فوجئت .. فأكملت حديثها قائلة أن الصف الرابع الابتدائي لم تكمله ..
ذلك بسبب أنها بدون هوية ..
تعجبت فقد كنا نتحدث دائما عن المواقف التي تحدث في المدرسة ..
فأوضحت لي بأنها كانت مطّره لقول لذلك ..
هي فوق السابعة عشر .. ولم تنهي المرحلة الإبتدائية حتى!! ..
أجبرت على التوقف عن الدراسة قبل موعد الإختبارات النهائية ..
لم لم يتركوها تنهي تلك السنة على الاقل !! ..
بقيت في المنزل ست سنين .. ولم تكترث ..
ظناً منها أن سيأتي يوم تعود فيه للمدرسة .. وإن لم تعد فهذا لا يهمها ..
حتى أفاقت حينما كانت تحسب بداية كل سنة دراسية .. وجدت نفسها وصلت للمرحلة الثانية الثانوية !! ..
حين بدأو يسألونها ماذا ستدخل .. علمي .. أو أدبي ..
أحست بضياع تلك السنوات .. صحيح لم يكن بيديها شيء ..
لكن كان لديها السلاح الذي لدى كل مسلم .. الدعاء ..
ثم أخذت دورة عن تحقيق أهدافك في الحياة ( أو شي من هذا القبيل)..
فكبر لديها حلم بأن تصبح طبيبة .. ولكن .....!!
كنت أتجنب الحديث معها عن المدرسة .. لكنها هي من تسألني .. ودائما تقول ..
لو كنت أدرس لحدث معي مثلما حدث معك .. أرئيت إنه خير .. كانت ( تكابر ) كما يقولون ..
أخبرتني أنها تستيقظ كل يوم قبل السادسة .. تتظاهر بأنها ذاهبة للمدرسة .. تراقب السيارات ..
ولا تحسدهم .. أو تتمنى أن تكون مكانهم .. فهكذا سيأخذوا هم مكانها ..
وهي أعلم بالعذاب الذي تعيشه .. إنما تأمل أن تكون معهم ..
تدرس .. و تختبر .. تنجح .. و تفشل ..
حياتها .. لم تتغير .. الروتين ذاته كل يوم .. تراها كلما خرجت مع أهلها ..
تراقب من خلال النافذة .. كما لو أنها تخرج لأول مرة في حياتها ..
تراقب الشارع .. السيارات .. الناس .. حتى القطط تبتسم كلما رأتهم ..
لأنهم يذكرونها بالمدرسة ..
خشية أن أطيل الحديث ..
الجميع يكره المدرسة .. الإختبارات .. الاستيقاظ من الفجر وإخوتك الصغار ينعمون بنوم هانئ ..
لكن تذكر أن هناك من يتمنى أن يكون مثلك ..
في أمان الله ..
** حاولت قدر المستطاع أن أختصر .. فاعذروني إن أطلت .. **
المفضلات