُتُب تُروى بالأسانيد ، كما كانت تُكتب وتبلغ الآفاق ، فلو تمّ تحريف بعض نُسَخ تلك الكُتب لكان من المستحيل أن تُحرّف كل نُسَخ الكِتاب في العالَم .

    الثالث : أن تلك الكُتُب كانت تُحفَظ وتُدرَّس ، فلو افترضنا تحريف نُسخَة من تلك الكُتُب لكان الْحَفَظَة بالمرصَاد .

    الرابع : أن العلماء كانوا يُميِّزون بين الصحيح والسقيم ، وكانوا يَنقُدُون المتون كما يَنقُدون الأسانيد .
    فكانوا يُميِّزون بين ما هو اصيل وبين ما هو دَخِيل .

    الخامس : أن أصول تلك الكُتُب موجودة في مكتبات مختلفة الأقطار ، ففي ألمانيا وفي فرنسا وفي بلاد المشرق والمغرب توجد آلاف المخطوطات التي تُثبت صحّة تلك الأصول .
    ولو تمّت المطابقة بين مخطوط له ألف سنة أو أكثر لَما زاد حرفا عن تلك الكُتب التي بأيدينا .

    السادس : أن تلك الكُتُب قد نُقِل أكثر أحاديثها في كُتُب الفقه والتفسير والأصول وغيرها ، بالإضافة إلى وُجود كُتب الشروخ لأغلب تلك الكُتب ، وأكثر نصوص تلك الكُتُب نُقلت أيضا في كُتب الشروح ، بل وضُبِطت نصوص تلك الكُتب وشُرِح غريبها ، في كُتب الشروح ، وفي كُتب غريب الحديث .
    بالإضافة إلى الكُتب التي تم عملها على تلك الكُتب مما يُعرَف بـ " الْمُسْتَخْرَجَات " ، فقد اسْتُخرِجت نصوص الكُتب الأصلية في " الْمُسْتَخْرَجَات " بأسانيد لِصاحب الْمُسْتَخْرَج ، فكأن تلك " الْمُسْتَخْرَجَات " مُستودعات وخزائن لتلك الكُتب .
    ومثلها مُخْتَصَرات تلك الكُتب ، والتي أبْقَت على مُتون تلك الكتب .
    وكذلك الكتب التي جَمَعت بين بعض الكُتُب ، مثل : الجمع بين الصحيحين .
    ومثلها الكُتب التي يَذكر أصحابها روايات الكُتب الأخرى ، مثل : الْمُجاميع والجوامع .
    وعلى سبيل المثال : جامع الأصول لابن الأثير ، فقد جَمَع نصوص الكُتُب التي جَمعها مُبوّبة على الكُتب الفقهية .
    ومثلها : شرح السنة للبغوي ، فإنه يذكر كثيرا بعد ذِكْر الحديث من أخرجه من أصحاب الكُتب خاصة إذا كان الحديث في الصحيحين .
    وكذلك البغوي في السنن الكبرى ، فإنه يصنع مثل ذلك .
    ومثلها الكُتب التي رتّبت بعض الكثتب على غير ترتيبها الأصلي ، فربما رُتّبت بعض الكُتب على المسانيد ، فيأتي من يُرتِّبها على الأبواب الفقهية . والعكس .

    كل ذلك يؤكِّد أن الله تكفّل بِحفظ السنة ، كما تكفّل بِحفظ القرآن ، وأنه يستحيل تحريف نصوص الوحيين .

    والله تعالى أعلم .

    ---

    من يرد الإطلاع على السؤال الذي نقلته فليضغط هنا

    أتمنى من الله العلي القدير أن يفيد كل مطلعٍ على هذا الموضوع

    و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين ..


    أختكم و محبتكم
    بتول

    .. الله ..
    .. الحمد لله ..
    .. سبحان الله ..
    .. لا إله إلا الله ..
    .. لا حول و لا قوة إلا بالله ..
    التعديل الأخير تم بواسطة بتــول ; 24-5-2008 الساعة 08:36 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...