يأنف (1) المريض من أمور عادة لا يأنف منها حال صحته وذلك لتقلب مزاجه وعجزه وقلة تحمله وفي خضم ذلك تختل لديه ملكة الإحساس ببعض الأشياء من حوله فلا يهنأ بلذيذ طعام وحلو شراب ، ولو كان المطعوم عسلا !!

فإه يجد مرارة تجعله لا يستسيغ العسل وينفر منه اشمئزازا !!

ولا ريب أن العلة (2) في جسد المريض وليست في العسل !

وفي الجانب الآخر نجد قلب المريض المتعلق بالشهوات والمنكرات ينفر من عسل العبادة ويستثقل الطاعة ولا يتحمل سماع القرآن رغم أن العبادة لذة وراحة واطمئنان !

والقرآن شفاء ورحمة .. !
إلا أنه لا يجد أي أثر .


وبين المريضين تشابه كبير

فكما أن العلة ليست في العسل بل هي في جوف المريض ، فالعلة ليست في القرآن -حاشا لله- بل إن العلة في القلب البعيد عن الله ، وإلا فاقرأ قول الله تعالى :" وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا " .


وما هذا الخلل في الحكم على ثوابت الأمور إلا لمرض حل به جعله يجد العسل (القرآن) علقما ،والعلقم (الشهوات والمنكرات) عسلا !
فلله ما أنكس هذه القلوب !!

التي جعلت من الحق باطلا ومن الباطل حقا

ومن المعروف منكرا ومن المنكر معروفا

وعندها ... لا يستساغ العسل

فائدة
لو قرئت بضع آيات على واحد من السلف .. لتصبب عرقا وارتعش جسمه وربما أغمي عليه !
ولو قرأ القرآن من الفاتحة للناس على أحد منا .. فالقراءة كعدمها !!



(1) يكره وينفر
(2) سبب المشكلة