منهج القرآن فى قوله بطونه ، بطونها



قال تعالى : ( وإن لكم فى الأنعام لعبرة نسقيكم مما فى بطونه ) النحل / 66
وقال تعالى : ( وإن لكم فى الأنعام لعبرة نسقيكم مما فى بطونها ) المؤمنون / 21


س ـ لماذا قال تعالى فى النحل بطونه ، وقال فى المؤمنون بطونها ؟



قاعدة :
التعبير بضمير المذكر يفيد التقليل والتعبير بضمير الؤنث يفيد التكثير .

مثال :


ـ فى قصة يوسف عليه السلام " وقال نسوة " المفروض " وقالت نسوة "

لأن نسوة مؤنث فقالها : ليفيد التقليل فالنساء اللواتى تكلمن فى الموضوع هن قليلات ولسن كثيرات لذلك قال : " وقال نسوة "
والعكس فى الأعراب : فالمفروض يقول : " قال الأعراب آمنا " ولكن قال : " وقالت الأعراب آمنا "
فدل ذلك على انهم كثير

وأما بالنسبة لأية المؤمنون والنحل تتحدث عن الأنعام : وهى البهائم
فهناك بهائم نستفيد منها لرفع الأحمال وللسقيا وغيرها
وهناك بهائم نحلب منها اللبن ... أيهما أكثر ؟
البهائم التى نأخذ منها اللبن أكثر أم البهائم بوجه عام أكثر ؟
لذلك لما تحدث عن البهائم التى نأخذ منها اللبن جاء بضمير المذكر لأنه يفيد التقليل " بطونه "
وعندما تحدث عن الأنعام بوجه عام جاء بضمير المؤنث الذى يفيد التكثير " بطونها "

وما زلنا مع الآية
قال تعالى : ( وإن لكم فى الانعام لعبره نسقيكم مما فى بطونه من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين )

1- الايه تقول : ( وإن لكم فى الانعام لعبره نسقيكم مما فى بطونه من بين فرث ودم لبنا )
الترتيب الطبيعى : " وإن لكم فى الانعام لعبره نسقيكم مما فى بطونه لبنا )
قدم "من بين فرث ودم وأخر اللبن مع أن المفعول وقع عليه " ؟؟
قاعده بلاغيه : المقدم هو المهتم به ، لذاك نجد أن الاهتمام فى الايه ليس منصبا على اللبن بل لكونه خارج من بين فرث ودم ، لذلك قدمه ليشعر بأهمية الموضوع فى توضيح قدرة الله لخروجه من بين فرث ودم ، فليست القدره فى خلق اللبن بل القدره فى نزع اللبن من بين فرث ودم ،

2- لماذا قال القرآن فرث ولم يقل روث ؟؟
الروث : ما تخرجه البهيمه
فرث : ما تخرجه البهيه
الفرق بينهما فى المعاجم : طالما أن الفضلات فى بطن البهيمه فاسمها فرث ، فإذا نزلت من بطنها فاسمها روث
ولآنها ما زالت فى بطنها لذلك سماها فرث .

3- لماذا قال خالصا سائغا ؟؟
خالصا من شائبة حمرة الدم ، وخالص من الرائحه الكريهه الخاصة بالفرث ،
أما سائغا : فهى متعلقه بالطعم . معناها : طعمه مستساغ فهو سهل البلع لا يمكن أن - نشرق - أبدا منه ، فمثلا : شخص قد يشرب الماء قد يختنق به ويموت : لذلك قيل الا نسان تميته شرقه وتنتنه عرقه .
أيا كان المشروب الذى يشربه الانسان قد يشرق منه ويموت لكن اللبن سبحان الله لا يمكن تشرق منه أبدا

*إعجاز الله فى خلق اللبن يجعل اللبن أحسن أكل يأكله الانسان ، لذلك من السنه عند الجلوس على الطعام نقول : " بسم الله اللهم بارك لنا فى ما رزقتنا وارزقنا خيرا منه " .
إلا مع اللبن نقول : " اللهم بارك لنا فى ما رزقتنا وزدنا منه " .

فسبحان الله الخالق العظيم