القــصـ ( الأولى ) ـــــــة من سلسلة قصص الصالحين

[BULLY_2007]

أما بعد :

فكرة في وضع سلسلة من قصص أولئك الرجال الصالحين الذين يتصفون بصفات
أهل الجنة وهم شخصيات واقعة لا خيالية عاشوا في هذه الدنيا وكان لهم الأثر البالغ
في الحياة لا يطويها التاريخ و لا يتنكر لها إنسان وهذه العبرة لنا كي نتأسى بهم ونقتفي أثارهم ونعمل بإعمالهم فلعلنا نصل إلى ما وصلوا إليه
نتعرض لسيرتهم وبعض مواقفهم الإيمانية في الجهاد و الزهد و الورع و العبادة و العلم و الإنفاق في سبيل الله .... وغيره من المواقف التي تقف عندها مندهشا بمثل هذه المواقف .

وأنا ادعوك لعدم الاندهاش و الاستغراب !!...لماذا ؟؟

لأنهم اتصفوا بصفات أهل الجنة .

و كما قلت في بداية الموضوع فاني سأضع كل فترة قصة من قصص هؤلاء الصالحين تحت عنوان اسمه :

" القــصــــ (...) ـــــة من سلسلة قصص الصالحين "

بإذن الله
و أترككم مع القصة الأوله من هذه السلسلة

وهي بعنوان :

" أبو عبد الله القلانسي . . . و الفيل!! "

وبسم الله نبدأ:

ركب البحر في بعض سياحته فعصفت عليهم الرياح في مركبهم فدعا أهل المركب و تضرعوا ونذرو النذور .

فقالوا لأبي عبد الله : كلنا قد عهدنا الله ونذرنا إذا نجانا الله فانذر وعاهد الله عهدا . قال : أنا متجرد من الدنيا ، مالي و النذر . قال : فألحوا عليه . فقلت : لله علي إن خلصني الله مما أنا فيه ألا أكل لحم الفيل . فقالوا : أيسن هذا النذر ؟ وهل يأكل لحم الفيل احد ؟

فقلت : كذا وقع في سري و أجرى الله على لساني .
وانكسرت السفينة و وقعة في جماعة من أهلها إلى الساحل فبقينا أيام لم نذق ذوقاَ فبينما نحن قعود إذ نحن بولد فيل فأخذوها فذبحوه فأكلوا من لحمها و عرضوا عليا أكلها . فقلت : أنا نذرت و عاهدت الله ألا أكل لحم الفيل .فاعتلوا عليه ""أي ذكروا لي العلة و السبب في انه يجوز لي أكل لعلة الاضطرار "" باني مضطر ولي فسخ العهد الاضطراري ، فأبيت عليهم وثبت على العهد فأكلوا و امتلئوا وناموا .

فبينما هم نيام إذ جاءت الفيلة تطلب ولدها وتتتبع أثاره فلم تزل تشم الرائحة حتى انتهت إلى عظام ولدها فشمتها ثم جاءت وأنا انظر فلم تزل تشم واحداًَ واحداً فكلما شمت من واحد رائحة اللحم دهسته برجلها أو بيدها فقتلته حتى قتلتهم جميعا .
ثم أقبلت إلي فلم تزل تشمني فلم تجد مني رائحة اللحم فأدارت ماخرتها و أمأت فرفعت ذنبها و رجلها فعلمت أنها تريد مني ركوبها فركبتها فاستويت عليها و أمأت إلي أن استوي فاستويت علي شيء وطيئ فسارت بي سيرا عنيفا إلى أن جاءت بي في ليلتي إلى موضع زراعة فأومأت إلي أن انزل فنزلت برجلها حتى نزلت عنها فسارت سيرا اشد من سيرها بي فلما أصبحت رأيت زرعا وسواداً وناسا فحملوني إلى ملكهم وسألني ترجمانه فأخبرته بالقصة وما جرا بالقوم .
فقال : لي تدري كم المسير الذي سارت بك الفيلة ؟ فقلت لا فقال مسيرة ثمانية أيام سارتها بك في ليلا واحدة فلبثت عندهم إلى أن حملت ورجعت .

وقبل نهاية الموضوع أحببت أضافت سؤال لقارئي القصة

وهو :

ماذا نستفيد من هذه القصة ؟

و الإجابة على السؤال ليس بإجباري لأني متأكد أن كل من قراءة القصة قد تعلم منها وكما أخبرتكم فهي قصص ليست من نسج الخيال فهي مواقف حصلت لصحابة ومن تبعهم من التابعين و الصالحين رحمة الله عليهم أجمعين ولذا من الممكن الاقتداء بهؤلاء
الذين صدق الله فصدقهم
وهم الذين قال الله فيهم :

}وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً والذين يبيتون لربهم سجَّداً وقياماً والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراماً إنها ساءت مستقراً ومقاماً والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواماً... والذين لا يشهدون الزور وإذا مرّوا باللغو مرّوا كراماً والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صماً وعمياناً والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقَّون فيها تحية وسلاماً خالدين فيها حسنت مستقراً ومقاماً« {(1).

سورة الفرقان، من الآية/63 حتى 76.

وأتمنى أن يتجدد اللقاء بكم في القصة الثانية
من هذه السلسلة
وكما أريد شكر فريق مسومس على الفواصل
المرجع
كتاب قصة من قصص الصالحين
وجزأهم الله خيراً
وأترككم في أمان الله وحفظه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

.

[عابر الشوارع]

أشكرك أخي القصة

لا عجب أن هذا جزاء

(( من صدق مع الله صدقه الله ))

وننتظر القصة الثانية

واصل سيرك..

[BULLY_2007]

أشكرك أخي القصة

لا عجب أن هذا جزاء

(( من صدق مع الله صدقه الله ))

وننتظر القصة الثانية

واصل سيرك..

مشكور اخي لمرورك

[~S.Kudo~]

مشكور عــ القصة