بسم الله الرحمن الرحيم
استيقظت السابعة و النصف صباحاً ..!!
على صوت رنين هاتفي المحمول , استغربت أن شخص يتصل بمثل هذا الوقت والجميع مشغول بعمله ..!!
رأيت شاشة هاتفي ..
( فيصل يتصل بك )
ضغطت على العلامة الخضراء بكسل ..
- السلام عليكم
- وعليكم السلام
- هلا والله أخبارك
- الحمد لله تمام أخبارك أنت ..؟ وأخبار دراستك ..؟
- بخير الحمد لله , أخبار أمي وأبوي وأخواني ..؟
- كلهم بخير ..
- الحمد لله , امممممم شكلك نايمة بس كنت أبقولك الساعة تسع افتحي النت أبرسلك رسالة بالايميل ..
- إن شاء الله , بس شيء ضروري ما تصبر إلى الليل ..
- لا , موضوع ما يتأجل ..
هذا ما دار بيني وبين ( فيصل ) , لم أصبر إلى الساعة التاسعة , فتحت جهازي ..
انتظر الساعة التاسعة بفارغ الصبر و عيناي ملت من رؤية عداد الوقت أسفل الجهاز ..
تعدت عقارب الساعة التاسعة ..!!
و ايميلي لم يتغير به شيْ ..
تلقيت رسالة بالبريد الالكتروني
أسرعت بالضغط عليها , حتى أرى تلك الرسالة , لأول مرة أحس بأن الاتصال بطيء لتلك الدرجة ..
(..كانت تلك الرسالة تحمل عنوان : " على مشارف العشرين حلقتي "..
كانت رسالة طويلة , فحواها أروع التهاني والتبريكات ..
لحلول عامي العشرين .. وذكريات وأيام ماضية تجمع بين الجد والهزل
لأيام جمعتنا سوياً ..)
مباشرة بعد قراءتي لتك الرسالة فتحت مدونتي وبدأت ..!!
قصاصات من أوراق عامي العشرين ..!!
القصاصة الأولى ..
لـ وسن
عشرون عاماً ..
لم أكن أتخيل أن يوماً سيقال أني بلغت العشرين .. كثيراً ما كنت أرى من هم في العشرين أنهم باستطاعتهم أن يفعلوا الكثير فهم في (ريعان شبابهم ) ..
وهـ أنا بلغت ما بلغوا فهل سـ أفعل ما كنت أطمح منهم أن يفعلوا ..؟!
لو لم يذكرني أخي بهذا اليوم لمر مرور الكرام .. ولمر كمرور غيره من الأيام ..
فليس من عادتي الاحتفال بيوم الميلاد ..- بل وأنا من معارضي الاحتفال به - ..
لكن مرور عشرون عاماً في حياتي يجعلني أقف وقفات ووقفات طويلة مع نفسي ..
عشرون عاماً .. رقماً مميزاً في حياتي
عشرون عاماً .. ستكتب في صحيفة أعمالي ..
بدأت بولادتي بمثل هذا اليوم 28/ 10
ليزداد فرداً جديداً في عائلتي , وليضاف اسماً جديداً لها ..
لا يبقى الحال كما هو ..
بل تغير بدخولي للمدرسة الابتدائية مباشرة ولبسي لــ المريول لأول مرة في حياتي ..
عالم هو غريب بالنسبة لي , وجوه جديدة لم أعتد عليها ..
أبحث من بين تلك الوجوه , أمي - أبي - أختي ... لا أحد سوى الغرباء ..!!
مع مرور الأيام بدأت بالاعتياد عليهم وليدخل إلى عالمي مصطلح جديد ( صديقه - زميلة - معلمة - مديره وغيرها الكثير من المصطلحات )
المرحلة المتوسطة .. السنة الأولى ومن ثم الثانية هي أنا وهي حياتي لم تتغير ..
إلى أن وصلت إلى السنة الثالثة .. هي السنة التي خرجت بها إلى عالم جديد ..
بل هي السنة التي أفتخر بها عن باقي السنوات ..
أذكر تلك السنة بكل تفاصيلها الدقيقة ..
بل وكيف لي أن أنسى مصلى المدرسة و معلمة الحلقة ..
كيف لي أن أنسى مجلة ( الــوفاق ) التي كنت أستمتع بـ الإشراف عليها ..
المرحلة الثانوية .. كذلك السنة الأولى والثانية لم تكن تفرق كثيراً عن ( الثالث متوسط ) ..
في الثالثة .. أيام استنفار .. وجد واجتهاد ..
إلى أن جاء اليوم الذي سـأودع فيه الصديقات .. لازلت أذكر دموعها عند إلقائها للكلمة , لا زلت أذكر دروعنا التذكارية لمعلماتي حبست دموعي من أن تخرج ..
لإني لا أحب أن أظهر دموعي أمام الناس , لكن لم ما ان وصلت إلى البيت إلا وانفجرتا عيناي ببركان من الدموع الحارة ..!
يوم نزول نتائج الثانوية العامة.. كنت أحاول أن أقنع نفسي بالنوم ولكن هيهات أن تغمض عيناي واليوم هو يوم تحديد مستقبلي ..
لا أنسى ذلك اليوم حينما أتى اليّ صوت أخي وهو بالكاد يفهم من شدة الفرح ,
يبشرني بأن نتائج الثانوية قد نزلت ، ويبشرني أني نجحت بنسبة عالية ..!!
يوم التقديم على الجامعة ..
كانت رغبة والداي بدخولي لهذا القسم ..
لم أرفض .. لم أبدي انزعاجاً .. بل دخلت ذلك القسم بكل رضا ..
فـأنا لا أملك في هذه الدنيا .. سوى قلبين .. أفديهما بنفسي ومالي ..ولا أملك تجاه هذين القلبين سوى الرضا و والطاعة ..
فمنذ اليوم لن يكون عمري رقماً يرافق (1) ...!!
القصاصة الثانية ..
لـكما ..
نعم هي لكما ( أمي و أبي ) ..
قدوتي ونعم القدوة ..
أمي .. أقف إجلالاً واحتراماً حيال ذكركِ ..
عشرون عاماً .. معكِ أمي كانت بمثابة المدرسة بالنسبة لي ..
عشرون عاماً ..تعلمت منك يا أمي أعظم درس في هذه الحياة درس ( الصبر )..
عشرون عاماً .. صبرتي في تربيتي , مشاغباتي , أخطائي ..
أبي ..
عشرون عاماً .. درست على يداك ..
كلماتك , نصائحك , دروسك التربوية لا يمكن أن تمحوها الذاكرة ..
عشرون عاماً .. تعلمت منك ( أن من توكل على الله , لا يضيعه )
(أسأل الله أن يعينني على بركما ويرزقكما فردوسه الأعلى..)
القصاصة الثالثة ..
لأخواني و أخوتي ..
ينكسر قلمي خجلاً , عندما يكتب عن أمثالكم ..
تعلمت معنى الأخوة الحقيقية على أيديكم ..
( أحبــكم ) هو ما استطاع قلمي كتابته لكم ..
القصاصة الرابعة ..
لأمتي ..
عشرون عاماً .. وأنتِ كما هي قبل العشرون عاماً
عشرون عاماً .. ولم تستطيعِ تحرير فلسطين ..
عشرون عاماً .. والعراق و أفغانستان و كشمير تنتظر من يسمع النداء منكِ ..
عشرون عاماً .. أمتي وأبنائك يغرقون ..!!
القصاصة الخامسة ..
لكم ..
عقداً كاملاً كنت هنا ..
لم أشعر يوماً ما بأني غريبة بينكم ..
بل العكس لم أجد انسجاماً كما وجدته هنا ..
فكان نتاج ذاك التواجد أن استفدت و تعلمت الكثير منكم .. ومن أقلام هم فخر أن يحتضن الملتقى أمثالهم ..
أقلام .. نادرة راقية في كتابتها ..
فشكراً من الأعماق ..
بدون أدنى أشك
كتبت فـ أخطأت .. ناقشت فـ قسوت ..
فمع بداية عامي العشرين ..
أود الاعتذار لكل شخص عن كل إساءة أو حرقة أو نزعة في النفس وأتمنى من كل قلبي أن يسامحوني أولئك الذين أخطئت بحقهم وغلظت في إيفاء جلال قدرهم وأهملت في معرفة وزنهم ..
لكم كل الاحترام والتقدير دائماً و آبداً ..
ختــاماً ..
عشرون عاماً .. تعلمت أن الصداقة كالماء يستمر نقاؤه بـ (الصحبة الصالحة) , ويتلوث بـ ( الصحبة السيئة ) ..
عشرون عاماً .. تعلمت أنه ليست من شروط السعادة غياب المشاكل , ولكن السعادة هي بالتغلب على تلك المشاكل ..
عشرون عاماً .. تعلمت أن لا أسعد نفسي بمعصية الله لدقائق وأندم طوال العمر ..
عشرون عاماً .. تعلمت أن كل أمر يصيبنا في الدنيا ما هو إلا خيرة فـ ثم خيرة لنا ..
عشرون عاماً .. تعلمت أن رسم البسمة على قلوب المهمومين خير لنا من أن نشاركهم الهم ..
عشرون عاماً .. تعلمت الكثير.. وما الحياة إلا مدرسة نتعلم منها ..
تمت قُبيل ظهر الثلاثاء ..
في أول يوم من عامي العشرين ..
28/10/1429 للهجرة ..
]
من كتابات يدي
مع بعض مساعات من أخواتي
رد مع اقتباس



-yes0" class="inlineimg" />






المفضلات