[تفاعلي] نتائج مسابقة القصة القصيرة ( القصص و الفائزون )

[ شظايا أدبية ]


النتائج 1 إلى 20 من 64

العرض المتطور

  1. #1

    الصورة الرمزية MaJiD

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    1,259
    الــــدولــــــــة
    بريطانيا
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: نتائج مسابقة القصة القصيرة ( القصص و الفائزون )

    القصة الفائزة بالمركز الأول
    بقلم : ض.س

    الصورة الثالثة
    كان الهواء يلتفّ حول خطواته كلما تقدّم ، يمسح آثاره ، يتنشّق عبقه ويزفره...في كل اتجاه ، كان ماضيه ينمحي كل ثانية، بدت له العملية أشبه بعشوائية متعمدة ، لكنه تابع التقدم.
    عشوائية متعمدة... طالما سَحَره التناقض ، بدا له الأمر غريباً حتى استخدمه أول مرة ، وأصبحت لغته مذّاك ثنائية ، لن يبحث عن التجربة الأولى في ذاكرته فهو يعلم أن أي نتيجة ستكون أكثر من وهم ، وهم تحديد خطوات البداية.
    الهواء يلتف حول خطواته كلما تقدم . كان يعلم أن الهواء نفسه مسح الأشخاص من المدينة ، الهواء المشبع بالرمال ، بالحقد .
    كانت الأطلال تـُبرز أطرافها الخجلة من تحت الرمال ، لم يدرِ لم لا يمسح الهواءُ الأطلال ، أو لماذا لا يتحوّل البشر إلى طَلـل .
    لكنه هنا الآن ، يبحث عن طَلـل بشري.
    سيزار. . .في المراجع الأجنبية.
    ابن عمه كان يُدعى قيصر، لكنه كان بدون امبراطورية ، غادر البلدة في زمن القحط وعمل في شركة لاستخراج النفط ثم مات بعيداً عن وطنه في السابع والعشرين من أغسطس .
    ارتسم على فمه شبح ابتسامة.. ما زال يكذب : ابن العم ذاك لم يوجد أبداً، ابتدع قصته يوم قرأ عن قيصر أول مرة ، ثم صدّقها.
    ساعة الميدان هي البناء الوحيد الذي يبدو منه أكثر من قبضة فوق الرمال ، اقترب منها ، نفض الكثير من ضحايا الهواء قبل أن يحدق في عقاربها باهتمام ، كانت تشير إلى السابع والعشرين من أغسطس . يبدو أن الوقت لم يكن يعني الكثير لسكان المدينة الذين رحلوا.
    حدق فيها مرة أخرى ، السابع والعشرون ، أي توافق هذا ؟
    بدأ يشك في خروجه ، ربما لم يغادر المكتبة أصلاً ، ربما ما زال هناك ، أو أنه خرج إلى نفسه ، بطريقة ما.
    كان يبحث عن سيزار ، " الطَلـل البشري الذي قرأ كل ما كتبته الإنسانية، وعند آخر كلمة عرف معنى التحرر".
    عندما قرأ الأسطورة أول مرة ، فكر كثيراً في موضوع التحرر ، سيزار عرف معنى التحرر ، لكنه لم يجده . كيف يمكن للمرء أن يعرف شيئاً دون أن يجربه ؟
    بدت له الفكرة غريبة.
    تذكر الساعة... ماذا لو أنه داخل نفسه حقاً ؟ ربما استطاع حينذاك أن يجد سيزار فالأمر لن يتطلب منه سوى التفكير العميق فيه .
    عليه إذاً أن يفكر ، أن يمنح طلله هذا بعض التفاصيل ثم يفتح عينيه.
    كل كتب الدنيا أمامه ، يبدو الأمر أكثر من وجوده في نفسه ، فهو لم يقرأ كل كتب الدنيا ، لكن سيزار- بالتأكيد- فعل .
    الطريق إلى الطَلَل طويل ، ملايين الكلمات بانتظاره وما يفوق الصبر.
    تذكر الساعة مجدداً ، ماذا لو أنه فكر في أنه قرأها ؟ سيفتح عينيه و حينئذ سيجد سيزار..كما رسمته الأسطورة ، تحت أطنان من الكتب .
    تذكر بغتة أ نه لم يغلق عينيه ، وأنه يعرف معنى التحرر ، وأنه لم يجربه أبداً ، تذكر أن أطنان الكتب كبلته وأنه حين عرف القيد.. كل القيد ، لم يجد صعوبة في أن يعرف الحرية ، كل الحرية.
    و تذكر فجأة بعد تأمل قصير . . أنه سيزار.
    التعديل الأخير تم بواسطة MaJiD ; 16-12-2008 الساعة 09:12 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...