هند بنت عتبة رضى الله عنها
خياركم فى الجاهلية ..... خياركم فى الاسلام
ان قلوب العباد بين اصبعين من اصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء .
وضيفتنا التى نتعايش معها من خلال تلك السطور كانت تعيش فى عداوة شديدة للاسلام وللمسلمين بل ولرسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من عشرين عاما ، بل كانت تبذل المال وكل ما تملكه للصد عن سبيل الله .
وفى عام الفتح تتنزل المنحة الربانية عليها فينفتح قلبها للاسلام فتصبح ما بين غمضة عين وانتباهتهاصحابية جليلة .
ومنذ تلك اللحظة وهى تبذل أضعاف أضعاف ما كانت تبذله لعداوة الحبيب صلى الله عليه وسلم ... ولكنها تبذله الآن لنصرة دين الله عز وجل .
موقفها الخالد فى يوم اليرموك
عندما انهزم المسلمون خرجت تحرض الفرسان على القتال ، وكان بيدها مزهر ومن خلفها نساء من المهاجرين وهى تقول الشعر الذى قالته يوم أحد :
نحن بنات طارق
نمشى على النمارق
مشى القطا الموافق
قيدى مـع المـرافق
ان تغـلبـوا نعـانــق
أو تـدبـروا نفــارق
فــراق غيـر وامــق
هـل مـن كريم عـاشق
يحمى عـن العـوائق
ثم استقبلت خيل ميمنة المسلمين ، فرأتهم منهزمين ، فصاحت بهم : " الى أين تنهزمون ؟ والى أين تفرون ؟ من الله ومن جنته ؟ هو مطلع عليكم " ، ونظرت الى زوجها أبى سفيان منهزما ، فضربت وجه حصانه بعمودها ، وقالت له : " الى أين يا ابن صخر ؟ ارجع الى القتال ، ابذل مهجتك حتى تمحص ما سلف من تحريضك على رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
قال الزبير بن العوام : فلما سمعت كلام هند لأبى سفيان ذكرت يوم أحد ونحن بين رسول الله قال : فعطف أبو سفيان عندما سمع كلام هند ، وعطف المسلمون معه ، ونظرت الى النساء وقد حملن معهم ، وقد رأيتهن يسابقن الرجال ، ولقد رأيت منهن امرأة وقد أقبلت على علج عظيم وهو على فرسه ، فتعلقت به ، وما زالت به حتى نكبته عن جواده وقتلته ، وهى تقول : " هذا بيان نصر الله للمسلمين "
قال الزبير بن العوام رضى الله عنه : " وحمل المسلمون حملة منكرة لا يريدون غير رضا الله ورسوله فانكسر الروم " .
وحان وقت الرحيل
ففى خلافة عمر رضى الله عنه وبعد ما قامت هند بتقديم كل ما تستطيع لخدمة هذا الدين العظيم فقد آن لهذا الجسد أن يستريح .
نامت على فراش الموت وفاضت روحها الى بارئها .
فرضى الله عنها وأرضاها وجعل جنة الفردوس مثواها .
المفضلات