صباحــُ \ مساءُ الفلـِ و الوردِ و الياسمينــْ
أهلاً و مرحباً بكلــِ متابعيــ و قارئيــِ قصتيــِ ..
كيفــَ الحالــُ أعزائيــِ ..؟
إنــْ شاء اللهــُ بكلــِ صحةٍ و عافية
آسفة حدثتــْ أمور كثيرة جعلتنيــِ أتأخرُ فيــِ وضعــِ البارتــْ
لنــْ أطيلــَ عليكمــْ ..
& 12 &
و الآن الساعة تشيرُ إلى الرابعةِ عصراً .. و " جوليتا " خارجة من المنزل .. وقد بدت جميلةً جداً ..
رغمَ أنها لا تزال تشعر ببعضِ الآلام .. ولكن فضولها لم يأبه لألمها ..
فهي تريد أن تعرف ما الذي سيخبرها به " جوهان " ..
" جوليتا " الآن تمشي و تمشي .. إلى أن وصلت إلى محطةِ القطار ..
ثمَ جلست على أحد الكراسي منتظرةً " جوهان " .. وبعدَ مرورِ عدةِ دقائق ..
القطار سيغادر .. نتمنى من الجميع الركوب ..
يا إلهي ما بهِ " جوهان " لقد تأخر ..
و إذا بأحدهم قال و هوَ يحاولُ التقاطَ أنفاسه ..
آ ... آسف .. لقد تأخرت عليك .. دعينا بسرعةٍ نركبُ القطار ..
وبعد جلوسهما أُغلقتِ الأبواب .. ثمَ قالت " جوليتا " متسائلةً ..
" جوهان " ما الذي أخرك ..؟!
فنظر إليها مبتسماً و قال ..
وقاطع كلامه صوت رنين هاتف "جوليتا " ..
فأجابت "" جوليتا " على المتصلةِ " ميتسومي "
وفي نفس الوقت قال " جوها ن " في نفسه ..
الحمد لله بأنها اتصلت .. حتى تنسى " جوليتا " بأن تسألني أين ذهبت
وأجابت " جوليتا " على " ميتسومي " قائلةً ..
آسفةٌ يا عزيزتي لن أستطيع أن أخرج معك اليوم فأنا مشغولةٌ جداً ..
فقالت " ميتسومي " يحزن ..
حسناً .. و آسفةٌ لأنني أزعجتك .. إلى اللقاء ..
آسفةٌ يا " جوهان " .. و الآن أين تريدنا أن نذهب ..
ما رأيك بأن نذهب إلى الشاطئ ..؟
وهما لا يزالان ينتظران وصول القطار إلى المحطةِ التالية .. أخذت حبات المطر تتساقطُ من السماء ..
لتملأ الأرض ببقعِ المياه ..
ثمَ قالت " جوليتا " مستاءةً ..
يا إلهي لقد نسيت أن أحضر مظلتي ..
فابتسم " جوهان " وقال " لها ..
لا تقلقي فلقد أحضرت معيَ مضلتين تحسُباً لأي طارئ ..
إنني بالفعلِ فتاةٌ بلهاء ..
ثمَ توقف القطار .. ونهضَ الإثنان .. و أخذا يسيران متجهان إلى الشاطئ ..
فكانا يتبادلانِ الحديث و الضحكات .. وبعدها .. توقفت " جوليتا " وسقطتِ المظلةُ من يدها ..
ونزلت دمعةٌ من عينها .. فلقد توقفت في المكان الذي صُدمت فيه و ذهبت معه فرحةُ اللقاءِ المنتظر ..
" فاقترب منها " جوهان " و قال بحزنٍ لها ..
" جوليتا " ما بك ..؟! هل تذكرت ما حدث لك ..؟!
فأخذ " جوهان " يصرخُ فزعاً ..
" جوليتا " .. " جوليتا " ما بكِ .. أووه إن وجهها حار ..
يا إلهي لقد أصيبت بالحمى .. ماذا سأفعل .. ماذا سأفعل ؟؟
ولحسن الحظ رأى " جوهان " سيارةً تقترب منهما .. فأخذ يلوحُ بيدهِ ويصرخُ قائلاً ..
سيدي .. سيدي .. أرجوك توقف هنا ..
فتوقفت السيارة ونزل منها رجلاً يبدو في الخمسينيات من العمر ..
وفزع عندما رأى " جوليتا " ساقطةً على الأرض ..
فطلب منه " جوهان " أن يحملها معه إلى السيارة ..
وبعدها طلب من السائق أن يتوجه إلى العنوان المطلوب حتى يصل إلى منزله ..
والآن توقفت السيارة أمام المبنى الذي يسكن فيه " جوهان " ..
ثمَ حمل " جوهان " " جوليتا " و أخذها إلى شِقته .. وبعد دخوله وضعها على سريره .. وبسرعةٍ أحضرَ
فوطةً بيضاء وبللها بالماء و وضعها على رأس " جوليتا " .. وغطى جسمها ببطانيةٍ دافئة ..
وحَضَر لها كوباً من الشاي الساخن .. ثمَ جلسَ على كرسيٍ بجانبها منظراً أنت تفتح عينيها ..
وقد بدت عليه علامات القلق .. فهوَ المسؤول عما حدث لها ..
وبعد مرورِ دقائق .. استيقظت " جوليتا " وقالت ..
فنهض " جوهان بسرعةٍ وقال ..
هل أنت بخير يا " جوليتا " ..؟
أجل أنا بخير .. آسفة يبدو بأني قد سببت لك المشاكل .. ولكن أين أنا ..؟!
إنك في المكان الذي لا يدخلُ إليهِ أحدٌ غيري .. إنها شقتي الصغيرة ..
فنهضت بسرعةٍ وقالت بخجل ..
إنني آسفةٌ جداً .. آسفةٌ جداً فلقد أفسدت يومك ..
لا عليك .. فكل ما حدث كان قضاء الله .. و الآن اشربي كوبَ الشاي هذا .. ثمَ اتبعيني إلى تلك الغرفة ..
ثمَ نهضَ وذهبَ إلى الغرفةِ التي أشار إليها ..
و بعد أن أكملت " جوليتا " شرب الشاي .. نهضت وذهبت إلى " جوهان " ..
دُهشت دهشةً كبيرة لما رأته .. فلقد رأت .. لقد رأت عدةَ لوحاتٍ جميلة رُسِمَت " جوليتا " عليها ..
فنظرت إلى " جوهان " وقالت وعلامات الدهشةِ باديةً عليها ..
فردَ بلطفٍ و بابتسامةٍ ساحرة ..
وهل يعيش أحداً غيري هنا ..؟
أجل .. أنا من يحبكِ ويفكرِ فيكِ دائماً .. إنهُ أنا ..
آآهٍ منكَ أيها المجهولــْ ..
لقد أتعبتني كثيراً .. و الآن ما رأيك بالذهابِ إلى النهر .. فلقد توقف المطر ..
المكان الذي يحبه قلبكِ .. يحبه قلبي ..
فاحمرَ وجهُ " جوليتا " خجلاً ..
ثمَ خرجا و توجها إلى النهر ..
وعندَ وصولهم كان الهواءُ عليل .. والشمسُ تكادُ تغيب .. والجسرُ الخشبي الجميل يربطِ بين الضفتين ..
وقف الاثنان على الجسر .. وانعكسَ عليهما لونَ الغروبِ المُحْمر .. وما إن فتحت " جوليتا " شفتيها
تريد الكلام .. قاطعها " جوهان " بقوله ..
آسف سوفَ أذهبُ لأُحضرَ لنا شراباً منعشاً ..
وذهب راكضاً وتركها وحيدةً على الجسر .. وما إن بدأت بالسيرِ على لوحاتِ الجسرِ الخشبية ..
اليمنى على إحدى اللوحاتِ المهترئة و .. وسقطت و صرخت .. ولكن يدها اليسرى أمسكت بإحدى اللِـوَح ..
و أخذت تصرخُ بأعلى صوتها ..
النجدة .. " جوهان " " جوهان " النجدااااااااااه ..
فجاءَ " جوهان " راكضاً على صوتِ صُراخِها .. و ما إن اقترب منها .. حتى زَلتْ يدها وسقطت
صارخةً إلى النهر .. وقد كانت المياه مرتفعةً فيه ..
" جوليتا " لااااااااااااااااااااااا ..
ونزل من على الجسرِ راكضاً و أخذ بسرعةٍ يركضُ و يركض على ضفةِ النهرِ محاولاً مساعدة " جوليتا " وهي
تصرخُ طالبةً النجدة .. و رأسها بدخلُ في الماءِ و يخرج فهي لا تجيد السباحة ..
النجداااة .. فلينقذني أحدٌ ما .. " جوهان " ..
فجأةً ظهرَ " هيرومي " و معهُ " ميتسومي " من بينِ الأشجار ..
فصرخت " ميتسومي " وهيَ تنظرُ إلى " جوليتا " وتضعُ يديها على خديها ..
ولحسن الحظ وجد " هيرومي " حبلاً ملقى على الأرضِ بجانبه .. فأخذه و بسرعةٍ ربطهُ على بطنه ..
و ربطَ الطرف الثاني بالشجرة ثمَ رمى بنفسهِ في النهر محاولاً الإمساك بـ " جوليتا " و " ميتسومي تصرخُ
بسرعةٍ يا " هيرومي " بسرعةٍ أنقذها ..
و أمسكَ " هيرومي " بيدِ " جوليتا " وهيَ غائبةٌ عنِ الوعي ..فطلبن من " ميتسومي " أن تشدَ الحبل ..
و بسرعةٍ انتقل " جوهان " إلى الضفةِ التي بها " ميتسومي " و أخذَ يشدُ الحبلَ معها ..
حتى وصلا إلى الضفة .. وبسرعةٍ و ضعَ " هيرومي " " جوليتا " ومددها على الأرض ..
و أخذت " ميتسومي " تضغطُ على بطن " جوليتا " محاولةً إخراجَ الماء ..
ثمَ ضربَ " جوهان " بقبضتهِ اليمنى بقوةٍ على الأرضِ وهوَ يقول ..
تباً .. كل هذا حدثَ بسببي ..
فنظرَ إليهِ " هيرومي " وقالَ متعجباً ..
لقد تركتها على الجسرِ وحيدةً وذهبتُ لأُحضر لنا الشراب .. وما إن عدت حتى وجدتها تصرخُ وتطلبُ النجدة ..
وقبلَ هذا أيضاً ذهبنا إلى الشاطئ والمطرُ يتساقط .. فمررنا بمكان الحادث .. وفجأةً سقطت و أُصيبت بحمى ..
فقاطعهما صوت " ميتسومي " قائلةً ..
كفاكما حديثاً دعانا ننقلها بسرعةٍ إلى المشفى ..
نهضَ " جوهان وقال بانفعالٍ وهوَ يبعدُ " ميتسومي "
ابتعدا عنها .. أنا الذي سيحملها ..
و بسرعةٍ حملها إلى السيارة ..
و أخرجَ " هيرومي " المفتاح من جيبهِ بارتباك .. فسقطَ منه ..
ثمَ حملها مرةً أُخرى وسقطت منه ..
فانفعل " جوهان " وقالَ وهوَ يحملُ " جوليتا " ..
ثمَ أخذَ يركضُ على الطريق .. والدموع تتساقطُ من عينيهِ كحباتِ المطر ..
وبعدها جاء " هيرومي " بالسيارةِ مسرعاً وقال ..
بسرعةٍ اركب أيها الأحمق ..
يا ترى ما الذيــِ سيحدثــُ لصديقتنا " جوليتا " بعدَ ما مَرتــْ بهــْ ..؟
و هلــْ حقاً بأنــَ " جوهان " هوَ المجهولــْ ..؟
كلــُ ذلكــَ ستعرفونهــُ فيــ البارتــْ القادمــْ
المفضلات