بقلم : 2ad
(الصورة الثانية) .. جرحتني آلمي...فقتلتها..
"..يا لك من ساذجة..بل حمقاء..إن ظننت أني اهتم بك حقا.."
تلك آخر كلمات اسمعها منها قبل أن اقتلها ..ليس بسكيني بل بما أذقتها إياه فيما مضي انتقاما منها..
تقولون عني مجرمه وأنا لا أنكر ذلك فما فعلته بها يستحق أن اسجن عليه...لكــــن الغضب وسيطرة انتقامي علي كانت كسكينه قضت ما تبقي من قلب لدي ظننت أنها تستحق ما فعلته بها..ّ!!كانت آخر كلمات نطق بها لسانها كانت كالنار التي أشعلت قلبي بما مالئته به سابقا..
تبدأ قصتي عند المنزل الصغير الذي أعيش فيه مع والدي امتلأ بالحب والحنان فقد كنت وحيده والدي..حال الأسرة كان لا باس به وكنا راضين بما قسمه الله لنا ..انتقلنا مؤخرا لأحدي البلاد المجاورة لانتقال والدي للعمل هناك والتحقت بالجامعة حيث كانت مسكن الغربة بالنسبة لي فلم يكن لدي أي أخوات أو صديقات..ارتباطي بالعالم كان محدودا ولكن سرعان ما زالت الوحدة نسبيا فلقد تصادقت مع بعض زميلات الدراسة ..لكن كانت مجرد تعاملات خارجية تهدف للمصلحة لا غير..فلم نكن نستحق أن يطلق علينا لقب صديقات..ومضي حالي هكذا حتى قابلت فتاه أحسست أنها صديقه بمعني الكلمة أحببتها وكانت مثل شقيقتي بل توأم روحي.كانت تساعدني وأساعدها ونخرج معا ونمرح الإجازات.
وبعد مرور عده أشهر مرض والدي واضطر للبقاء في البيت وترك العمل وكان علي أن اعمل لأعول أسرتي, فأمي كبيره بالسن ولم أكن اتركها في طاحونة الحياة تلك.
عملت في احدي البنوك كمحاسبه براتب ممتاز ولسبب ما أحسست ببعد صديقتي عني قليلا ولكني ظننت إني أتخيل وفي يوم ما وجدت نفسي مطرودة من العمل وصعقت حينما وجدتها تعمل في هذا المكان بدلا مني وتفاجئت وقلت لها" هــل لك علاقة بطردي..؟!!"..قالت.."نعم هل يغضبك هذا في شيء..؟ من الأفضل لك أن تذهبي إلي مكان آخر يناسبك.."..أصبح قلبي كجمره مشتعلة وقلت لها "ألا تعرفي كم احتاج إلي هذا العمل " ردت علي برد قاس مميت "
"..يا لك من ساذجة..بل حمقاء..إن ظننت أني اهتم بك حقا.."
وكانت هذه بداية قصتي وبداية حريق أشعلته ويا لتني لم أشعله وهذا كان السبب لانتقامي ربما تظنون انه هين لكن بالنسبة لشخص سيطر عليه الانتقام وحالة أسرته المادية في انحدار ويدمرها اعز صديق له بمنتهي البرود ربما كان السبب كافيا..
بحثت كثيرا إلي أن وجدت عمل متواضعا شريفا دلني عليه بعض الناس ممن حولي بفضل الله ..وفي ذلك الوقت كنت أتقصي أخبارها وأتابعها ووجدتها تركت العمل في البنك ولم تعمل في أي مكان آخر كأنها لم تهدف لشيء إلا لطردي من هذا العمل ..وعندما كنت أراها بالجامعة ندير وجهنا وكأننا لم نعرف بعض قط وتخرجنا من الجامعة وانتقلت أسرتي للعيش بمكان آخر لظروف ما وبعد مرور عدة سنوات من تخرجنا من الجامعة ذهبت حيث تعيش لاستقصي أخبارها ..فقد عملت هي في شركة والدها التي كان بمكلها وبحمد الله توالي النجاح علي تلك الشركة الصغيرة إلي أن كبرت وسعيت جاهدة لهدم حياتها ..فتقدمت للعمل بتلك الشركة وما كانت لتعرفني فقد مرت سنوات طويلة علي آخر مره تقابلنا فيها وتم قبولي في تلك الشركة كمحاسبه حيث مجالي :كنت أريد معرفه أسرار هذه الشركة لتدميرها بها ..بالي من حمقاء تصرف لا يخرج من تلك الفتاه الرقيقة التي تربت في أسرة كريمه لكن حقدي لم يفرق بيني وبين أي مجرم آخر..
ساهمت كثيرا في إنجاح تلك الشركة وتقلدت مناصب اعلي بها علي مر السنين وقابلت من صديقتي تلك احتراما وتقديرا لجهودي ولم أقابل منها إلا أحسن الكلام والمعاملة ذلك الشيء الذي طالما زاد من تعجبي منها ..
وفي احدي الأيام قالت لي "ما رأيك أن تكوني نائبه لي فأنتي ماهرة ومتفوقة في مجالك وتستحقين تلك الرتبة..كما إنني أثق بك لأنك ...لأنك ..."..وحل الصمت عليها وسألتها " أذكرك بمــن " ولم الق منها غير ابتسامه جميله بريئة تزيدني دهشة وريبه
سارعت بالموافقة وكان السرور يملئ قلبي لاقترابي من انتقامي..
وفي اليوم التالي أصبحت بالفعل النائبة في الشركة وأصبح لدي الفرصة للحصول علي ما أريد
وفي ليله مظلمة تسللت إلي الشركة لأقوم بسرقة بياناتها التي اتفقت مع احدهم من شركة منافسة أن أسربها له وانتظرت اللحظة المناسبة التي ذهب فيها الجميع الي منازلهم وتسللت إلي الحاسوب وسرقت البيانات منه
وعند خروجي من الشركة سلمت المعلومات إلي ذلك الشخص ..وخنت ضميري !!
وفي طريق عودتي قابلتها وكانت سعيدة لمقابلتي وقالت لي :"هل بإمكانك أن تأتي إلي منزلي فانا أريد الحديث معك قليلا.." في البداية ترددت لأني أحسست أنها علمت بموضوعي وخيانتي لها ولكن أجبتها بـ"وما المانع ليس لدي أي أشغال حاليا.."
وذهبت معها إلي منزلها وبدأت محادثتنا بشكل جميل أراحني قليلا ثم صمتت وسألتني سؤالا غريبا وقالت:"هل أنتي هي حقــا..."
فرددت باستغراب:" من تقصدي بالضبط.." قالت:" أسفه ..كلمها أراكي اذكرها فلم أنساها ولو لحظة فقد كانت اعز صديقة لدي.."
سألت " ومن هي ؟ وما قصتها معــك ؟ وهل تحبينها ألي تلك الدرجــة؟ ..آسفة لقد تدخلت فيما لا يعنيني.."
قالــت :" لا تهتمي فانا سعيدة بالحديث معك وسأقص لك حكايتي معها ...لقد قابلتها لا ول مرة بالجامعة وأحببتها فقد كانت فتاة مرحة محبوبة متميزة في جميع الأمور أحببتها وأردت إن أكون صديقة لها فهي طيبه القلب وكانت مثلي وحيدة وأحببتني كثيرا ولكن بعد وقت قريب من صادقتنا مرت عائلتها بظروف مادية صعبه فقد مرض والدها وكان عليها القيام بإعالة الأسرة بدلا منه حزنت كثيرا لأجلها وأردت مساعدتها ولكن بحمد الله وجدت هي وظيفة لا باس بها بأحدي البنوك لكن اكتشفت أن وجود فساد مالي بهذا البنك وفي النهاية يقوم باستغلال موظفيه وعملائه بشكل ما وتوريطهم فأردتها أن تترك هذا البنك لكن أن هي كانت متعلقة جدا بهذه الوظيفة ولن تتركها وستظن أني ربما أهدف من ذلك لمصلحة شخصيه لي وستسيء الظن بي خاصة ونحن ببداية صداقتنا وأنا الصديقة الوحيدة لها وباقي من تعرفهم كانت تعرف أنهم لا يهدفون إلا للمصلحة كما هو متعارف حاليا بين الناس..ففضلت أن أجعلها تترك هذا العمل واخسر صداقتي لها المهم أن اعمل علي مصلحتها وتظاهرت بدور الصديقة الأنانية وتسببت في طردها اعرف أن تصرفي كان بمنتهي الحماقة لكن هكذا ظننت أني أفيدها واعمل لمصلحتها...أنت تشبهينها كثيرا ربما في كل شيء لذلك وثقت لك.." وصمتت وتوقفت عن الكلام إما أنا فالصدمة قضت علي
وزالت غمامة الانتقام التي قد غطت قلبي واتضحت لي الأمور وحقيقة تدمير لصديقتي لأني ظننت بها سوء ولم أحاول فهم تصرفها سابقا ورددت لها الجميل بالإساءة انفجرت من البكاء وقلت:" ربما هي لا تستحق لا تستحق أن تكون صديقتك كما ظننت ...آسفة سامحيني مهما فعلت فلن استطيع أصلح ما فعلته بك.."
وسارعت لكي اخرج ولكنها اعترضت طريقي وقالت " لقد أحسست من البداية انك هي فأنتي صديقتي وليس من السهل أن أنساكي أو انسي وجهك ..لا ادري لماذا تعتذرين لكن أنا هي التي يجب أن تعتذر منك أنا آسفة جدا .."
رددت:"أنتي لا تدريني ماذا فعلت الآن لقد ظننت إني انتقم منك بتدمير شركة والدك ولقد فعلت ذلك الآن سامحيني لا املك إلا أن اسلم نفسي للشرطة لخيانتي للشرطة...لكن هل تسامحيني.."
قالت:" ربما الآن فهمت شعورك عندي قمت بتصرفي الأحمق صحيح من الصعب نسيان ما فعلته بي لكن أنتي صديقتي ويكفي دموعك الآن التي تعبر عن ندمك لكن يمكننا أن نبدأ من جديــد سيكون ذلك صعبا لكن لنحاول فكل البشر خاطئين وعلينا أن نسامح بعضنا ...أليس كذلك"
ابتسمت وحدثت نفسي قائلة:
" ظننت أن صديقتي هي ألمي ..وأنتي تخلصت منها وقتلتها ..ولكن كانت هي قارب النجاة الذي أنقذني بفضل الله من ظلمة انتقامي..."

رد مع اقتباس
.


المفضلات